المقالات
السياسة
رحل المناضل
رحل المناضل
05-25-2019 10:29 PM

غيب الموت أمس الجمعة السياسي المخضرم والقانوني الضليع علي محمود حسنين إثر نوبة قلبية ..تبارت الأحزاب والقوى السياسية في نعيه وتعديد مآثره حيث أجمع الكل على نظافة يده ومبدئيته في منازلة ومقاومة الأنظمة الشمولية والعسكرية.

لا نحتاج للتأكيد بأن الراحل كان من الرموز الوطنية ومؤمنا بوطنه ومخلصا لحزبه، قدم جهده وعلمه وخبرته من أجل الحرية والديموقراطية والعدالة والسلام في السودان.

فقط دعونا نقف عند عودته للسودان بعد الثورة فالرجل ما أن هبطت الطائرة في مطار الخرطوم ونزل من سلمها ، سجد حباً للوطن والتراب الغالي وحمل علمه على كتفه، ومن المطار دلف إلى ميدان الاعتصام مخاطباً الجموع بذات الخطاب الشجاع الذي عرف به منذ أن كان رئيساً لاتحاد جامعة الخرطوم.

لم يخلد الى الراحة أو تشغله الشواغل التي تشغل كل من غاب عن وطنه سنوات قسراً ، فمنذ أن وصل منزله حتى انخرط في العمل النضالي اليومي بشكل مكثف وكان حاضراً بشراسته المعهودة في الحق مطالباً بمحاسبة كل الذين شاركوا في انقلاب الانقاذ، ومحركاً الدعوى ، ومؤكداً بأن لا تنازل عن الدولة المدنية أبداً وأن يكون المجلس السيادي مدني ليقطع دابر أي محاولة إنقلابية جديدة.

علي محمود سيذكره بالخير كل الذين تعرضوا للانتهاكات في العهد البائد فهو ظل يتقدم خط المدافعة عن المظلومين مهما كلفته التكاليف وظل ينطق بالحق حتى عندما كان ذلك عصياً وآلة القمع تتربص بكل صاحب قضية ، فلم يكترث وكان له رأي واضح في المحكمة الجنائية وضرورة القصاص لدماء أبناء دارفور.

غادر البلاد مرغماً بعد أن صدع بالحق وطالب بالعدالة للمقهورين في الهامش ودفع ثمن مواقفه سجناً واعتقالاً وتهديداً بالتصفية مباشرة ، ولكنه في أرض المهجر ظل وفياً يعمل في جهر ويوصل صوته من كل مكان ، وهو العاشق لوطنه الذي ما أن وصل إليه حتى قبل أرضه.

غادر محمود هذه الفانية في توقيت البلاد تحتاجه فيه لخبرته الطويلة في القانون والسياسية خاصة وأن المخاض ما زال عسيراً ويحتاج لمن يدعم مسيرة البلاد القادمة خصوصاً مثل علي محمود صاحب السفر الوافر في القضاء الجالس والقانون الدستوري.

ارتحل حسنين والبلاد إذا تفتقده تفتقد إبنا باراً من أبناءها الذين بادلوها الحب بالوفاء والعطاء من أجل وطن يسع الجميع ..رحم الله حسنين وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء.

الجريدة





تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 365

خدمات المحتوى


التعليقات
#1831024 [حسن إبراهيم حسن الأفندي]
0.00/5 (0 صوت)

05-26-2019 09:40 AM
أخي أشرف أعرفك تماما حصيفا لبيبا وإن لم تكن تعرفني ...عرفتك عبر الفضائيات ...رأيه عن المحكمة الجنائية أفتى به وهو جالس معي بمنزلي في زيارة لي صلة للرحم وبعدها تطور الأمر وبدات حياة المنفى وحافظ على صلته بي من منفاه وكنت أول من احتضنه وسلم عليه بمطار الخرطوم لدى عودته ....لا نقول ما يسمت الرب فدموعي ما تزال تسكب كل يوم تعاندني وتقاوم محاولاتي الصبر والإقتناع بالرحيل المر ...مثلكم أخي أشرف نجد منه العزاء والسلوى ولو لحين....فعلي وإن رحل فهو المقيم بين جوانحنا وفي قلوبنا وعروقنا ...أحاول أن أنفس عن قلب حزين مكلوم فلا تؤاخذ خطرفتي


أشرف عبد العزيز
أشرف عبد العزيز

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة