مدنييييييااااو .. !!
05-26-2019 07:46 AM
سفينة بَـــوْح
مدنييييييااااو .. !!
فقدٌ كبير للوطن والشعب والثورة الشبابية العصماء رحيل الأستاذ المناضل علي محمود حسنين ، هذا الرجل الذي إستطاع بتواضعه وعزيمته وإصراره على الثبات في المباديء ، أن (يُلهي) الناس جميعاً عن إنتماءاته السياسية والآيدلوجية ، فكان كل من يلتقيه أو يستمع إليه يشعر بأن علي محمود حسنين رحمه الله ينطق بلسانه ويعبَّر عن فكره وينافح عن حقوقه ، كان يحترم الجميع و يٌقدر للكل أدوارهم ، صدقوني هو فقدُ كبير ، نسال الله تعالى أن يعوِّض الوطن والثورة وتلاميذه وأحبابه وأهله وذويه صبراً وجلداً ، وأن يُهييء لهم بالتيسير أمر الإستفاده من ما خطَت يداه من وثائق ومقترحات وأفكار ومُخطَّطات جميعها تصُب في موجبات المصلحة العليا للوطن وإنسانه الذي يستحق اللهم أكرم نزله و أجعله من المحظيين بمتعة النظر إلى وجهك الكريم .
بعد كل القرائن التي أشارت إلى بُعد المجلس العسكري عن تمثيل فرضية الشراكة الحقيقية مع الثورة والثوار ، والتي كانت بداياتها في إمتناعه عن تقديم قائمة متكاملة بأسماء المعتقلين التي من قيادات ورموز حزب المؤتمر الوطني البائد ، ثم تضارب الأقوال وتهويمها وتسويفها بخصوص إعتقال العباس البشير شقيق الرئيس المخلوع ، ثم (عدم الحماس) البائن في إتخاذ إجراءات صارمة لمنع الكثير من قادة المؤتمر الوطني ورموزه من الهرب والسفر خارج السودان ، ثم ما قام به المجلس العسكري من تبريرات لم تكن مقنعة لعامة الشعب السوداني حول التحقيق في أحداث الثامن والتاسع من رمضان التي راح ضحيتها نفرٌ كريم من شهدائنا وأبنائنا دون ذنب وهم صائمون في هذا الشهر الكريم ، ثم إرتفع معدل مؤشرات خروج المجلس العسكري عن دائرة الشراكة في الثورة التي إدعاها في الكثير من تصريحاته وبياناته ، عندما أوقف المفاوضات بينه وبين قوى الحرية والتغيير لمدة 72 ساعة دون مبررات مقتنعة وبلا مستجدات واقعة على ساحة ما يربطه بقوى الحرية والتغيير من موضوعات ، ثم جاءت الطامة الكبرى والتي أثبتت للمراقبين والمهتمين بأن المجلس العسكري خصمٌ وليس شريك في الثورة بعد ما أبداه من تمسك مستميت بأغلبية عسكرية في مجلس السيادة بالإضافة لتمسكه بالرئاسة ، لكل ما سبق ، من الواجب إعتبار المجلس العسكري الإنتفالي أحد العقبات الإستراتيجية التي تواجة مسيرة الثورة وضرورة البحث عن وسائل لتجاوزها.
بالحديث عن وسائل تجاوز عقبات الثورة ، يبقى الإضراب السياسي والعصيان المدنى واحداً من الأبواب المهمة التي ستُمكِّن الثورة من الدخول مرة أخرى إلى ساحة النضال الميداني والمواجهة الجادة مع المجلس العسكري وقوى الردة وحُماة الدولة الإنقاذية العميقة ، وإعتبار المجلس العسكري الإنتقالي خصماً وليس شريكاً ثورياً كما يدعي ، خصوصاً وأن المجلس العسكري قد أرسل رسائل وإشارت تفيد بإمكانية إستخدامه سلاح الإستنصار بقوى النظام السابق وبعض قوى الرده وحُماة الدولة الإنقاذية العميقة ، وذلك عبر إستعطاف وإبتزاز بعض موظفي وموظفات الكثير من المؤسسات الحيوية بالحوافز المالية لقودهم للتراجع عن الإشتراك في الإضراب والعصيان ، ومن تلك الإشارات أيضاً القرار القاضي بإلغاء تجميد عمل النقابات المهنية السابقة ، إعتقاداً من المجلس أنها ستلعب دوراً في إحباط وإفشال الإضراب السياسي والعصيان المدني ، في الختام على الجميع أن يعلموا وخصوصا ً المجلس العسكري ومن يحلمون بعودة ما مضى أن النصر والغلبة للشعب لا محالة ، لأن الثوار بكل بساطة تجاوزوا مرحلة التراجع ، وباتوا يعلمون شكلاً ومضموناً ما تعنيه كلمة (مدنييييييييااااو).
هيثم الفضل
[email protected]
صحيفة الجريدة
|
خدمات المحتوى
|
هيثم الفضل
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|