وإلا فما الفرق إذن بين الإنقاذ والمجلس العسكري!؟
05-26-2019 10:43 PM
قد تكون الثورة السودانية إنطلاقت وقامت فى المملكة العربية السعودية وفى جمهورية مصر العربية لإسقاط نظام عمر البشير وليس فى السودان ، ونحن السودانيون لا نعلم ولا نعرف ذلك بإستثناء قادة المجلس العسكري ، ولم يضحى لها الشباب السودانى بأغلى ما يملكون أرواحهم ، ولم يتعرضوا للإعتقالات والتنكيل والتعذيب من أجهزة أمن النظام ( السابق ) فى سبيل إنجاحها ، ولم يعتصموا منذ أكثر من شهر ونيف أمام القيادة العامة ورئاسة القوات المسلحة فى الولايات ورئاسة المحافظات للحفاظ على مكتسباتها ورونقها وسلميتها وقوتها وحيويتها؟!.
أقول ذلك لأن قادة المجلس العسكرى من غرائب مواقفهم المتفقين حولها ومن أعجب إتجاهاتهم السياسية يهمشون ممثلى الثورة السودانية الحقيقيين ، ويتعاملون معهم با اللا مبالاة وبرغبة ليست حقيقية فى تسليم السلطة لهم ، معتمدين فى ذلك لشراء الوقت ، وتضييع الزمن وإستهلاكه فى الفاضى ، دون الوصول لأى صيغة من صيغ الإتفاق بتعمد عدم الوصول لإتفاق من الطرف الآخر قادة المجلس العسكرى ، ويبدو أن الهدف النهائى والأخير للمجلس العسكرى فى عملية ( الحوار ) المزعومة هذه مع قوى الحرية والتغيير لو ساعدته الظروف ليس الوصول لأى حلول وإنما الإبقاء على الوضع السياسى الراهن كما هو ليتحكموا فيه هم بشكل أسوا مما كان يتحكم فيه جنرالات العهد ( البائد)!.
والمفارقة أن المجلس العسكرى يعامل الثوار وممثليهم بإدارة الظهر عليهم والجرى منهم وبتعليق الحوار معهم أحياناً من جانب واحد وحتى حينما يحاورهم دون أى إرادة حقيقية وقوية منه للوصول لحلول ترضى الشعب السودانى صاحب الثورة ، وغير بعيد من الواقع الداخلى الذى يتعرض فيه صناع الثورة وممثلى الثورة من إبعاد وإستبعاد ودق إسفين الخلاف بين مكوناتهم يطير قادة هذا المجلس العسكرى بالتوازى للسعودية ومصر ليجددوا لهما المواقف الداعمة ويعلنوا لهما وعلى الملأ وأمام العالم أن السودان سيكون أقرب لهما من حبل الوريد ، وحمديتى قائد الدعم السريع يؤكد إلتزام السودان بإتفاقية النظام ( البائد ) مع المملكة الخاصة بالمشاركة فى الحرب السعودية على اليمن ، وكان أحق لهؤلاء القادة إن كانوا مقتنعين أن الثورة قام بها السودانيون لمطالب محددة ، ولأهداف معينة ، كان أحق لهم أن يستيجبوا لها قبل الإستجابة لهواجس السعودية وتخوفات مصر من الثورة ، لأن الثورة لم يقم بها النظامان المصرى والسعودى ليحصدا هم نتائجها ويقطفا ثمارها قبل السودانيين وقبل حتى أن تكون للسودان حكومة شرعية معترف بها محلياً وعالمياً ولتكون أولى أوليات المجلس العسكرى إرضائهما بأى ثمن ، وكمان قبل إرضاء صاحب الثورة الشعب السودانى بتسليم السلطة للمثليه ، وإلا فما الفرق إذن بين نظام الإنقاذ الذى نقوله عنه جميعاً البائد ، ونظام المجلس العسكرى؟؟.
|
خدمات المحتوى
|
عمر طاهر ابوآمنه
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|