تواضعوا ايها العساكر العظام وانصفوا !
05-26-2019 01:55 AM
تواضعوا ايها العساكر العظام وانصفوا !
سببان رئيسيان يمكن أن يجعلا المجلس العسكري الإنتقالي يرفض الإنصياع لإرادة الشعب بتسليم سيادة الدولة للمدنيين :
أولا: السبب المحتمل الأول: أن يتمسك العسكر بسيادة الدولة لكي لا يعدم أحد من مجرمي الإنقاذ الذين قطعا سيقدمون لمحاكمات وسيدانون في جرائم قتل الشعب . يبدو أن هذا من أهم أهداف العساكر ومعه طبعا أهداف أخرى .. وفي موقفهم هذا تضارب واضح مع مطلب الشعب "الدم بالدم ، ما بنقبل الدية " ..
فهل يمكن للثوار فكفكة هذه العقدة وتخطي هذا الحاجز بتأخير النطق بأحكام الإعدام في الفترة الإنتقالية حتى تنقضي .. وينتظروا بها الحكومة المدنية كاملة الدسم المنتخبة ؟
بل هل يمكن أن يتقبل الشعب ، في الفترة الإنتقالية ذاتها ، بعد ترويض للنفوس قاس وأليم ، يتقبل أحكام السجن بدلا عن الأعدام ؟ ففي هذا القبول توافق مع مواقف تجمعات دولية عديدة ، أهمها الإتحاد الأوربي ، والذي سوف يضغط على السودان لإيقاف تنفيذ أي أحكام بالإعدام .. وقد يشمل الضغط وقف التعاون معنا . ثم علينا أن نسأل أنفسنا: أيهما سيرد حقوق الشهداء بقدر اكبر : الإعدام الذي ينتهي بتنفيذه ، أم السجن المؤبد ؟
ثانيا :السبب المحتمل الثاني: أن العسكر قد يكونوا حقيقة يرفضون ، بتكبر وجهالة ، أن يترأسهم مدني (ملكي) .. كدا بس ! وعندئذ نسالهم : لماذا لا يقبل العساكر في السودان أن يترأسهم مدني (ملكي) في حين يقبل ذلك العساكر في أمريكا وروسيا والصين وبريطاني ، وفرنسا.. الخ ، وجميع دول العالم إلا قلة قليلة وتحديدا من الدول المتخلفة ؟
هل لأن مقدرات العساكر السودانيين أعلى من مقدرات بقية الفئات السودانية الأخرى ؟
لماذ مثلا لا تنفخ فئه المهندسين السودانيين قرونها ، أو الأطباء ، أو القانونيين ، أو غيرهم ، وتقول بأحقيتها ، منفردة ، في أن تقود الكل ولا تقبل أن تقاد ؟ فدور هذه الفئات في الثورة لا يقل عن دور العسكر .
عندما كان هؤلاء العساكر يوما مع هذه الفئات ذاتها في المدارس الثانوية ، وقبل الثانوية ، يجلسون معا في نفس الصف ، هل تقدموا على البقية يومها ، في أي يوم ، في أي ميدان ، حتى ميدان الرياضة ، بأي مقدار يبرر ما يقولون ويحسون ويتعاملون به الآن ؟ فماذا جد إذن واختلف الان ؟ أفقط لأن كتوف بعضنا إصبحت محملة بنجوم تجهر الأنظار؟
ليت السباق إلى قيادة الأمة اليوم يكون بالمقدرات كما كان السباق للعلا في الثانويات من قبل .. وليس بهيبة النياشين والكاكي والكابات التي أدخلت في المعادلة فافسدتها .
إن يقولوا "تخرجنا من مصنع الرجال " ، أقول بل إنها كلية تدريب كغيرها في بقية المجالات الأخرى .. والمقدار الذي تزيده في إدراك الإنسان واستخدام عقله لا يتجاوز ما تزيده أي كلية هندسة أو طب أو غيرها .. وتبقى مقدرات الإنسان الأساسية ، التي وضحت في الثانويات ، في نسبتها ذاتها ، تقريبا ، بالمقارنة. ثم إن الرجال الحقيقيون لا يصنعون ... بل لا يصنع من الرجال إلا التقليد ... وكل عسكري ذي عقل لا يقبل أن يوصف بأنه مصنوع في كلية ... هي صقلته ، نعم .. لكنها لم تصنع معدنه ولم تغير معدنه..
فإذا كانت بطولة النقيب حامد ، الذي أحني رأسي كلما جاء اسمه ، صنعتها الكلية ، فهل لم يمر رؤساءه بخط الإنتاج فيها يا ترى ؟ أتدركون المكانة التي يضع الشعب فيها العساكر الذين يدافعون عنه ولو بكلمة ؟ إنها من أسمى المراتب التي يضع فيها الإنسان إنسانا ... هل تتخيلون ايها العساكر "العظام " مكانة حامد وكل من دافع عن الشعب يوم الحاجة ، في نفوس هذا الشعب؟!! عجبي : لماذا لا يريد بعض العساكر أن يرفعه الشعب إلى تلك المراتب العلا !
فتواضعوا ايها العساكر "العظام " ليرفعكم الشعب وتدخلوا التاريخ من بابه المضيء النضيف الصاح .. ولمصلحة هذه الأمة الصابرة ..
ويا قادة الثورة هل تعيدوا النظر في طرق تخطي الحواجز !؟
أحمد إبراهيم ، نيويورك 25 مايو 2019
[email protected]
|
خدمات المحتوى
|
أحمد إبراهيم
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|