رفع المصاحف على أسنّة الرماح محاولة اخيرة للخداع
05-25-2019 03:49 PM
رفع المصاحف على أسنّة الرماح محاولة اخيرة للخداع
بينما كان عمرو بن العاص يهتف في شوارع الخرطوم شريعة سريعة، كانت الجماهير تغني بمزاج كدااااااابه
سليمه سليمه ..... كيزان حراميه، ما أقسي الهتاف على اسماع الإسلاميين أصحاب المشروع الذي كان
ليس من وظيفة الدولة ادخال الموطنين الجنة بل توفير الجنان لهم على الأرض
الليلة ما بنرجع ........الا البشير يطلع
المطلوب من الإسلاميين الان المراجعة الجادة للأفكار والتجربة وليس السمكرة ودفن الليل اب كراعا برة..
عندما صاح الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري " عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه " استجابت الملايين بالنشيد السماوي سليمه سليمه ضد الحرامية، سليمه سليمه كيزان حراميه، عندها فقط أحس الغفاري الرباني بالرضا وانه لا يسير وحده في الربذه منفياً، بل يشد ازره الملايين من اجل دوله مدنية ديمقراطية.
لا إله الا الله ولان يحكمنا الا الله، كان الشعار الأساس الذي رددته حفنه من المغيبة عقولهم والمؤلفة جيوبهم والمضاع سلطانهم، سارت في مظاهرات محدودة العدد من الدواعش، وبقايا المؤتمر الوطني بقيادة محمد عبد الكريم، وعبد الحي يوسف، ومحمد على الجزولي قادة ما يسمي نصرة الشريعة و(دولة القانون).
دعونا في البداية نحسن النية بسحب كل الرصيد المتبقي في بنك النوايا الطيبة، ونقول بكل صدق نعم من الأفضل ان يحكمنا الله (عديل) فهو الخالق والعارف بعباده ويعلم خائنه الاعين وما تخفي الصدور، وبالتأكيد هو الأفضل لنا سبحانه وتعالي من حكومة الكفاءات المدنية. لكن ليطمئن قلبي كما قال إبراهيم لربه، نطرح تساؤلات وافتراضات الحصول على اجاباتها سيزيد ايماننا بالشعار (الإسلامي) ويجعل الشعب السوداني يغبر رجله ساعة في سبيل الله.
• الأول: ان الله كان يحكمنا قبل اليوم لذلك لم يكن من داعي لتسيير مظاهره للمطالبة بحكمه.
• الثاني: يقود التساؤل الأول الي ان سلطه ما ازاحت الان حكم الله الذي كان يحكمنا، وعليه تصبح المظاهرات عمل سياسي واجب ومنطقي هدفه اعاده سلطه الرب.
• الثالث: ان نستبعد التساؤل الأول تماما ونقول ان الله لم يحكم ديارنا ابداً من قبل، وان هذا مطلب جديد لتجريب حكم الاله، وهذا مطلب مشروع.
• الرابع: يبقي السؤال الاساس لماذا لم تقم هذه المظاهرات من قبل للمطالبة بحكم الله !!! ، ولماذا الان في هذا التوقيت! ما اجمل الشريف محجوب وهو يجيب باستقامة "خزنه وتنك ولحيه فشنك طلع البدر علينا ام يا مستهبل طلع البنك.
ما زال أصحاب قله العقل والخيال في غيهم يظنون ان حيله عمرو بن العاص لرفع المصاحف على أسنّة السيوف والرماح " الحكم لله " لها الفعالية مره اخري لهزيمه جيوش المؤمنين وإقصاء آل البيت ليقيم معاوية دولة الامويين والمُلك العضوض.
الامويين الجدد طالبوا الشعب السوداني بربط البطون الجائعة بصفق الشجر، والعلاج بالقرض، ويسن والقرآن الحكيم
، وحرمه الخروج علي الحاكم الظالم، ليتضح لاحقاً ان صفق الشجر دولارات أمريكا التي دنا عذابها مُخزنه في اقبيه القصور الملكية، وان القرض وام الكتاب، مشافي الغرب (الكافر) وفنادق الخمس نجوم الصحية وسط الخرطوم لمعاوية وجنده، والما عندوا قروش أفضل ليهوا الموت كما قيل في مزايا الدولة الحضارية " مرضي السرطان بنتعب في علاجهم وبنخسر قروش وفي الاخر بموتو".
وكما غني ود الزومه واليمني في وصف اسيا وجمالها " المفلس شان داير يكوس غير يعاين ويشبع مغوس"، فقد أغرق الصحابة الجدد في دولة يزيد المقدسة أنفسهم بالغموس، في الوقت الذي اشبعوا فيه شعب السودان الذي يعاين بالمغوس بديلاً لخدمات الدولة المدنية من شاكله " الما عندوا قروش داير يقرأ لى شنوا “، " أحمدو الله علي الانقاذ زمان عود الكبريت كان معدوم" " قبل الإنقاذ الناس كانت بتتقسم الصابونة " مع ملاحظه ان "الما عاجبو يلحس كوعه".
وظائف الدولة يا ساده محدده في توفير الامن والأمان، الصحة والتعليم، والناس شركاء في ثلاث، وليس من وظائف الدولة ادخال المواطن الجنة او إخراجه منها، بل المطلوب من الدولة توفير الجنة لمواطنيها على الأرض بإعلاء قيم العدل والمساواة والعدالة الاجتماعية.
الذين صاحوا في وجه الخليفة العادل عمر وهو في المنبر " لا سمع ولا طاعة" لم يسارع الي اتهامهم بالشيوعية وانهم جند عبد الواحد، او افتاهم بأن المساجد ليست للسياسة، ولم يتوعُدهم بكتائب الظل التي يعرفونها جداَ ، بل ولأنهم أصحاب الحق الأصيل وهو مجرد عامل ، خير خلف لمن كان قبله القائل وليت عليكم ولست بخيركم ، أوضح لهم الفاروق عمر بأدب العامل الرباني تفاصيل املاكه البنكية العبارة للقارات، وقصور كافوري وصويحباتها التي استطالت في مدينه الشريعة بدماء الجوعى ، والارامل، والمساكين ، عندها فقط اطمأنت القلوب وادمُعت العيون وقالو ا" الان نسمع ونطيع “.
عندما تقرأ او تشاهد أي شخص يدافع علناً او من وراء حجاب عن نظام الإنقاذ الفاسد المفسد، فاعلم ان هذا الشخص لديه مصالح ماديه حقيقية يدافع عنها. مصالح المستفيد المادية تأتي في المقام الأول عنده سابقه للوطن او الدين وكل القيم العليا.
المستفيد لا يستفزه مطلقاً عماله اجنبيه، او احتلال لجزءً من الوطن، لان وطن المستفيد هو املاكه العقارية وحساباته البنكية المحلية والعالمية، لذلك عندما تري المستفيد يدافع بشراسه عن الشريعة، لا تنشغل بالآيات القرآنية التي يرددها ولا بمظهره الحالي، فقط ارجع البصر كرتين تأتيك الحقيقة وعلم اليقين.
عندما شاهدت حجه كاشف ان جيرانهم في طرف الشارع قد هدوا بيت الجالوص وقامت مكانه عمارة سامقة تقف امامها عدداً من عربات الدفع الرباعي سألت حفيدتها بكل حسن النية: -
انتي يا بت، ناس عبد الله ديل ولدهم اغترب !
اغترب شنوا يا حجه ! ما اغترب لكن بقي مع ناس الجبهة
لم تجد حجه كاشف الا الدهشة وهي تردد "اريتو دين السرور يا بنات امي ".
إصرار ما يسمي بالحركة الإسلامية وبقايا النطيحة والمتردية وما اكل السبع علي ان تكون الان جزء من المعادلة السياسية السودانية بخطابات الإسلام في خطر، ولا للإقصاء، وكنا نعارض من الداخل، هذه خطابات غير محترمه، لا تحترم العضوية في المقام الأول ناهيك عن احترامها للشعب السوداني الكريم الذي عاش تجربه الاسلام السياسي في اللحم والعضم. لذلك من الأفضل الان لبقايا الإسلام السياسي السوداني الاستماع لنصيحه اخيهم في الله الشيخ احمد عبد الرحمن بالسردبه، واضيف اليها ضرورة المراجعة الجادة للأفكار والتجربة، ولكم في غنوشي تونس اسوةُ حسنه لمن كان يرجو قبول شعبه، والعودة مره اخري الي الساحة السياسية بحزب جديد يعلي من قيم الديمقراطية والمواطنة، حزب غير مقدس يتقبل النقد، يخطئ ويصيب، حزب تنظف شريانه كلما تكلست او كادت مبادئ النقد والنقد الذاتي او الجرح والتعديل ، كما يقول ولا يفعل فأصابه مقت العباد ورب العباد. المطلوب الان ليس الإسراع بالعودة للساحة السياسية من خلال دكاكين جديده بنفس البضاعة القديمة. المطلوب الان أكبر من السمكرة.
عبدالعزيز حسن علي
[email protected]
|
خدمات المحتوى
|
عبدالعزيز حسن علي
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|