قال الشاعر:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
أن بيت الشعر المذكور اعلاه يرسم تمام الحاله التي يمر بها قوي اعلان الحرية والتغيير الذي يمثل ارادة وتطلعات شعب السودان الذي ظل منتفضا منذ الثالث عشر من شهر ديسمبر من العام الماضي بعد ان استحكمت حلقات الازمة الاقتصادية علي عنق النظام البائد ومرورا بيناير وفبراير حتي تحقق النصر الجزئ في ابريل بسقوط الطاغية الفاسد البشير ونظام الجبهة الاسلامية القومية ومن شايعها وثبت اركانها من الانتهازيين ، الا ان اذيال النظام ظل يتشبثون بالسلطة ويستغلون ربائبهم في القوات المسلحة وجهاز الامن ومشايعوهم في الخدمة المدنية لإعادة مجدهم الغابر ويمثلوا ثورة مضادة. وفعلا فان اصحاب العقول الذين يفكرون بالطريقة السوية من أجل قيام دولة مدنية تتساوي فيها الحقوق والواجبات وينعم فيها الجميع بالحرية والمساواة لكي يتحقق السلام المجتمعي فان هذا العمل والتفكير في كل الطرق من اجل انجازه سوف يشقى قوي اعلان الحرية والتغيير نتيجة كثرة التفكير والاجهاد الذهني و لكنه شقاء بنعيم نتيجة ما سوف يصل إليه الجميع من تحقيق أهداف الشعب الثائر الصابر وهو قيام دولته المدنية كاملة الدسم بسبب طريقة تفكيره السليمة والسديدة. أما أخو الجهالة و المقصود به هو العابث الغاشم الذي يظن انه ملك الدنيا فإنه يظن أنه ينعم بالراحة إلا أنه يعيش في شقاء نتيجة جهله مما يجعله يستمر في تأخره و تخلفه عن الركب. الفريق حميدتي ظن نفسه رئيسا للجمهورية ومارس سلطاته واصبح الامر الناهي في اللجنة الامنية لدرجة انه زار وحدات الجيش النظامية وهو الذي لم يدخل كلية حربية او يتخرج من اي وحدة عسكرية ولم يتدرب ولو ليوم واحد أصبح القائد العسكري الاول في السودان والقوات المسلحه تتفرج عليه وتفتح له ابواب اداراتها وهيئاتها ويهتفون له عندما يزورهم ويتبرع لهم بمال الشعب السوداني الذي جناه من ارواح ابناء السودان في اليمن وليث الامر توقف عند هذا الحد، فنجد الفريق حميدتي يزور ادارات الخدمة المدنية ويهدد العاملين بالفصل اذا شاركوا في العصيان المدني المرتقب لكنس حميدتي ومجلسه والحاقهم برفقائهم من قبل المخلوع البشير وربيبه ابن عوف والبقية تاتي ، فلتعلم يا حميدتي انك لم تكن شيئا فمن صعنك واوجدك رغم جبروته وصلفة ذهب غير مأسوفا علية يجرجر اذيال الخيبة وينتظر مصيره المحتوم وانت لم تتعظ من مصيره فسوف تلحق به قريبا واني لاري ذلك راي العين وعندها لن ينفع الندم والحسرة وستلاقي مصيرك المحتوم.
ولا نقول لك كما قال الشاعر عمرو بن كلثوم التغلبي لملك الحيره النعمان بن المنذر ماء السماء
الا يجهلنا احد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا
ولكن سنتعامل معك بعقلانية الشعب السوداني المعلم الذي تفوق حتي علي تجاربة ونفسه
واصبح نموذج يحتذي به في اقاصي الدنيا ونواصيها، لذلك بالعقل سترحل وبالسلمية ستذهب لن يغنيك مالك ولا سلاحك.
د. الناير حامد سليمان [email protected]
المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
1 | 
0 | 
574
