المقالات
السياسة
في تشريح بيان نداء السودان ..
في تشريح بيان نداء السودان ..
05-25-2019 07:47 AM

يقول البيان في مستهله وفي الفقرة (1)" إن المطالب التى طرحتها الثورة، و تبلورت فى إعلان الحرية و التغيير، و مهرت بدماء الشهداء، مشروعة و مستحقة ناضل من اجلها نداء السودان - اكبر التحالفات السياسية- مع القوى الاخرى.
مشرط أول – الداعي لذكر أن نداء السودان هو التحالف الاكبر, هو البحث عن مشروعية لخياراته التي يتبناها في الراهن السياسي, السؤال: هل نداء السودان اكبر كتلة من جموع الشعب السوداني المعتصم والمؤسسات الموقعة على دفتر الحضور الثوري حتى تزايد عليهم, وهل تبنى الثوار سابقا خطها السياسي في رؤيتها للتخلص من نظام الانقاذ والمتمثل في حوارات أمبيكي وخارطته حتى تدعي تمثيله ؟! مع العلم ان نداء السودان هي من آواخر الكتل المنضمة لهذه الثورة, وان إعلان الحرية والتغيير هو في مضمونه " البديل الديمقراطي" الذي كفر به نداء السودان, فعن أي تمثيل تتحدثون ؟!
وفي الفقرة الثانية يقول " حققت الثورة عبر التفاوض مكتسبات فى غاية الاهمية تمثلت فى الاتى:
أ‌) إعتراف المجلس العسكرى الانتقالى بقوى الحرية و التغيير ممثلا رسميا و شرعيا للثورة.
ب‌) تشكيل مجلس وزراء مدني بواسطة قوى الحرية و التغيير
ج) حصول قوى الحرية و التغيير على اغلبية ٦٧% من السلطة التشريعية..
د) الاتفاق على تكوين مجلس سيادي بصلاحيات مجلس السيادة في نظام برلماني.
مشرط ثاني – يقفز البيان فوق الحقائق ويدعي أن ما تحقق تم بواسطة التفاوض, الحقيقة أن الذي تم حتى الان على ارض الواقع ولا شئ غيره هو السقوط الصريح فقط لدولة الاخوان المسلمين عن البلاد وتم ذلك عن طريق الانتفاضة الشعبية التي دفع فيها الشعب السوداني الغالي والنفيس وعليه فإن ما تحقق هو اصلا حق أصيل للشعب السوداني وليس مكسب أكتسبه الشعب السوداني من خلال التفاوض ,أن ما ينتظر أن يتحقق ينبغي اي يكافئ تلك التضحيات العظيمة والتطلعات المشرئبة لوطن ديمقراطي حر مالك لزمام أمره .
فمن هو المجلس العسكري حتى يمنحنا نحن جموع الشعب السوداني إعترافا بحقوقنا, أيعطينا ما نملك ؟! لقد تمادى المجلس العسكري في كرمه فاعطانا حسب النقطة د) حتى حق الاتفاق ! يا لهذ العطاء الممنون !
ثم يدلف البيان الي وصف تلك المكتسبات فيصفها بالكبيرة فيقول " هذه مكتسبات كبيرة و مهمة و تشكل السلطة الحقيقية يجب الحفاظ عليها و عدم التفريط فيها"
مشرط ثالث – أن نداء السودان يحاول أن يقنع الشعب السوداني أن ما تم الاتفاق حوله مع المجلس العسكري " حلو جدا" واي مكتسبات أخرى فيما يخص المجلس السيادي هي من باب ذيادة الخير خيرين فاقبلوا بها وانفرقعوا عن اعتصامكم هذا الي كل سبيل, ما يعني أن نقبل مرة أخرى أن يكون ممثل الجمهورية عسكريا وكانك يا ذيد ما غزيت, ليكون رئيسا لمجلس السيادة المناط به أعتماد قرارت الهئية التشريعية التي تمثل ارادة الشعب, فماذا وإن تلكأ ؟ من أين لنا بثورة أخرى قد نحتاج للتحضير لها سنينا عددا ؟!
ثم يسترسل الخطاب ليصل الي النقطة التي كتب من أجلها البيان فيقول " إن الخلاف حول رئاسة و تشكيل المجلس السيادى يمكن تجاوزه عبر الحوار و التفاوض و تغليب المصالح الوطنية العليا .
مشرط رابع – عبارة تغليب مصالح الوطن العليا المقصود بها تماما القبول برئاسة العسكر للمجلس العسكري فتعبير المصالح العليا لم يكن إلا غلافا لتغطية القول الصريح بذلك, فايهما أعلى يا نداء السودان في ميزان المصالح العليا, أن تكون كل الدولة للمدنيين أم ليناور فيها " عقاب " النظام القديم بوجه جديد, قبيح, أبشع وأضل سبيلا ؟!
ثم يصل الخطاب لنقطة التبرير لخياره السياسي فيقول" إن بلادنا تواجه تحديات جسيمة فيما يختص بالخيارات السياسية الحالية و المستقبلية، و من واقع تجربتنا الطويلة نعلم تماما خطورة تلك التحديات، ولذلك يجب تقديم مصلحة البلاد و استقرارها يجب على كل أمر آخر".
مشرط خامس – يحدثنا البيان عن الخبرة السياسية الطويلة وهو ايضا تبريرا لممارسة الوصاية على خيارات الشعب السوداني بمختلف مكوناته السياسية والشعبية , والشعب السوداني كله يذكر أن تلك الخبرة الطويلة عجزت عن اسبصار طريق الخلاص من نظام الانقاذ فجارته في الاعيبه السياسية من حوارات وتفاهمات لم يجني منها الشعب السوداني سواء إطالة عمر النظام السابق, ,وان تلك الخبرة الطويلة لم تستطع ان تميز بين "وجع الولادة من ما وجع الولادة". تسأل ذات الفقرة موضع التشريح الشعب السوداني أن يقدم مصلحة البلاد واستقرارها على كل أمر آخر, فهل فعلا قدم نداء السودان في أسفاره وترحاله مصلحة البلاد على مصالحها, عار عليك اذا فعلت عظيم !
ثم يختم البيان بمناداة الناس الي " استدعاء ميراث شعبنا الثري فى الحكمة و البصارة لتجاوز المزالق المدلهمة، كما نثق أن تجربة شعبنا النضالية المتميزة كافية لتجاوز إنسداد الأفق الحالى.
مشرط سادس – أن البيان أنما يدعونا لنستدعي التجارب المماثلة من تاريخنا لهذا الراهن السياسي, فوالله ما ثار هذا الشعب إلا على تلك المواريث التي اضاعت عن أجيال واجيال -منذ الاستقلال وما وقبله – نعمة االحياة في رحاب الديمقراطية والحرية والوطن الواحد وطيب العيش ورغد الحياة بعد أن فشلت تلك المواريث في الحفاظ على نظامنا الديمقراطي وفي الحفاظ على مكتسبات ثورتينا الضائعتين اللتان كانا من المفترض بهما تصحيح الاوضاع, وآخر تلك الاخطاء العظيمة كان أن تركنا سيادة الدولة عقب ثورة أبريل لجنرال في الجيش وهي في حقيقة الامر كانت عند عصبة الاخوان المسلمين ومن إئيتلف معها.
ويزيل الخطاب فقرة تمجد الشهداء وتتمنى عاجل الشفاء للجرحى فيقول "المجد والخلود لشهدائنا وعاجل الشفاء للجرحى والمصابين"
فهل حق الشهداء والمصابين علينا أن نزين بهم بياناتنا السياسية أم هو التزام صارم بما افتدوا ارواحهم من أجله, فهل قدم هولاء ارواحهم فداء للشعب السوداني الا تواثقا على بنود اعلان الحرية والتغيير الذي أوله " التنحي الفوري للبشير ونظامه من حكم البلاد دون قيد أو شرط."
فإذا لم يقبل الشهداء والشعب السوداني أن يشترط علينا البشير نفسه في تنحيه, فهل نقبل مع شهدائنا أن يشترط علينا المجلس العسكري؟!
أيها الشعب السوداني, أعلموا أنكم لا تفاوضون مجلس عسكري يمثل فعلا القوات المسلحة, بل هو في الحقيقة مجموعة من الجنرالات تنفذ في أجندة خارجية ليست لها علاقة بمصالح البلاد العليا كما يدعي هذا البيان, يستخدمون فيها فلول النظام السابق وجماعات الهبوط الناعم لتدعيم شرعيتهم المستقاة اصلا باعتراف قوى الحرية بهم, فهل يستقيم أن يمحنا الاعتراف من نال الاعتراف منا ؟!
لقد اثبت المجلس أنه غير حريص ابدا على مكتسبات هذه الثورة, واوضحت كل حركاته وسكناته بلا شك أنه لا يمكن أن يكون شريكا ابدا في هذه الثورة.
أن المجلس العسكري هو بمثابة عدو لهذا الوطن وخطر ماحق إن لم نواجهه اليوم ستكون كلفة مواجهته غدا أكبر وأكلف كثيرا, فلنعود مجددا ملتزمين بإعلان الحرية والتغيير, بكل بنوده حرفا حرفا.





تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 739

خدمات المحتوى


التعليقات
#1830752 [امير حسن]
0.00/5 (0 صوت)

05-25-2019 08:56 AM
وهل اتي البرلمان الذي تتحدث عنه والذي يمثل ارادة الشعب باختياره عن طريق الشعب ام بالتعيين ولماذا تستكثرون علي ان يختار من يمثله عن طريق الصناديق نفس الفهم اقصاء ودكتاتورية مدنية جديدة


ردود على امير حسن
United Arab Emirates [مختار محمد مختار] 05-26-2019 09:36 AM
من الذي ينتخب ؟ اوليس هو الشعب الثائر منذ ديسمبر والذي اسقط البشير !
هذا الشعب فوض قوى التغيير ليقوده اثناء الثورة وفي الفترة الانتقالية, هذا التفويض لا يحتاج الي عملية اجرائية من مفوضية انتخابات واقتراع وما الي ذلك, فالضرورة اليه في هذا الظرف منتفية, لان هناك عمل كثير ينتظر ان يعمل حتى تتهيئ البلاد لانتخابات تجرى وفق ما هو معلوم من اجراءات, ما عمر البشير كان بعمل مفوضية واقتراع والي ما ذلك,هل يعني ان تلك الانتخابات كانت مصدر شرعية, الغاية من الاقتراع هو التفويض للاعلى اصواتا, ةالتفويض وقد حصل لقوى التغيير وتحديدا لتجمع المهنيين !


مختار محمد مختار
مختار محمد مختار

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة