المقالات
السياسة
المستمسكون بشرعة الإنقاذ: دوافع الملاواة..!
المستمسكون بشرعة الإنقاذ: دوافع الملاواة..!
05-25-2019 10:31 AM


الإنقاذ أفسدت الحياة السودانية وجرّت معها (كل متردية ونطيحة وموقوذة وما أكل السبع)..وما يراه الناس الآن (من بقاياها) إنما هو التشبث بالحال الذي ظلت تعيش فيه الإنقاذ وتمارسه لمدى ثلاثين عاماً.. وأنت ترى الآن (جنرالات كلية) و(جنرالات خلاء) وسياسيين ومديرين ورجال أعمال وأكاديميين وإعلاميين و(مافيا تجار وأسواق) وسماسرة وأرباب عمل وعوائل ورجال دين وإدارة أهلية عاقروا موارد الدولة واعتاشوا من مالها واعتادوا القفز على القوانين وكانوا يجدون الطريق ممهداً لحيازة العطاءات والشركات وبيوتات المال والأسهم والميادين والأراضي والعقارات خارج القانون..! هؤلاء يقاومون الآن وسيقاوموا ما وسعتهم المقاومة ..ولكن هيهات أن تعود دولة الإنقاذ الفاجرة التي بلغت فوضاها وشريعتها الغاصبة عبر التمكين والاستباحة وخرق القانون ومقارفة الحرام أنها صنعت كيانات موازية للدولة التي استولوا عليها أيضاً.. وقد اعترف بذلك كبيرهم (الذي علمهم السحر) وأفتاهم باستباحة الدولة؛ فقد قال الترابي بعضمة لسانه عبر قنوات العالم أنهم أنشأوا مخابرات وأجهزة أمن خاصة بهم غير استخبارات الدولة وأجهزة أمنها.. وأنهم أنشأوا كتائب ومليشيات مسلحة غير جيش الدولة وشرطتها وأمنها الرسمي.. وإنهم كانوا يستبيحون أسلحة القوات النظامية وعتادها وأزياءها وشاراتها.. وإنهم كانوا ينفقون على تنظيمهم من مال الدولة (حلالاً بلالاً) لهم وحدهم..وأنهم كانوا يديرون سياسة الدولة الخارجية (من منازلهم)..وأنهم أوجدوا (قطاعاً خاصاً) من أرزقيتهم وطردوا الآخرين العاملين في (ذات الكار) من رجال الأعمال الحقيقيين.. وقد بلغت الفوضى في الإنقاذ ما شاهده الناس قبل أيام في اجتماع حركات وأحزاب (الفكة) أو (أحزاب الشنطة) و(أحزاب السلعلع) والحركات الرديفة حين كان في الاجتماع الذي دعا له المجلس العسكري واحد من الحاضرين..وعندما سألوه عن صفته التمثيلية قال (أنا فريق)..! وهو يقصد الرتبة العسكرية.. وعندما قالوا له فريق من الكلية الحربية والجيش؟ قال إنه (فريق خلاء) أي فريق من (عندياته) جاء من الصحراء..! وتحرّكت سخرية شباب الوسائط الاجتماعية لتقتنص هذه المفارقة و(هذا الاستهبال العجيب) فقالت بلسان الطرافة إن من "الإعجاز العلمي" للفنان الكبير الراحل مصطفى سيد أحمد أن مقطع من إحدى أغانية يقول: (بعدك "الفريق" أصبح خلا)..!
كل ما يدور الآن هو أن هناك قطاع رسمي ونظامي وسياسي واجتماعي يمانع عودة الديمقراطية والحكم المدني..! وهذا هو فريق الإنقاذ الذي لم يحتمل زوال حُكمها العضوض الفاسد.. حُكم ترحيل أموال الدولة إلي بيوت الحاكمين وتابعيهم.. وهم لا يخشون إلا على زوال السلطة والمال السائب و(الثراء المشبوه) بل الثراء المسروق.. فلم يعد الأمر أمر شبهة..! وحسبك من دولة ونظام وحزب وحركة يتم توجيه الاتهام لرئيسها و(الراعي الرسمي) لفسادها بأن في بيته أطنان من الأموال المحلية والأجنبية (مجهولة المصدر) بما يقتضي أن التهمة الفضيحة في هذه الواقعة وحدها هي (غسيل الأموال)..!
من أين لكم أيها الفقراء المختلسون بهذا الثراء وزعيمكم الترابي هو الذي أثبت فقركم المدقع (قبل السلطة) وقال أنكم ما أن جلستم على الكراسي حتى ولغتم في المال الحرام بشراهة (الإبل العطاش)..! أنتم تدافعون عن أموالكم التي هي أموال الشعب.. ولن يجدي التحايل بإخراج المجاميع المهووسة المتاجرة بالدين؛ وهي أيضاً تدافع (بالأصالة) عن فنادقها وقصورها وشركاتها و(بقلاوتها)؛ ولن يجدي أن تجمع معها ضعاف التأهيل وأهل الجهالة والضلالة من أجل الإدعاء الكاذب بنصرة الدين.. ولكن الأمر في حقيقته هو التباكي على أيام الإنقاذ: أيام القتل الهمجي والتهجير القسري والإبادة الجماعية والافتراء والإقصاء والسرقة...(الله لا كسبكم) بقدر ما أفسدتم من حياة الوطن وأهله.. ولا تأسى يا صديقي على أصحاب الفتنة وعناصر الثورة المضادة.. سيخذيهم الله.. فهم ملعونون أينما ثقفوا..!

مرتضى الغالي





تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 500

خدمات المحتوى


التعليقات
#1830799 [وطني غيور]
0.00/5 (0 صوت)

05-25-2019 11:15 AM
فقرة وتعليق:
الفقرة:
* (فقد قال الترابي بعضمة لسانه عبر قنوات العالم أنهم أنشأوا مخابرات وأجهزة أمن خاصة بهم غير استخبارات الدولة وأجهزة أمنها..).
التعليق:
سأل أحدهم الترابي بعد المفاصلة بزمن طويل وفي مناسبة عزاء بالجريف: يا الشيخ مافي طريقة لتنظيم ثورة ضد هذه الحكومة؟ أجابه الشيخ: لا، هذا مستحيل لأن هؤلاء الأولاد علمناهم الأحقاد وسفك الدماء والضرب بالرصاص في الصدر والرأس. وما العمل؟ أجاب التراب: أن تتحرك الأطراف من الهامش وتضغط على المركز.
* الفقرة: (من أين لكم أيها الفقراء المختلسون بهذا الثراء وزعيمكم الترابي هو الذي أثبت فقركم المدقع قبل السلطة؟)
التعليق:
حدثني وكيل وزارة في العهد المايوي أن الترابي قال لأعضاء تنظيمه في اجتماع معهم: (يا أولاد هذه الخرطوم ماسكنها ناس لمدى تمانين سنة وقد بنوا المنازل واقتنوا أما أنتم فأهلكم ساكنين في قطاطي بالريف ويجب عليكم أن تبنوا، فما كان من أبناء تنظيمه إلا أن استقطعوا كل الأماكن العزيزة ودونها في العاصمة وبنوا عليها السرايا). وأخيراً ذهب الترابي وهو يلوك الحسرة جراء المقلب الذي مقلبوه به.


مرتضى الغالي
مرتضى الغالي

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة