قالوا: شيوعيون.. قلت: أجُلَّهم.. حُمَراً بعزمهم الشعوب تُحرَرُ
قالوا: شيوعيون.. قلت: مَنِيَّة.. موقوتَةٌ للظالمين تقدر
قالوا: شيوعيون.. قلت: أزاهر بأريجها هذى الدُنا تتعطر
يا سائلي لا تستتب أمورنا.. حتى يظللنا اللواء الأحمر
الشاعر الفلسطينى (توفيق زياد)
@ كلما تدلهم الخطوب في ظل الانظمة الديكتاتورية و تصبح حياة الجميع أضيق من خرم إبرة ، يتهافت الانتهازيون و الوصوليون نحو سادتهم الديكتاتوريين ، بينما أنظار المقهورين و المظلومين و الذين لا حول لهم و لا قوة تتجه نحو الشيوعيين لأنهم جميعا يدركون ويثقون في قدراتهم و مبدئيتهم ورفضهم الذل و الظلم و حتى انظمة القهر و الرعب و الابادة و التقتيل تدرك أن لا خطر يتهددهم من هذا الشعب الطيب غير ما يأتيهم من إبنائه الشيوعيين و ليس مصادفة أن تقوم كل الانظمة الديكتاتورية عسكرية كانت أو مدنية بتحسس خطر الشيوعيين عليهم و لا يهدأ لهم بال إلا بالهجوم عليهم وتوقيفهم وإتخاذهم مشجب يعلقون عليهم كل رزاياهم وفشلهم و يحملونهم كل لحق البلاد من ازمات و كأنهم كانوا حاكمين.
@ ظلت الشيوعية فزاعة تلجأ إليها انظمة الفشل و كل القوى المعادية للشعب السوداني ، و أصبح العداء للشيوعية و للشيوعيين السودانيين لوثة عقلية لم تبرأ منها كل القوى (التقليدية) المعادية للشيوعيين من الجهل النشط و من المستعدين بأن تغسل أدمغتهم بالعداء ضد الشيوعيين كلما لاح في الافق توجه نحو نظام ديكتاتورى كما هو الآن و كل ما لاح مشروع يجرى ترتيبه في الخفاء ، يتخوفون من يقظة الشيوعيين و لو أن هنالك إتجاه للاستسلام و التنازل عن مسلمات مبدئية أو تجاوز خطوط حمراء يحذرون دائم من الشيوعيين الذين ما خانوا مبادئهم و ما تجاوزا مواثيقهم مع الشعب السوداني و اتساقهم مع مبادئهم و رؤيتهم الصائبة دائما و قراءتهم للواقع و استصحابهم للتاريخ و التزامهم الصارم بسودانويتهم و تقاليدهم وموروثاتهم وإحترام ديانات و كريم معتقدات هذه الامة كما جاء في دستورهم بعدم المزايدة عليها أو إتخاذها وسيلة للوصول الى قلوب الجماهير أو كسب أصواتهم كما تفعل بقية الاحزاب و الجماعات الدينية.
@ تشهد الساحة السياسية هذه الايام في كل الوسائط ، موجة عداء سافر موجه فقط ضد الحزب الشيوعى و رموزه و عضويته و من هم جزء من الحراك الثوري الذي أشعل هذه الثورة الشعبية مع بقية الطيف الثورى . هذه الحملة الشعواء تقودها عناصر الثورة المضادة و على وجه التحديد فلول المؤتمر الوطنى الذين تحسسوا أن مصالحهم في خطر طالما و أن الحزب الشيوعى يعض بالنواجز على هذه الثورة ويحرص على مبدئيتة بعدم التنازل أو التزحزح او الايحاء بقبول انصاف الحلول التي تبشر بهبوط ناعم يسعى من ورائه زعماء سياسيين واحزاب إنتهازية في الساحة لتثبيت حكم المجلس العسكري الانتقالي الذي يتشبث بالسلطة ولا يريد مفارقتها . موقف الحزب الشيوعى من قضايا إنتقال السلطة موقف مبدئى لم ولن يتزحزح عنه قيد أنملة لسبب بسيط جدا لأنه مبدأ إختطه الثوار و المعتصمون و مهروه بالدماء الغالية لشهداء الثورة و تواثق معهم الحزب الشيوعى و الشيوعيين و بقية القوى السياسية الاخرى و منظمات المجتمع المدنى التي ترى أن ما حدث ثورة تغيير جذرى و، لا مجال للعسكر مرة أخرى و تخريب المشهد السياسى السوداني.
@ مبدئية الشيوعيين هي سر عظمتهم و احترام الجميع لهم وليست وسيلة من وسائل المزايدة كما يتبادر لذهن أعداء الثورة من الانتهازيين و الطفيليين و فلول الانقاذ الذين يريدون للمجلس العسكري الانتقالي أن يكون السلطة البديلة لإعادة إنتاج (الإنقاذ تو) . فات على هذه القوى الانتهازية بأن مبدئية الحزب الشيوعية دفعوا ثمنها دماء غالية ورتل من الشهداء تقدمهم السكرتير العام الشهيد عبدالخالق محجوب و رفاقه الابرار في اللجنة المركزية القيادات الأخرى في القوات المسلحة و بقية اعضاء الحزب الذين أمضوا انضر سنوات العمر داخل السجون و المعتقلات و صاروا هدف لكل نظام ديكتاتورى يجثم على ظهر البلاد . الاسلامويون و كيزان الانقاذ و اجهزتهم الامنية الخاصة و العامة يعرفون بسالة الشيوعيين السودانيين الذين سجلوا بطولات يعرفها جلاديهم و معذبيهم جيدا في بيوت الاشباح التي أعدها لهم الايرانيون خصيصا لكسر شوكة الشيوعيين السودانيين الذين لهم جعل عظيم في التصدى لهذا النظام القمعى قتلاً و تعذيباً و اعتقالاً و تشريداً طيلة ۳۰ عاما و الآن تريد قوى الثورة المضادة اعادته مرة أخرى لأنهم لم يتجرعوا ويلاته و مآسيه كما حاق بالشيوعيين السودانيين.
@ في الايام الاخيرة من عمر نظام المخلوع عندما بلغت الازمة الاقتصادية و أزمة الحكم قمتها كانت اجهزة النظام الامنية و قواه الحزبية تبحث عن مخرج لإنقاذ النظام بعد أن فقدوا الامل في كل رموزهم الفاسدة ، اتجهوا نحو الشيوعيين لتولِّى الوزارات الاقتصادية الهامة و على رأسها المالية و الطاقة و النفط و شركات الكهرباء . ظنوا أن الشيوعيين سوف يتهافتون على المناصب و لم يتذكروا وقتها أن مبدئية الشيوعيين تمنعهم من التنازل مثل ما يجرى الآن عندما ضاق صدر بعض القوى السياسية من مماطلة المجلس العسكري الذي ضاق ذرعا من مبدئية الشيوعيين و وقفتهم الصلبة ، دون تسلل العسكر للحكم مرة أخرى ، بأى ذريعة و عندما خرج الشعب السوداني للشوارع و اعتصم في ميدان القيادة العامة لأكثر من شهر هدفه واحد هو تحقيق مطالب ثورته التي تعنى التغيير الشامل و لا يوجد خيار آخر أمام جماهير الثورة سوى النصر و عدم التنازل والمساومة لتمكين العسكر ومن يسعى معهم و يتسترون بهم . قالتها الجماهير المعتصمة و تلك التي خرجت للشوارع في كل مدن السودان أن الشيوعية تهمة لا ننكرها و شرف لا ندعيه و التحية و المجد للمناضلين الشيوعيين الذين لن تهتز منهم شعرة جراء تخرصات الانتهازين ومحاولات الثورة المضادة لإجهاض هذه الثورة العظيمة، ما يزال الهتاف (لم تسقط بعد) و الفورة مليون و بعد كل هذا يحق للثوار أن يهتفوا باسم الشيوعيين السودانيين الذين لم يتزحزحوا و لم يساوموا ابداً و يشهد العالم بأنهم (مارقين ليها) تطير عيشتهم.
المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.