دلالة وجود قوش في القاهرة ليلة الحسم بين الثوار والمجلس العسكري
05-20-2019 10:34 AM
إن صحت الأخبار المتناقلة عن وجود صلاح قوش في القاهرة في هذا التوقيت، فهذا يعني أن المفاوضات مع المجلس العسكري لا تعدو أن تكون مجرد مشروع ترفيهي للثوار في الميدان، لا يختلف كثيراً عن مسلسلات الدراما الرمضانية، وإن شئت الدقة فهي الدراما المكسيكية التي لها أول وليس لها نهاية، يموت أبطال المسلسل ويولد أبطال آخرين ومواضيع الدراما تتبدل وتتغير حتى تنتهي إلى نهاية لا علاقة لها بالبداية، وتصبح كل حلقات المسلسلة قابلة لأن تكون بداية ونهاية في نفس الوقت، لا حبكة ولا عقدة ولا ذروة وكل الحلقات تصبح وحدات موضوعية مكتفية بذاتها، هدفها الامتاع اللحظي والتشويق.
القاهرة تعني أبو ظبي والقاهرة وأبو ظبي تعني الرياض حيث الفلوس زي (الرز) بحسب تعبير السيسي.. وجود قوش في القاهرة يعني أنه تحت (رعاية) هذا الثالوث المرعب الذي يعرقل عملية الوصول إلى توافق مع الثوار، لأن كافة الاتفاقات (القذرة) التي تم ابرامها مع نظام البشير ستكون لاغية في حال قيام حكومة مدنية (نزيهة)، فنظام البشير كان يعطي كل شيء ولا يأخذ اي شيء، بينما النظام المصري يأخذ كل شيء ولا يقدم أي شيء، فالقاهرة تتضرر من وجود حكومة ذات سيادة لأنه سيكون خصماً على دوره في ترويض حكومة السودان والرياض وأبو ظبي من ناحية أخرى سيفقدون عطاء البشير (المروض) والغير مشروط، سوى دُريهمات يتم ايداعن في حسابته وحسابات ذويه الشخصية.
بحسب تأكيدات المجلس العسكري فإن صلاح قوش رهن الإقامة الجبرية، وبالأمس كان العباس بن البشير داخل سجن كوبر، واتضح لاحقاً أنه (لا دخل السجن ولا يحزنون) وأن المعلومات التي صرح بها المجلس العسكري كانت زلة غير مقصودة، واليوم يتكرر نفس السيناريو مع صلاح قوش، وصلاح قوش يمثل أهم عناصر إشتعال الثورة على الاطلاق، حيث أن كل عمليات القتل والاعتقال والتعذيب والتغييب القسري كانت تتم بواسطة جهاز الأمن.
يفترض أن مدير جهاز الأمن (خزنة) معلومات يجب الحفاظ عليها وحمايتها ليس في السجن فحسب، وإنما في مكان (الضبان الأخدر) ما يعرف مكانه، وتجريده تماماً من كافة وسائل الاتصال حتى لا يحرك اياديه الخفية، وجنوده المخفيين بطبيعة عملهم، فالدول القمعية كما هو معلوم تُديرها بالأساس عبر الأجهزة الأمنية.
الدماء التي سالت كفيلة بصبغ مياه النيل، فنتمنى من قوى اعلان الحرية والتغيير ومن قبلهم المجلس العسكري أن يهتموا بالتفاصيل (ذات الأثر) والتي يمكن أن تعصف بكل شيء، وأن يفكروا في كل الاتجاهات أثناء سيرهم، فعمليات التأجيل التي أفرزت مسيرات نصرة الشريعة والأجسام التي يتم تكوينها الآن والشخصيات التي يتم تلميعها لإضعاف قوى اعلان الحرية والتغيير بوصفها الممثل الشرعي والثوري الوحيد، لا تنفصل عن وجود قوش في القاهرة مرتع مخابرات العالم، ولقاءاته مع "السادة الأشراف".
وطن شامخ طامح يسع الجميع...
صديق النعمة الطيب
|
خدمات المحتوى
|
صديق النعمة الطيب
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|