المقالات
السياسة
ونصيحة لقوى الحرية والعسكري
ونصيحة لقوى الحرية والعسكري
05-20-2019 11:24 AM

مثلما انتقدتُ ونصحتُ أمس تجمُّع دعم الشريعة فإن الواجب والموضوعية والاستقلالية في الرأي أنصح معاً قوى التغيير والمجلس العسكري اللذين قررا استئناف المفاوضات متمنياً ألا يكون ذلك استجابة لضغوط دولية وإقليمية لها أجنداتها بل موقفاً ودافعاً وطنياً خالصاً يؤمن ويريد فعلاً تنفيذ شعارات الثورة (حرية، سلام وعدالة) ودولة مدنية دستورية ديمقراطية وتخليصنا من ظلم وفساد النظام المخلوع وعدم إعطائه فرصاً ليعود بسبب البطء في الاتفاق لأن كل يوم يمر يساعده في ذلك أو فتح الباب للإملاءات الخارجية فمصالح الشعب السوداني واستقلالية قراراته هي الأولى.

أبدأ بالنصح: إن تحديد قوى الحرية والمجلس العسكري لكيفية الفترة الانتقالية يجب أن يتسم بالحكمة والفطنة والعدالة والمساواة، فهذه الثورة هي ثورة كل الشعب السوداني وليس جهة واحدة فغالب الشعب ظل معارضاً ورافضاً لحكم الإنقاذ منذ أن رأى ظلمه واستبداده من الشعب، منهم من استشهد تحت التعذيب ومَن فُصل مِن الخدمة ومَن صُودرت ممتلكاته ومَن اعتقل وسُجِن وشرِّد.. كان ذلك خلال الثلاثين عاماً الماضية، فالثورة كانت تراكمات عبر الزمن. وهناك من عارض بالخارج سياسياً وعسكرياً ثم رجع بعد اتفاقيات مع النظام بسبب تعسف النظام وتمسكه بالقوة العارية مثل الحركة الشعبية وحزب الأمة وفصائل اتحادية مختلفة انخرط معظمهم في نظام الإنقاذ ولهم تقديراتهم نتفق معها أو نختلف، لكن هذا ما حدث..

وهناك فصائل إسلامية كانت جزءاً من النظام بعد أن ساهمت في وجوده ودعمته أمثال حركة الإصلاح والشعبي ولكن اختلفوا مع النظام ولهم تقديراتهم نتفق أو نختلف معها. وهناك حركات دارفورية مثل العدل والمساواة كان مؤسسوها جزءاً من نظام الإنقاذ ساندوه وحاربوا معه في الجنوب وتولوا مناصب فيها وهناك حركة مناوي ومن شرق السودان كذلك.. وأخيراً دخلت أحزاب وحركات مسلحة عديدة في الحوار الوطني من منطلق التأثير والموقف الوطني وساهموا في مخرجات قوية في الحوار اعترف بها معارضون ولكن لم يطبقها النظام تلاعباً وكذباً وكسباً للوقت.

ثم هناك قادة القوات المسلحة والدعم السريع كانوا جزءاً من النظام ساندوه بحكم موقعهم الطبيعي ودافعوا عنه ولكن حين جاءت اللحظة الحاسمة والموقف المهني والأخلاقي والشرف العسكري انحازوا لثورة الشعب.

القول والحجة بأن كل من يشارك في نظام سابق لو طبَّقناه بهذا المعنى فهل يمكن اعتبار حزب الأمة الذي شارك في الجمعية التشريعية عام 1948 في فترة الاستعمار هو سادن، كان يجب إقصاؤه بعد الاستقلال؟ كلا ومليون كلا! فحزب الأمة وكل قيادات الإدارة الأهلية وشخصيات وطنية محترمة دخلوا الجمعية لأهداف وطنية وكانت لهم تقديراتهم ولولا حزب الأمة وموقفه الوطني الشجاع بدعودته (السودان للسودانيين) لكان السودان تحت رحمة النظام المصري الديكتاتوري عقب انقلاب 23 يوليو 1952.

ثم مَن مِن الأحزاب لم يتعاون مع الأنظمة الديكتاتورية في نظامي نوفمبر ومايو؟

إنني لأرجو ألا يساعد قوى الحرية والمجلس الذين يتكسبون من الشريعة والتطرُّف بدعوى الإقصاء فلا يقصوهم من البرلمان الانتقالي والاكتفاء بالإقصاء من مجلس السيادة والوزراء وليجعلوا نسبة المشاركة في البرلمان 55% لقوى الحرية والبقية للآخرين فلا تُعزل جهة حتى لا نكرِّس للصراعات والفوضى.. إنها مرحلة خطيرة فاجعلوا من البرلمان والانتقال حاضناً لحوار من أجل استقرار وسلامة الوطن واستقلاله ووحدته.

التيار





تعليقات 4 | إهداء 0 | زيارات 757

خدمات المحتوى


التعليقات
#1830007 [حسن محمد]
0.00/5 (0 صوت)

05-20-2019 09:33 PM
كلامك خارج بارم


#1829953 [ابو الخير]
0.00/5 (0 صوت)

05-20-2019 05:25 PM
نصائح كيزان لا نريدها ياعروة


#1829890 [سعيد لورد]
0.00/5 (0 صوت)

05-20-2019 12:58 PM
تفويض الشعب لقوى الحرية والتغيير و المجلس العسكري بنسخته الأخيرة ليكون ممثلا له خلال الفترة الانتقالية و إن لم يكن بالإجماع لكنه بغالبية مشهودة ؛ فكيون من غير المناسب اعتبار عدم إشراك من كانوا يساندون النظام السابق حتى لحظاته الأخيرة قبل سقوطه إقصاءً.
و بخاصة إن الكثيرين لا ينتمون لقوى الحرية التغييير أو لتجمع المهنيين و مع ذلك لم يطالبوا بإشراكهم و ارتضوا و توافقوا على قبول ما ستفضي إليه المفاوضات التي لم يتبق منها سوى تشكيل مجلس السيادة من حيث العدد و نسبة المدنيين إلى العسكريين و رئيس المجلس.
ندعو الله أن يتم التوافق على ذلك في أقرب وقت ممكن.


#1829881 [عزوز (الاول) المناكف الذي لن يهدأ له بال حتى نضرب الكيزان با]
0.00/5 (0 صوت)

05-20-2019 12:40 PM
سؤال غير بريئ:
أين تضع أنت نفسك سيدي ضمن هذه التصنيفات التي توزع فيها فئات الشعب السوداني كما يحلوا لك؟؟؟
في رأيي (غير المتواضع)أن بعض الصحفيين يعتقدون أن القراء (مغفلين).


محجوب عروة
محجوب عروة

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة