والهمبتة أنواع..!! 05-27-2019 09:09 AM بلا أقنعة - زاهر بخيت الفكي
إقترب الطيب ود ضحوية (الهمباتي الشهير) من أحد الفتية الرعاة والفتى مسترخيٍ تحت ظل شجرة وقال له: عرفتني آ جنا؟!
قال الفتى: أيّه عرفتك!
قال الطيب وهو ينظر إلى الإبل التي يرعاها الفتى: إبلك سمحات!
قال الفتى وهو لا يزال مسترخياً: أيّه سمحات!
قال ود ضحوية: نتقاسم آ جنا؟!
قال (الجنا): واحداً ليهو الإبل، وواحداً ليهو القبر.
فاستدار ودضحوية ومضى.
لم يتراجع ودضحوية خوفاً من الفتى ، ومواجهة الصعاب لا يخشّاها من كانت الهمبتة حرفته والسرقة في وضح النهار هوايته ، يسرق إبل أغنياء زمانه (حُمرة عين) ينفق منها على الفقراء والمساكين ويُعاود الكرة لا يخشى العواقب ولا يهتم بما تجُرُه إليه أفعاله من مُصائب ، مضى مُعجباً بجسارة الفتى والذي لم يُحركه الخوف من الزول المُرعِب الواقف أمامه ولم يُبالي بالبُعبع الذي سجّل إسمه في قائمة شُجعان زمانه ، ظلّ مُسترخياً يرّد على أسئلة الهمباتي ويُبدي نوعاً من الشجاعة (النادرة) التي أرغمت ود ضحوية إعجاباً بالفتى على صرف نظره عن أخذ إبل الفتى ولو أراد أن يأخذها لفعل ، مضى ولسان حاله يقول وهل يستطيع الوقوف أمام ودضحوية إلّا من نهل و ارتوى من نهر الفروسية..
دار الزمان دورته ومن أنجبت الفتى ما زال رحمها طرياً لم يجف بعد وها هي تُنجِب غيره من الشباب البواسِل الذين لم تُخيفهم ترسانة الإنقاذ وقوتها ولم تُرعبهم شدة بطش قادتها ، لكن لم يتراجع قادة الإنقاذ إعجاباً بالشباب كما فعل ود ضحوية بل تقهّقروا وتراجعوا بعد أن أصابهم الرُعب والخوف من شبابٍ عُزّل فتحوا صُدورهم أمام من لم يجد سوى الذخيرة الحيّة يواجههم بها بعد أن سلبهم حقوقهم وأكل أموالهم ، كبّل حُرياتهم وضيّق عليهم سُبل حياتهم ، لم يمضي النظام كما يمضي الشُجعان من أولئك الذين يحملون في دواخلهم مكانة وقيمة للآخر رغماً عن اختلافهم معه والتراجع أحياناً عند الشُجعان لا يعني الخوف والجُبن إنّما هو قيمة تُضاف إلى مجموعة القيم التي يحملونها ولذلك ذهب ودضحوية (الهمباتي) طواعية ولم يذهب أصحاب المشروع الحضاري إلّا قسرا ..
والهمبتة أنواع..
هزم الشباب الإنقاذ ببسالتهم وباعتصامهم السلمي في ميادينهم وخروجهم للشوارع لا يحملون بنادق ولا هراوات إنّما يحملون قضية اجتمعوا عليها ويحلمون بحرية غيّبوها عنهم وحرموهم منها دفعوا من أجل الحصول عليها أرواحهم الذكية ثمناً لها ، شباب قوتهم الكامنة في دواخلهم كانت كافية لإزاحة نظام طالت سنوات حُكمه للبلاد لم يصغى قادته لصيحات العُقلاء ولم يأبه ساسته لدعاء الضُعفاء ولا الخوف من رب السماء..
وكان الله في عون البلاد والعباد..
الجريدة |
خدمات المحتوى | زاهر بخيت الفكي مساحة اعلانية الاكثر مشاهدةً/ش الاكثر تفاعلاً |