الزيارة السرية لزعيم السرورية
05-23-2019 12:01 AM
أتابع هذه الأيام باهتمام مثل غيري كثيرون، ما يكتبه الزميل الصحفي المتخصص في الجماعات الدينية الهادي محمد الأمين، وقد أعادت هذه الكتابات الى ذاكرتي تلك الزيارة السرية لشيخ وزعيم جماعة السلفية الجهادية السرورية محمد سرور بن نايف زين العابدين السوري الأصل لاتباعه بالخرطوم قبل نحو ثماني سنوات، حيث قضى يومين بالخرطوم أنفقهما في لقاءات حصرية بالجماعات السلفية بمختلف مسمياتها والتقى أثناءهما وحاور وتفاكر مع قيادات هذه الجماعات ومن أبرزهم الشيخ محمد عبد الكريم والشيخ عبد الحي يوسف والشيخ الامين الحاج والدكتور علاء الدين يوسف واربعتهم ممن عرفوا في أوساط الرأي العام بالغلو والتطرف واستسهال إصدار الاحكام التكفيرية، إضافة إلى الشيخ سليمان أبو نارو، وقد أثمرت لقاءات الشيخ سرور الذي تنسب إليه الحركة السلفية السرورية لغلبة تأثيره الفكري والحركي والتنظيري عليها باكثر من حظ وكسب بقية إخوانه مؤسسي هذا التيار الذي لا يحبذ بعض مؤيديه ومناصريه تسميته بالسرورية ويفضلون عليها إسم السلفية الاخوانية أو السلفية الحركية ولكن سرى عليه اسم السرورية رغم رفض الشيخ سرور نفسه لهذه التسمية، وأثمرت لقاءات الشيخ تلك عن جملة من التفاهمات مع قادة وشيوخ التيار السلفي السوداني حول قضايا وهموم العمل الاسلامي والتحديات التي تواجه الأمة الاسلامية وتوحيد صف الجماعات الاسلامية كما جاء ذلك على لسان أحد القادة السلفيين بحسب خبر احدى صحف الخرطوم عامذاك، ومن المعروف عن زعيم السرورية أنه لم يكن على وفاق مع الدكتور حسن الترابي بسبب آرائه واجتهاداته ومثلت الانقاذ بادئ أمرها صدمة له باعتبار أن صانعها هو الترابي ولكنه أخيراً أصبح من المهتمين بأمرها وأعاد نظرته فيها وتخلى عن مواقفه السلبية تجاهها..
لا أدري لماذا أحيطت تلك الزيارة بسياج من السرية والتكتم،ولماذا لم تعلن، ولماذا لم تذع أخبار لقاءات زعيم التيار السروري بالعالم العربي والاسلامي، رغم أن ما رشح من أخبار عنها كانت تقول أن المراجعات الفكرية التي تمت بين الشيخ وممن يعدون في خانة مريديه أو تلامذته كانت هي التواضع على نبذ الغلو والتطرف والتخلي عن نهج التكفير الذي كانت جماعاتنا المحلية تكثر من التلويح به ولها سجل حافل ومليء بصكوك التكفير التي طالت كثير من الشخصيات والاتجاهات والأحزاب بل لم تنجو منها حتى الصحافة والصحافيين، ما إختلفت هذه الجماعات مع أية جهة من الجهات أو قال أحد برأي لم تستسغه إلا وسارعت لكنانتها التكفيرية المعبأة واستلت منها نصاً ورمت به في وجه مخالفيها أو من تخالفهم، ولكن يبدو الآن أن هذه الجماعة ما تزال على عهدها القديم في اصدار صكوك التكفير ولم تنبذ بعد الغلو والتطرف والتخلي عن نهج التكفير الذي لم تعد له جدوى في زمن التفكير حين يصبح العقل بلا معنى ويصير التفكير مجرد عبث في زمن التكفير..
الجريدة
|
خدمات المحتوى
|
حيدر المكاشفي
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|