المقالات
السياسة
ليست أمنية ..لكن العسكري والدعم السريع ..في الباي باي
ليست أمنية ..لكن العسكري والدعم السريع ..في الباي باي
05-30-2019 02:38 AM

ليست أمنية.. ولكن.. المجلس العسكري والدعم السريع ..في الباي باي !!؟

أدرك مدى خطورة إلقاء فرضية مثل هذه في أيامنا هذه ، عليه فإن التدليل عليها ، يجب أن يأخذ منحىً واقعياً وليس رغائبياً ، حتى لا تكون من قبيل الأمنيات الزائفة . وهذا ما أتمنى أن أوفق فيه .كما وأنها ليست نتاج حماس ثوري رغم مشروعيته . لكنها وليدة محاولة استقراء للعوامل الفاعلة على الأرض.
وإن بدأنا بالمجلس العسكري، فإنه ورغم أن أي اتفاق على أي صيغة لمجلس السيادة بينه وقوى الحرية والتغيير يعني بالضرورة حله وإن بقى بشخوصه ولكن ضمن معادلة جديدة تنهي وضع الصلاحيات المطلقة. إلا أن هذه تدعمها عوامل موضوعية أخرى.0 ربما أهمها ما يشعر به الثوار أن المجلس أضعف مما تمكنوا من إسقاطه. وهي نتيجة لمستها أيديهم وفقاً لخطواتهم العملية.ويضاف إلى ذلك قراءة مدى تأثير حراك يومي الاضراب في إفشال ما حاوله من دق أسفين بين الثوار وقيادتهم من جهة ، وإطلاق مردة الشياطين النقابية العليا لإفشال الإضراب من جهة اخري. فوصلنا إلى خطابين متناقضين تماماً من قبل عضويته.فالناطق الرسمي ، يري أن قنوات التواصل بينه وبين القوى في المستويات الفنية لم تغلق – رغم تشكيك قيادات الحراك في ذلك- وأن المسافة قريبة للاتفاق . وإفادته بأن ما تم الاتفاق عليه قائم . لكن عضواً فيه واصل خطاب التصعيد والانكار فقال أن قوى الحرية والتغيير مهما علا صوتها فإنها لا تمثل كل الشعب. وأنهم لن يسلموا السلطة إلا لحكومة منتخبة ، كأنهم أنفسهم منتخبون !! وهنالك ما يدعو إلى السخرية من قول يضاف إلى ذلك في فزاعة سوريا وليبيا بوجود ثمانية جيوش.والسؤال هنا. ألم تكن هذه الجيوش كلها موجودة والرئيس السابق يجرى الانتخابت المتعددة حتى استكمل مداها وسعى إلى فرصة أخري؟ فهل غيرت الانتخابات واقع وجودهم حتى نظن أنها ستغيره الآن؟ وأي شق في الأرض سيبتلعهم أو سلم في السماء سيسلكونه حتى نكون في مأمن من سيناريو سوريا وليبيا واليمن !!؟ وهل المشكلة بينهم في شرعية تمثيل الشعب أم في نسب المشاركة في المجلس السيادي ؟لكن الجملة الأهم قالها الاستاذ وجدي صالح في المؤتمر الصحفي بأنه يتمنى ألا يحوجهم المجلس لتصعيد إضافي لأتهم عندها لن يعودوا إلا بتحقيق كل المطالب. ما يعني ذهاب المجلس العسكري.ولا أحد ينكر عليه التهديد وورقته قد أثبتت فعاليتها وربحها.بإيجاز فإن التفاف الثوار حول قيادتهم وسلميتهم كفيلان بتحييد أي سلاح.
أما الدعم السريع ، فإن أي قراءة له ، لم تفصل بينه وقائده حتى الآن.ببساطة لأنه مؤسسها .وشرعيته التي استند عليها تسري علي جميعهم . فما هي هذه الشرعية ؟والذي يلعب دوماً دور الحامي لجهة ما لـ(تسبيك هذه الشرعية) ؟ إنها شرعية السلاح المرتزق بالحماية مدفوعة القيمةً . يجني فيئها القائد وجنوده .فلئن تابعنا منشأ هذه القوات ، نجد أن تمظهر هذه الشرعية ، كان في حماية تجارة أهله من قطاع الطرق من المسلحين، ثم انتقلت إلى حماية حمى العشيرة من الحركات المسلحة ، لتتطور إلى حماية النظام من الحركات المسلحة وإغداق الديكتاتور العطايا لمحاربتها . حتى انتقلت إلى حماية الرئيس الذي تباهى بها وأسمى قائدها حمايتي لتتحول . بصراع المحاور العربية شرعية ارتزاقها لحماية الحرمين الشريفين وفقاً لآخر تصريحات لقائدها في السعودية !!!!!؟؟ يا إلهي!!إذن فإن المال وليس السلطة ، هو العنصر الأساسي لمثل هذه الشرعية.وهو يبيع أي طرف إذا وجد آخر يدفع أكثر.كذا فهو لا ولاء له !!! وصولاً إلى بيع الرئيس نفسه!!!
وحتى لا نلقي القول على عواهنه ، دعونا نرصد لحظة بيعه للرئيس الذي كان يتبع قواته له وليس للجيش. كان أول مؤشر لتلك ، تصريح مسرب عن قصد لشريط صوتي ينتقد فيه أزمة الكاش في المصارف !! وأنه لا يعقل ألا يجد المواطن ما أودعه من مال عند حاجته. وهو التسريب الذي كان مفاجئاً لدرجة محاولة إلجامه بتعيين الصوارمي ناطقاً رسميا لقواته!!وظن الناس أن إدراكا عفوياً للظلم ونية للتوبة كانا يدفعانه. لكن الحقيقة أن عدم تحصل جنوده على رواتبهم كان وراء ذلك!! ولقد تداولت الأسافير قبل أشهر في عز أزمة الكاش صوراً له وسيارات الدفع الرباعي محملة بأكياس المال بفرض قوته على البنك المركزي. واللافت أن نفس السبب ، هو ما جعل قواته تحاصر المضربين في البنك المركزي لفتح الخزينة الرئيسية أمس الأول!!! فلا ولاء له غير المال.
وبالعودة إلى بيعه للرئيس ، نجد أن الدفعة الأولى من قواتنا المشاركة في اليمن ، كانت من الجيش . وقد نالوا كامل حقوقهم . وما أن غلبت قواته على المشاركين ،أصبح التحكم في المقتطع من استحقاقاتهم محققاً لمصدر ثراء. عليه فمن السهل استنتاج أن الاستفراد بالتحكم هو سبب بيعه للرئيس !! وغلظته في أخذ المال بالقوة من البنك المركزي ، كان عاملاً إضافياً لاضراب موظفي البنك المركزي الأبطال. والملاحظ أنه الوحيد الذي سرب كلام الرئيس عن المالكية وفتاواهم في القتل!!والسبب في غاية الوضوح.إمعاناً في تأكيد ما نفذه من تعليمات المحور السعودي ، في طرح نفسه حامياً للثورة!! وهو ما انطلى على الكثيرين في البداية -على أهميته- في حين أنه كان يخطط له التواجد في موقع السلطة لضمان تواجد قواته في اليمن كما ظهر لاحقاً . وبدا تضليله عندما قتلت قواته المعتصمين . ونعيد ونكرر ، لا ولاء له لغير المال المجني من الارتزاق بسلاحه!! وما أحاديث التجنيد والتسليح إلا مزيد من ضمان تواجده في السلطة ورفد حرب اليمن بدجاجاته التي تبيض ذهباً. واستماتته مع المجلس العسكري في التحكم في السيادة والقرار، نابع من خوفه عليها . وهجومه على قوى الثورة ، خوف من ساعة الحساب.
كل تلك العوامل تؤكدها ملاحظة مهمة . فهو ورغم عنترياته قبل ويوم إفطار ضباط الشرطة ، وفي سبيل ذم قيادات الثورة ، اتهمها بأنها تحاول الفتنة بين الجيش والدعم السريع.ليلقي قنبلة التراجع دون دراية.حين قال ( الدعم السريع ما قاعد في الشارع بأمر الجيش !!!) ءالآن وقد كنتم تشيعون أن الدعم السريع سيحل محل الجيش!!؟
لقد أدرك حميدتي بنجاح الاضراب وعجز قواته أمام أبطال بنك السودان من صرف رواتبهم بالقوة ، بأن السلاح .أعجز ما يكون أمام السلمية .حتى ولو سلح كل فرد من قواته بطائرة بي 52 . وحيث أن بيانات شرفاء القوات المسلحة ، ابرزت المطالبة بحل وتفكيك الدعم السريع. وأياً كانت قوة صغار الضباط ، فإنها تعكس موقف الجيش من قواته. وحين يلتقي ذلك مع الاعتصام والعصيان المدني المحيدان للسلاح مهما كانت قوته، يصح الاستنتاج بأن الدعم السريع والمجلس العسكري ، رايحين في الباي باي. رغم رشاوى بعض القطاعات.

معمر حسن محمد نور
[email protected]





تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 3212

خدمات المحتوى


التعليقات
#1832228 [MAN]
0.00/5 (0 صوت)

05-30-2019 10:37 AM
يجب ان نركز الحديث حول المطلوب لاكمال نجاح الثورة، وهو تسمية الوزراء واعضاء المجلس التشريعي ومجلس السيادة وفرضها علي المجلس العسكري.
المجلس العسكري ليس مرجعا حتي تتقدم له قوي التغيير بظلباتها ليقبلها او يرفض، الشرعية الثورية لدي قوي الحرية والتغيير، لكن في نفس الوقت يجب عدم استفزاز حميدتي وقيادات الجبش والدخول معهم في مواجهة غير ضرورية.
السياسة هي فن الممكن، كما ان اهداف الثورة يمكن ان تنفذ علي مراحل.
لا يمكن التغافل عن الواقع الاقليمي والدولي، وجود قوات في اليمن هو واقع يجب التعامل معه ببعد نظر، كما ان وجودقوات موازية للجيش هو واقع، كل هذه الامور تحتاج ترتيبات ووقت لحلحلتها.
أرجو من القاضي محمد الحسن التواصل مباشرة مع قوي الحرية لايصال رايه، كما يجب هلي قوي الحرية عمل مكتب متخصص للتواصل مع اصحاب الخبرات والاراء التي تخدم الثورة


معمر حسن محمد نور
معمر حسن محمد نور

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة