الانقاذ تو
05-21-2019 04:49 PM
التيار الذي يقوده عبد الحي يوسف ومجموعة من الغلاة والمتطرفين ماهو الا وجه آخر للانقاذ المندحرة،ليس فقط لأن من لبوا دعوته للتظاهر يمثلون كوادر وقيادات معروفة في حزب الرئيس المعزول ومن أحزاب الموالاة،بل أيضا لأن ما رددوه من شعارات كانت هي ذات الشعارات والكروت الانقاذية المعروفة،ومن هذه الكروت كرت الشريعة الذي لم تفتأ ترفعه وتلوّح به عند كل خطب يصيبها أو غاشية تغشاها،حتى أصبحت الشريعة مثل قميص سيدنا عثمان رضي الله عنه ثالث الخلفاء الراشدين الذي أشتهر وأصبح مثلاً سائراً منذ مقتله رضي الله عنه وإلى يوم الناس هذا، فمنذ أن خلعت السيدة نائلة بنت القرافصة زوج سيدنا عثمان -كما تقول إحدى الروايات- عن جثمانه القميص الذي كان يرتديه حين قُتل غيلةً وسلمته لأحد الصحابة وكلفته بأن يذهب به إلى معاوية بن أبي سفيان إبن عم الخليفة وأمير الشام وقتها ليسلمه القميص وعليه آثار الدماء الطاهرة ويقول له يا معاوية أنت ولي الدم، من حينها أصبح هذا القميص كرتاً للمزايدة والإثارة والاستثارة والتحريض، حتى أن سيدنا معاوية لم يتردد بناءً على نصيحة عمرو بن العاص من استخدام القميص لتهييج مناصريه في معركة صفين وإستثارة حماستهم للقتال ضد سيدنا علي كرم الله وجهه حين رأى فيهم تراخياً وفتوراً، وهكذا تيار عبد الحي مثله مثل الانقاذويين يمارس الإثارة والاستثارة والمزايدة بكرت الشريعة الاسلامية...
لقد ظل أهل هذا البلد الطيب يظنون -وبعض الظن إثم- أنهم محكومون بالشريعة منذ أن قيل لهم حين صدرت في سبتمبر من العام 1983م القوانين التي إستنتها بدرية سليمان وآخرين، أنتم محكومون بشرع الله، وإلى تاريخه، وكان أهل الانقاذ حين كانوا جبهة الاسلامية، أكثر المروجين لهذه القوانين والمدافعين عنها باعتبارها الشريعة التي لا تبديل لها، ثم فجأة إنقلبوا على الإمام النميري الذي تجب طاعته حين قلب لهم ظهر المجن ليصبحوا من بعد، هم الائمة الذين ورثوا الحكم بالانقلاب وورثوا معه تلك القوانين التي ظلت قائمة منذ صدورها وإلى هذا اليوم، وكان من مدعاة فخر الانقاذيين أن نيفاشا نفسها وبكل قضها وقضيضها لم تمس حرفاً من هذه القوانين، ولم يحدث قط أن قالوا في يوم من الايام نقيض ذلك، ولكن ورغم هذا الثبات لهذه القوانين إلا أن أهل الانقاذ الأولى ومن بعدهم الانقاذ الثانية ممثلة في جماعة عبد الحي باتوا كثيري الثرثرة حولها، مرة مبشرين ومرة منذرين ومتوعدين على نحوٍ غير مألوف في كل بلاد العالم الاسلامي ..انه ولا شك الاستهبال والاستكراد الديني،فما هي الشريعة إن لم تكن هي العدل والعدالة والمساواة والحرية والسلام، وما هي الشريعة إن لم تكن هي الكرامة والعيش الكريم، وما هي الشريعة إن لم تكن هي الحق في العلاج والتعليم والتوظيف، وما هي الشريعة إن لم تكن هي الحصول على قوت اليوم، وبالمقابل هل الشريعة هي الظلم والفساد والاستفراد بالرأي، وهل الشريعة هي المحاباة والاحتكار، وهل الشريعة هي قمع الآخرين لمجرد آراء أبدوها والزج بهم في السجون والمعتقلات، وهل وهل وهل من تساؤلات لا يسع المجال لإحصائها بل هي أكثر من أن تحصى تجعل من أي حديث عن الشريعة الغراء دون إجابات إيجابية عليها مجرد (كرت) أو قميص عثمان يتم التلويح به كلما إقتضت الحاجة السياسية،ثم هل طالب الثوار وموفاوضيهم بغير هذه القيم الاسلامية والانسانية الاصيلة..اختشوا بلا مزايدة معاكم..
حيدر المكاشفى
[email protected]
|
خدمات المحتوى
|
حيدر المكاشفى
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|