المقالات
السياسة
المجلس العسكري الانتقالي يرسب في امتحان الوطنية
المجلس العسكري الانتقالي يرسب في امتحان الوطنية
05-22-2019 07:34 AM

فشل المفاوضات بين اعلان قوي الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي بالسودان بسبب تعنت المجلس وإصراره على الاستحواذ الكامل على مجلس السيادة” ' ذلك ما أكده المتفاوضون وكثير من المراقبين وأن كافة الحلول التي طرحت للشراكة الفعلية في رئاسة المجلس السيادي المتمثلة في المناصفة في نسب التمثيل والتناوب علي رئاسته التي طرحت عليه ظل المجلس العسكري الانتقالي خلال كل جلسات التفاوض الأخيرة متعنتا ومتمسكا بنيله أغلبية الأعضاء والرئاسة ' وهو الأمر الذي جعل الجميع يؤكدون علي أن المجلس العسكري الانتقالي يمارس سياسات شبيهة بممارسات النظام السابق”.

فإصرار المجلس العسكري علي فرض أغلبيته على مجلس السيادة هو إضعاف للحكم المدني بلا شك وسحب البساط من تحتهم ، وبالتالي يكون الشعب قد أبدل حكما عسكريا بآخر وهو الأمر الذي يتناقض مع أهداف الثورة ومكتسباتها .

إن وجود العسكريين في جميع مستويات الحكم الانتقالي هو أمر مطلوب وتقتضيه المرحلة التي تمر بها البلاد حاليا ' وهم شركاء في ثورة التغيير بلا شك ' ولكن ليس بالاستحواذ الكامل الذي يتنافي و أهداف الثورة ومطالبها التي تدعو لإقامة حكومة مدنية تتطلع لبناء سودان معافي من استبداد الحكم العسكري الذي أقعد البلاد خلال الثلاثين عاما الماضية.

إن تعنت المجلس العسكري الانتقالي ومحاولاته المتكررة في إطالة أمد المفاوضات ، وإصراره علي فرض سياساته لايدع مجال للشك بأنهم - أي المجلس العسكري الانتقالي - ضد إرادة الجماهير الثائرة والمعتصمة منذ السادس من إبريل تحت الظروف الاقتصادية والمناخية الصعبة .
فهذا التعنت وهذه الأطماع أضحت واضحة من خلال إصرارهم للتمسك بالسلطة والسيادة ، وبلا شك أن ذلك سيواجه بقرارات الشارع الثائر من اعتصامات والتصعيد للعصيان المدني في ظل ظروف لا يحتملها الوضع الحالي للبلاد .

من سير المفاوضات التي جرت في الأيام القليلة الفائتة ، تبينت كثير من الأمور التي جعلت المجلس العسكري يتهم بعدم إهتمامه للتوصل إلي حل يرضي الوطن والمواطنين ' كما أتهم بإلتفافه علي الثورة وقطع طريقها لتحقيق أهدافها المتمثلة في:
1- تصفية بقايا النظام الفاسد
2- لجم الثورة المضادة التي بدأت تنشط في محاولة يائسة لإعادة عقارب الساعة للوراء.
3-تصفية مليشيات الإسلامويين
4-إعادة هيكلة جهاز الأمن والمخابرات ليصبح لجمع المعلومات وتحليلها ورفعها فقط
5- محاسبة رموز النظام الفاسد، واستعادة ممتلكات الشعب المنهوبة.
6-إلغاء كل القوانين المقيدة للحريات.

إن المراهنة على عودة الشعب للغيبوبة السابقة مراهنة خاسرة تماما، والأفضل لقادتنا في المجلس العسكري الانتقالي الذين انحازوا للثورة المجيدة وثوارها الأحرار وآثروا حمايتها كواجب وطني وأخلاقي أن يتنازلوا عن فكرة الاستحواذ على السلطة ، والاتفاق علي إقامة حكومة مدنية في كل مستوياتها وأن يكونوا شركاء في مجلس السيادة بالمناصفة وأن تكون رئاسته دورية علي حسب المقترح الذي وجد ارتياح كبير وسط الشعب ، وذلك ليس بهدف نهم السلطة وبريقها أوالبحث عن التربع علي كرسي الرئاسة بقدر ما هو بهدف تحقيق أهداف الثورة وغاياتها المنشودة ' والتي ينتظرها جموع الشعب السوداني الصابر بشغف طوال فترة نضاله الثوري السلمي ' والتي قدم مهرا لها دماء الشهداء الطاهرة الزكية.

صلاح التوم كسلا
[email protected]





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 415

خدمات المحتوى


صلاح التوم كسلا
صلاح التوم كسلا

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة