المقالات
السياسة
صرخة من المواطن بشير
صرخة من المواطن بشير
05-22-2019 11:48 PM

صديقي المواطن الكسلاوي بشير محمد إدريس سبقته في مدرسة كسلا الثانوية بدفعة حدثت فيها ثورة أكتوبر عام 1964 عشناها ساعة بساعة حتى انتصرت وتكونت حكومتها – عكس اليوم – في بضعة أيام فقط.

ظل المواطن بشير معارضاً لنظام الإنقاذ ولكن أصابه مثل كثيرين إحباط مما يحدث من سلحفائية المفاوضات فأرسل لي نسخة من برقية عبارة عن نصيحة وجهها إلى قوى إعلان الحرية والتغيير بصورة إلى المجلس العسكري كصرخة قوية لتدفع الطرفين ليكونا أكثر جدية في مفاوضات طال أمدها كل طرف يتعصب لموقفه لا يهمه مصالح الشعب والثورة والثوار الذين كادوا ييأسوا مما يجري، بل كل الخوف أن تستغل ذلك الثورة المضادة..

يقول بشير: لندرك الثورة من الفشل فلا تضيع بين أيدينا بتكرار تجربة الإنقاذ.. إن شعار الثورة: حرية سلام وعدالة في خطر شديد والتركة ثقيلة لا يستطيع فصيل واحد حملها.. لنشرك كل من له دور في الثورة مهما صغر فالثورة ليست وليدة اللحظة ووقود الثورة هم أبناء كل الشعب ومن الإجحاف أن تحتكر لفئة واحدة دون سائر الفئات وحتى لو تهيأت لها الظروف فلن تستطيع أن تحقق أهداف الثورة بمفردها.

يقول بشير: لقد عارضت بشدة وبالصوت الجهير توجهات الانفراد بالحكم من داخل اعتصام القيادة منذ بداية المفاوضات وقلت أنها ستكون الإنقاذ 2 ولن يقبلها الشعب ولن تتحقق شعارات الثورة في العدالة لذا من العدل أن نشير إلى فئة معتبرة من الإسلاميين ودعاة الإسلام عارضت الإنقاذ منذ بدايتها عندما رأت الإنقاذ تقع في بؤر الفساد فلاقت جراء موقفها ذاك ما لاقت من اعتقال وسجن وإبعاد بل من لقي حتفه، ظلوا يفضحون زيفها وادعاءاتها ويعرُّونها أمام الجماهير ويحرضون ضدها من على منابر المساجد وغيرها حتى سقوط الإنقاذ وكل ذلك مدوَّن وموثق ومشاهد.. إن قوى الحرية والتغيير تخسر حلفاء أصليين أقوياء بمعاداة أو تجاهل هؤلاء وغيرهم من قوى أصيلة لمجرد إنهم لم يستظلوا بمظلة قوى الحرية والتغيير التي لو استمرت على نهجها فستفعل مثلما فعلت الإنقاذ.. إنه الظلم والظلم ظلمات وستطيح بالثورة فهي ليست مناصب ولكنها إحقاق للحق والعدل وأربأ بقوى الحرية أن تكون أول من يطيح بالثورة وهي لا زالت غضة مزدهرة.. أيها الأحباب إننا لا نريد لكم أن تفشلوا ففشلكم هو فشل للأمة وللثورة وخيانة لدماء الشهداء.. يكفي شعبنا معاناة 65 عاماً منذ الاستقلال من خلافات حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه فهل نكرر التجارب؟؟ ألا هل بلغت اللهم فاشهد… بشير محمد إدريس – الخرطوم.

تعقيب: شكراً لصديقي بشير فما قلته يذكرني بقصيدة الشاعر السوداني محمد سعيد العباسي (عهد جيرون) يقول فيه نهايتها:

كففت عن غرب التصابي والتفت إلى حلمي ولم أك في هذا بمغبون
وصرت لا ارتضي إلا العلا أبداً فما وجدت من التبريح يكفيني

التيار





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 672

خدمات المحتوى


محجوب عروة
محجوب عروة

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة