المقالات
السياسة
رجل أفريقيا المريض ومؤامرة الإنتخابات المبكرة
رجل أفريقيا المريض ومؤامرة الإنتخابات المبكرة
05-26-2019 01:57 PM

ما يحاك حاليا اخي القارئ في شأن الحكم وإدارة البلاد يؤكد كبر حجم التآمر الذي ما زال مستمرا من بقايا حكومة البشير ومعاونية في حكومتهم العميقة في السودان ضد الديمقراطية والبرنامج الوطني المطروح حول تسليم السلطة لحكومة مدنية إنتقالية والتي من المتوقع منها تخليص هذا الشعب من العنصرية والجهوية والمحسوبية كسلوك وممارسات ومنهج وضعها الجبهجية ومؤسسة الحلابة العميقة في السودان.. ولا شك فإن هذا التآمر ينذر باستمرار الحرب الذي إستنزف كل موارد السودان البشرية منها والمادية طيلة سني ما سمي بإستقلال دولة السودان للدرجة التي وصفت فيها برجل أفريقيا المريض.. وهو ما أكده الكاتب والصحفي نورالدين عثمان في صحيفة الجريدة .. منصات حره بتاريخ ١١ فبراير ٢٠١٥م اذ كتب ( جاء في الأثر أن بلاد السودان هي سلة غذاء العالم وقيل أن السودان بإنهاره وأراضيه الخصبة ومعادنه تحت الأرض وإحتياطي البترول في أعماقه والمياة الجوفية العذبة التي يقال بأنها مدخرة لتنقذ العالم حينما تجف الأنهار يوما ما في المستقبل ... وقال بأن السودان مؤهل ليصبح هو منقذ للعالم حينما تحدث المجاعات والكوارث والحروب بسبب شح المياة العذبة وإنعدام المواد الغذائية وعندما تنهار الأنظمة وتنتهي القيم ... الا انهم في كل ما ذكر أعلاه لم يقولوا أن إنسان السودان هو جزء من هذه السلة التي ستنقذ العالم مستقبلا .. مما يعني أن السودانيون هم مجرد سكان فقط على هذه الأرض لم يستطيعوا حتى الآن من الإستمتاع بهذه الثروات ولن يستطيعوا ... حتى يأتي اليوم الذي ينتهي فيه الحدود بين الدول وتسيطر العولمة مع سيطرة القوة الكبري على الكون .. حينها ستصبح الديمقراطية وحقوق الإنسان والحديث عن القيم بالية لا مكان لها في الوجود وقطعا لن يكون هناك شعب يسمى بالشعب السوداني .. ما زال السودان هو رجل أفريقيا المريض واستعصت حالتة المرضيه بعد أن بترت اطرافه بفصل الجنوب وأصبح معاقا لا يستطيع الحركة بعد أن كان بلد ( المليون ميل ) وبذلك أصبح جديرا بلقب رجل أفريقيا المعاق بحيث لن ينصلح حالته حتى لو ركبت له الأطراف الصناعية)..
فهل يا تري سيعمل المجلس العسكري الإنتقالي لتأكيد ما ذهب إليه الأستاذ نورالدين عثمان وذلك بالمراوغة والتحايل بغرض كسب الوقت في صراعه مع مجموعة الحرية والتغيير الذي يرفض انصاف الحلول ؟ أم سيقبل الحلول المطروحة لتجاوز الصراع الغير مبرر على السلطة في هذا المرحلة التاريخية والمنعطف الأخير لمستقبل السياسة السودانية ويجنبوا البلاد حروب الدمار والهلاك..
ما يمكن تأكيده هنا هو أن مراوغات هذا المجلس سيفسح المجال للانتهازيين الذين تم عزلهم سياسيا من لعب أي دور في المرحلة الإنتقالية القادمة بفرز الكيمان الصالحة من الطالحة، ليس هذا فحسب بل سيمكنهم من الهروب من العدالة الانتقالية والمحاسبة لما ارتكبوه من جرائم في حق الشعب السوداني من قتل ونهب للثروات وانتهاكات لحقوق الإنسان باسم الدين والعروبة .. هؤلاء يتربصون الآن وهم يبحثون عن موطئ قدم لهم من خلال المراوغات التي يقوم بها منسوبيهم في هذا المجلس العسكري لأن بعضهم يطالبون بإجراء الإنتخابات المبكرة بعد ان فقدوا الامل من غير ان يسدل الستار عن الحرب وآثارها السالبة غاضين الطرف عمدا عن السلام والتفاوض مع الثوار من حاملي السلاح الذين رفضت اتساخ وتلوث اياديهم بما يحدث من حراك ومراوغات غير مفهومة خاصة من العسكر .. الحرب هو ما خلق من السودان رجل أفريقيا المريض .. وما يحدث الآن اخي القارئ واختي القارئه الحصيفين ينذر بالانزلاق إلى اتون حرب لا يعرف نهايتها في ظل الوعد والوعيد الذي يستخدمه دواعش السودان من الإسلاميين الذين يتدثرون خلف شعارات الشريعة الإسلامية وهم ابعد ما يكونوا منها لان تجربة الثلاثين سنة من الدجل والنفاق كانت كافية لتعرية الدولتهم السياسية العميقة ..
على المجلس العسكري قبول المقترح التوفيقي الأخير الذي حدد عضوية مجلس السيادة ب ( ١١ ) عضو بالحصول على الرئاسة والتخلي عن الأغلبية لمصلحة الحرية والتغيير حفظا التوازن خلال الفترة الانتقالية مع تحديد السلطات حتى لا يتم تحجيم سلطات الأجهزة الأخرى المكونة لحكومة الفترة الانتقالية المدنية التي من المؤمل منها لعب الدور الاستراتيجي في خدمة القضايا القومية وتحقيق التحول الديمقراطي الحقيقي دون تزييف من أجل اسدال الستار نهائيا عن التاريخ المظلم الذي فرضه قيادات الاسلام السياسي خلال الثلاثين سنة الماضية من عمر حكومتهم المريضة إلتي فرض للسودان الموصوف بسلة غذاء العالم ليصبح رجل أفريقيا المريض والمعاق.
الخيارات أصبحت واضحة ولا بديل سوى تسليم السلطة لحكومة مدنية يا برهان ويا حمدتي .. الهرولة إلى السعودية ومصر لا تحل مشكلة السودان لان الشعب السوداني قال كلمته فعودوا إلى صوابكم وإلا فسيتم إقتلاعكم كما تم اقتلاع اسلافكم .
إلى الإمام والكفاح الثوري مستمر والنصر اكيد بإذن الله

صديق منصور الناير
[email protected]





تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 727

خدمات المحتوى


التعليقات
#1831248 [Menshy]
0.00/5 (0 صوت)

05-26-2019 09:45 PM
مقال جميل و رائع منك يا استاذ منصور ، و فعلا الشعوب السودانيه التي ثارت علي الوضع المتهالك فقد ثارت علي كل تلك المفاهيم و التصورات الخاطئة التي أقعدت السودان عن ركب الحضاره و هي الان اكثر وعيا و اكثر درايه و اكثر فهما للعلل و اكثر تواصلا و اكثر تنظيما لكبح جماح أولائك الغوغائين و آكلي أموال السحت علي حساب البناء الجمعي و الهوية الجامعة .


صديق منصور الناير
صديق منصور الناير

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة