لا أظن أن الشعور بمرارة خيبة المراهنة على فشل الإضراب التي سدت حلق الإمام الصادق بأقل من تلك التي أحسها عتاة الإسلاميين و بقايا عناصر المؤتمر الوطني وحتى همباتي المجلس العسكري حميدتي وتابعه الذي عين حديثاً المدعوالفريق جمال !
وقدسبب نجاح الإضراب في يومه الأول إحراجاً مؤلماً لبعض قيادات حزب الأمة ..بدءاً من نائبة الرئيس الدكتورة مريم والأمينة العامة الدكتورة سارة نقدالله والمهندس صديق الصادق الذين إنبروا في غمرة ذلك الحرج يبررون موقفهم المعلن عن الحزب برفض المشاركة بانها كانت تحفظاً على التوقيت وليس رفضاً للمبداً في حدِ ذاته .
لسنا هنا في موضع من ينكر على الحزب الكبير أن يكون له رؤية حول الوثيقة التي قدمتها قوى الحرية والتغيير حينما تنكرلها زعيمه قبل أن تصل الى المجلس العسكري .ولا أحد يملك أن يرفض تحفظه على الإضراب اياًكانت مبرراته..لكن روح الإنضباط والإلتزام بما تقرره الأغلبية داخل كيان بسعة ماعون هذا التحالف العريض الذي ظل يقود الشارع حتى أطاح برأس النظام ..ينبغي وقددخلت الكثير من منغصات فرحة الشارع بنجاح ثورته أن تحفز الحزب على العض بالنواجز على وحدة هذا التحالف ولو بابتلاع المزيد من مسكنات الصبر ومدحبال حكمة الإمام شخصياً ولوباستخدام خبرته الأبوية في المحافظة على التماسك تريثاً على الأقل في إعلان المواقف التي يبدو أنها تصدر من الرجل مباشرةً ويمليها على مؤسسة حزبه لتبصم عليها وترددها دون مناقشة أوتحسب حساباً لمردودات أثرها على وحدة الصف الثوري وهو يكابد ويغالب لعبور أخطرمنعطفاته .
وحتى لا نوصف بأننا متحاملين على الإمام الذي لا يبرئه الكثيرون من مفاجأت المواقف المثيرة للجدل مع كامل إحترامنا له . فإن الأمر ينطبق على قيادة الحزب الشيوعي السوداني الذي ينثر بياناته بحدةٍ غير مبررة وهوالاخر يغرد بها خارج سرب الحرية والتغيير أوتلك التي يهاجم فيها حزب الأمة كشريك ومحاولتة خلق محاور ثنائية من داخل قوى الحرية مع حزب المؤتمر السوداني الذي يفتقر عناصره التي يغلب عليها الأعمار الشبابية الى الخبرة الكافية لقياد تلك القوى ما لم تحصنه خبرة الكبار بجرعات التكاتف حتى لا يتأرجح تائهاً في حركة سعيه ما بين قدسية بلح حزب الأمة الطائفي وحلاوة عنب الشيوعي الأحمر تاركاً وراءه الحائط الأقوى الذي ينبغي أن يستند اليه الجميع لحماية ظهر الوطن من طعنات الخناجر التي تستهدف قتل الثورة في مهدها .
فهلا إنتبهتم يا سادتي قادة الثوار المنتظرين على قارعة الهجير .
المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.