** جاء في الخبر (ان القوات الامنية والدعم السريع المتواجدة بالتلفزيون ، منعت الاعلاميين من الدخول لمباني هيئة الاذاعة والتلفزيون ، بسبب الوقفة الاحتجاجية لتجمع الاعلاميين قبل ايام ...)
**يسجل التاريخ ان هذا المنع هو اول ما ابتدرته السلطات تجاه مؤسسة اعلامية معروفه، في ظل حراك جديد وتغيير،شمل كل ولايات السودان، دحر الفساد والغش والتدليس ، لكن السلطات ورغم ذلك منعت الاعلاميين من اداء واجبهم والالتحاق باعمالهم عقابا لهم على وقفة احتجاجية، وقفتها كل مؤسسات البلاد التي حاصرتها سياسات الانقاذ الفاسدة، و(كسرت مجاديفها)، اذ لم يشذهؤلاء المحتجين عن القاعدة ،التي عزمت على الاحتجاج ، لكن يبدو ان السلطات ، قد سلكت اسرع الطرق لتوصيل الرسالة التحذيرية الاولى ، لقطاع الاعلام فارسلتها عاجلا من قلب امدرمان .
***سياسة القهر والعنف هي التي خسفت بالمؤسسات المدنية، الى اسفل سافلين ، فانتشرت المحسوبية والرشوة وفرز الكيمان ، ولم يسلم الاعلام من الاذى ، اذ سلطت عليه الحكومة البائدة اسيافها الساخنة ، ومنعته من كتابة الحقائق ، فانتشرت الشائعات التي اضرت بالوطن ، فكان هشا امام كل حديث ، تلفت المواطن يمنة ويسرة ليصل للحقيقة، فكانت (لايمكن الوصول اليها ) بامر السلطات التي اقصت دور الاعلام وابعدته وجردته من كل سلطة .
**حادثة المنع تؤكد ان السلطات مازالت في عباءة الانقاذ ، تتلفح بها وتفردها اعلانا يحدد الخطى ، ويؤكد جاهزية العقاب وهذا ماحدث فعلا ، رغم ان الحراك الان هو البحث عن حلول تقيل عثرات كثيرة واجهها الاعلام في وطني ، فكم كان الفرح عظيما ، عندما تحرر الاعلام من القيود بفضل الثورة المجيدة ، التي منحت الكلمة عودتها بحرية، لكن ان تبقى الكلمة والرأي في مرمى البنادق وحصار السلطات ، هذا ماسيجعل منها اسيرة مرة اخرى في ذات القمقم القديم ، وسيعود صوت السودان الى الخفوت ، الا ماترضاه السلطات وتبحث عن تمكينه ونشره ، ليعود لها بما تهوى ...
** ان الاحتجاج تعبير سلمي ليس فيه من دبوس ، ولاهو بالموقف الذي يدعو الى الاقصاء ، فلا رائحة لجريمة هنا ، تستحق هذه السرعة الفائقة في اصدار العقاب .
**لم يكن الاعلام وحده من طالته يد السلطات لاسكات صوته ، فبالامس كان لقلعة العلم ، جامعة السودان ممثلة في جناحها الغربي ، حدث مماثل ، اذ وجد اساتذتها حظهم من العقاب اثر الوقفة الاحتجاجية والتوقيع في دفتر الحضور الثوري ، باغلاق البوابة تطبيقا للمثل (البرا برا والجوا جوا).
**تمدد هذه السياسة العنيفة الى الان ، تسىء للاشراق الجديد الذي عمت شمسه الوطن ، والذي ينادي ثواره باعلى اصواتهم (مدنية) ، فلا تنزعج يامجلس ياعسكري ...
أين هي السلطات؟ لا توجد سلطة بل مجموعة حرامية بلطجية يتسيدون الموقف الذي ورثوه من بلطجية ما يسمى بالانقاذ. الله وحده يعلم متى ينصلح حال هذا البلد الكظيم.
المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.