الكواليس السياسيه ودورها في انحراف مسار التفاوض داخل المجلس

المقالات

السياسة

06-01-2019 12:37 PM

متأكد تماما الان للرأي الشعبي ان المجلس العسكري هو ما بيده الان الإسراع بعملية تحول انتقالي عاجل لسلطه مدنيه باتت مطلب لغالبية الجمهور السوداني. .بالطبع سوف لن يكون من الحكمه الالتفات للاصوات المقربه والتي تهمس وتغمز قادة المجلس العسكري بمحاوله الانفراد العسكري بالسلطه مستغله. قربها الشديد من اعضاء هذا المجلس ونشاطها المحموم وهتافاتها العنتريه لتشجيع لغه الخطاب التصعيدي الذي يلتف مع اي كلمه تحرض علي المدنيه حتي أننا بتنا نعتاد علي مثل هذه الشخصيات التي سواء كانت من مكون استغل قربه الشخصي للتواجد قريبا من المنصات الرئيسيه او حتي استغلال النفوذ القديم لجذور الدوله العميقه التي لا تزال لديها شخصيات بحكم تواجدها الامني والتنظيمي ونفاذها الي مواقع مقربه تسمح لها بممارسه هذا الدور الهتافي الذي لم يفطن اايه احد .. وان كان هذا الدور غير رسمي الا ان له تاثير واضح في الانحراف بالخطاب الي حيث تشتهي بعض القوى التي تحاول ترجيح كفه الحوار لصالح قوى خفيه سواء كانت اقليميه او تتبع للتظام البائد ولا يهمها حتي ما تم من تقدم منتظم في مسار التفاوض من خلال امتماله الخطاب التفاوضي وحثه علي نقض ما تم الاجماع علي غزله من محاور تم الاتفاق بشانها في الحوار والعمل علي شطبها خلال هذه اللقاءات التعبوية التي يتم الاعداد لها في محاولات التأثير العاطفي على الخطاب الرسمي .. ولا شك ان هذا الدور الخفي والمندس بعنايه هو وراء هذا التاخير والتردد في اتخاذ راي حاسم يخرج بالبلاد من ازمتها ..
وبالطبع فان لهذه الكواليس الكثير من الادوار التاريخيه التي نجحت بالانحراف بالخطاب الرئاسي وتحريف وافراغ محتواه الفعلي واستبداله بمضمون يتوافق مع الذوق الذي يتحكم فيه اصحاب هذا المطبخ المتخفي لاداء مثل هذه الادوار .. ومثالا لذلك الخطاب الذي دعي اليه المخلوع والذي وصف باهميته بعد تاكد تمسك جذوة الثورة المنطلقة في البلاد .. والذي توقع فيه الجميع ان يسمعوا الي تنحي المخلوع او علي اقل تقدير عمل اصلاحات جذرية واسعه ليفاجأ الجميع بمحتوي خطاب مبهم ومفرغ المحتوي .. وقد جرت التكهانات حينها بان زيارة لمسؤول قطري رفيع المستوي كانت وراء كواليس افراغ هذا الخطاب الهام من محتواه ..
سسقط راس النظام ولكن لا تزال كواليسه تمارس عملها ودورها في تحريف مخرجات الخطاب السياسي للقياده العليا للبلاد ..ومما سبق يمكن تلخيص التاثيرات الخفيه علي الخطاب الرسمي للدوله في بعض النقاط والتي ابرزها :
الازرع الاقليميه التي تحركها المصلحه الاستىاتيجيه لهذه الدول في الاتيان بنظام متصالح مع متطلبات استقرارها حتي ولو كان لا يتوافق مع الاراده الشعبيه الاغلبيه ..
تاثير صناع القرار في النظام البائد واستغلال تواجدهم في الدوله العميقه لاستعاده نظامهم الذي تم الاجماع علي رفضه من خلال تغيير قناعات صناع القرار ..
اصحاب المصلحه الشخصيه ومافيا الفساد بتغمصها دور المصلح والمقرب لوجهات النظر وتلاعبها بمخرجات الحوار المجمع عليها من خلال هذا الدور ..
المقربين من الانظمه مستغلين تواجدهم القريب من االاحداث وتاثيرهم الواضح في العزف علي وتر التشبث بالسلطه من اجل استدامه هذه المصلحه الخاصه ولهؤلاء دور بارز في الخطاب الشفهي وتشجيع الجانب الذي يليهم من الخطاب بالهتاف والثناء علي النقاط التي تصب في مصلحتهم من خلال اللقاءات العشائرية والاسريه وبعض الخطابات الجماهيريه المفتوحه في محافلهم الاجتماعيه الخاصه ..

وسواء كان مصدر هذه الكواليس هم المتنفذين من بقايا النظام او المنتفعين من ذوي القربي والرحم او حتي اصحاب الاجنده الخارجيه وما يملونه فسيظل دور المطابخ والعمل خلف الكواليس ذات تاثير واضح في الشان السوداني وعلي مخرجات القرار الاخير الذي يتبني عليه مستقبل البلاد والعباد فيجب الحذر وتغليب مصلحة البلاد العليا التي تقتضي الابتعاد من هذه المؤثرات في صياغة قرار وطني خالص

الزبير ابراهيم الكبور
[email protected]