المقالات
السياسة
المشهد السياسي في السودان المخاوف والمحاذير
المشهد السياسي في السودان المخاوف والمحاذير
05-26-2019 02:00 PM


#المجلس العسكري يسير عكس تيار التاريخ، والإسلاميون يخطبون ود الفتاة الخطأ،،،
١/ هناك شكوك كثيفة حول طبيعة ما حدث في السودان في السادس من ابريل هل هو انحياز من قبل القوات المسلحة لجانب الشعب ام محاولة من الإنقاذ للهبوط الناعم دون أن تخسر ما حققته خلال 30 سنة الماضية.
٢/ تعنت العسكر في تسليم السلطة لحكومة مدنية كاملة الصلاحيات والتلويح بالعنف أحيانا، وإعادة النقابات المقبورة للخدمة، وعودة نشاط الأجهزة الأمنية لضلالها القديم، والشكوك حول عدد المعتقلين وطبيعة اعتقالهم، وتردد قادة المجلس العسكري، والاستقالات المستمرة بين أعضائه، وعدم قدرة الأجهزة العدلية على أداء دورها وفشلها في جلب مطلوبين للتحقيق كصلاح قوش، كل هذه المؤشرات تدل على ان ما تم عبارة عن عملية هبوط ناعم متعثرة تمت بتخطيط نظام الانقاذ نفسه.
٣/هناك ملاحظة غريبة بعض الشيء، وهي ان الدلالات المرسلة من أوجه جميع المتحدثين باسم المجلس العسكري من لدن ابن عوف، مرورا بالبرهان، والكباشي المتحدث الرسمي واخرون مثل صلاح عبد الخالق، والمتعنت عمر زين العابدين، جميعهم تستشعر في وجوههم عدم الثقة بالنفس وكأن شخصا ما يحركهم كالدمي من تحت الطاولة، ولانه من المعلوم بالضرورة أن تعابير الوجه تعكس الحالة الحقيقية للمتحدث وليس ما يقوله، وهذا الامر يعزز هو الاخر فرضية عدم امتلاك هؤلاء لناصية القرار.
٤/ كما ان إصرار العسكر على عدم تسليم السلطة للحكومة المدنية يدلل على ان القائد الفعلي (back seat driver) له رأي اخر، وان المحاولة قائمة لتعزيز عملية الهبوط الناعم المتعثرة.
٥/ حالة عدم الوضوح التي تتمتع بها العلاقات داخل المجلس العسكري نفسه، فما قاله صلاح عبد الخالق سهوا امام الكاميرات (انا اكعب من حميدتي لكن الناس ما عارفاني) يدل على اختلاف الاهداف بين ما يسعى له قائد الدعم السريع وقادة القوات المسلحة، حيث يسعى الاول بالتعاون مع قوش الى استئصال شأفة الإسلاميين بينما يسعى الثاني لتعزيز الهبوط الناعم.
٦/ في جانب قوى اعلان الحرية والتغيير هناك بعض الملاحظات، أهمها أنهم يسعون لاقتلاع النظام المقبور جملة واحدة هو هدف بالضرورة يرفع درجة الاستعداد لدى بقايا النظام المقبور ويوحد مصير اذياله مرحليا، ولذلك سمعنا شعارات مثل توحيد اهل القبلة ونصرة الشريعة التي جمعت بين عبدالحي ومحمد على الجزولي اللذان يكفران بعضهما البعض.
٧/ هناك ضرورة قصوى لمخاطبة القضايا من منظور اشمل، لا يعزل ولا يقصي أحد إلا من ابي، أو تلوثت يده بمال أو دماء الغير، فأذا سار تجمع قوى اعلان الحرية والتغيير في طريق الإقصاء الشامل، سوف تحدث ذات الردة وذات الغبن وهذه المرة لدى آخرين.
٨/ نعم انتهى نظام الإنقاذ في نسخته الأولى ولكن المجلس العسكري يسعى لتأسيس نسخة ثانية لا تتفق مع الأولى إلا في انها شمولية وديكتاتورية فالذين يهللون لموقف المجلس العسكري من الاسلامويين ومن شايعهم سيكونون اول ضحايا الانقاذ الثانية، لأنها سوف تستهدف في المقام الأول ما يعرف بالاسلام السياسي. أن مستقبل بقايا الانقاذ وعبدالحي وجماعته سوف يكون مظلما في حال نجحت الانقاذ الثانية، فالدول الخارجية التي تشيد بنيان الانقاذ الثانية هي التي دفعت السيسي للاقدام على الإبادة الجماعية لمعتصمي الإخوان المسلمين في ميدان رابعة في مصر، ولا نملك أن نقول لهؤلاء سوى انكم تخطبون ود الفتاة الخطأ.
٩/ السودان بلد متعدد في كل شيء، من المناخ الى الاجناس، وعليه لابد من نظام ديمقراطي مدني يكفل الحقوق للجميع على أساس المواطنة، ويتيح الحريات العامة، ويعزز اندماج البلاد في المجتمع الدولي حتى ينال أهله ما يستحقونه من التنمية والرفاهية والعيش الكريم.
نواصل/////

صالح موسى عيسى
[email protected]





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 587

خدمات المحتوى


صالح موسى عيسى
صالح موسى عيسى

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة