المقالات
السياسة
دعكم من الدولة العميقة.. أنهوا التي في السطح
دعكم من الدولة العميقة.. أنهوا التي في السطح
06-02-2019 08:58 AM

من سوء التقدير في تناول راهننا ، عدم ترتيب الأولويات.لأن ذلك سيشتت الجهود في اتجاهات عديدة . بدلاً من التركيز على نقطة واحدة أو قضية هي أولى من غيرها . خاصة وإن القضايا أكثر من الهم على القلب كما يقول المثل. علاوة على تعقدها وتشابكها. فمنها ما يحتاج إلى جهود تتطلب إجراءات تتعامل مع قضايا بالغة في الحساسية والحيوية . مثل قضايا قيادات الإدارة الأهلية التي تحشد المؤيدين مذ كان المخلوع على سدة الحكم وآنياً يقدمون الاحتياطي اللازم لإظهار العسكر كمطلب شعبي .والإجابة على سؤال هل يمكن تجاهلها في المرحلة الحالية وكيفية تحديد أدوارها على ضوء التجارب السابقة منذ الاستقلال مروراً بفترة مايو وحتى وضعنا الراهن. أو قضايا لها امتدادات خارجية ليس من السهل التعامل معها. فقضية مثل مشاركة قواتنا ضمن محور في حرب اليمن ،ليست بالسهولة التي تتبدى للكثيرين . بل ينبغي التعامل معها كأي تركة من مثقلات النظام المباد. لن تنتهي بمجرد اتخاذ قرار متعجل يذاع في مؤتمر صحفي.

والوضع كما سبق ، أرى أن هنالك تركيزاً لا يستهان به على الدولة العميقة . فما أن تتعثر المفاوضات مع المجلس العسكري ، حتى نتهم الدولة العميقة. وأصبحنا وكما العقل العربي في التعامل مع مشكلاته . نكل المشكل على أمريكا أو روسيا في الماضي أو حتى إيران في الحاضر لدى بعض الأنظمة.أو المحور السعودي الاماراتي المصري لدى بعض الدول.

وكل ذلك يضعف تركيزنا في التعامل مع أي قضية إن صار هذا منهجنا. علينا ان نفكر على طريقة فريق كرة القدم الذي تقدم عليه خصمه في مباراة سابقة بعدد وافر من الأهداف. فلا يفكر في كيف يحرز هذا العدد . بل يفكر في إحراز الهدف الأول ثم يفكر في الثاني. في حالنا الراهن ، فإن النظام السابق قد اجهز على الديمقراطية وأصبح يحرز من الأهداف في شباكنا قدر تمكنه من الدولة. ونحن قد احرزنا حالياً أهم الأهداف التي لفتت الجمهور من المحبطين على مدى انكشاف مرمى الخصم.ذلك بإسقاط رأس النظام وخلخلة ترساناته.

فليكن هدفنا القادم واحداً ومحدداً. فلتفعل الدولة العميقة ما تشاء. فلن تأتي بأكثر او أصعب أو أكثر إجراماً ووحشية أو عدم مبالاة بأي قيم أو حقوق في سبيل البقاء في السلطة سابقاً. ولتفعل كل مخابرات دول الإقليم والعالم ما اسطاعت. فلنترك لها أرضها ومجالاتها ولنركز على ما نستطيع فعله نحن.

وأولى الأولويات التي يجب أن تكون في المقدمة. ولا أظن أن أحداً يرى خطورة على الوضع أكثر من السلاح الذي سود فينا من لا يشرفنا. وأعني به سلاح ما أسماه النظام بالدعم السريع.فلنبدأ بنحت مصطلح أو كلمة تضعه كما نراه في عمق تفكيرنا لنسميه بها. ثم التركيز على مدى قدرتنا وأدواتنا في تحييده بفعلنا وليس بتخطيط غيرنا كما تم إيهامنا في البداية ووقعنا في الفخ. ولا أطلب مستحيلاً.

فسلميتنا قد اعجزت كل الأسلحة الفتاكة للنظام السابق. وربما كانت العبارة التي نحتها أسود البراري نموذجاً جيداً في الهتاف كما حدث غداة جريمة القتل في بري . إذ واجهوا عشرين من تاتشرات هذه القوات بعبارة ( الجيش بس) وهي ذكية بحيث فصلت بين ما هو شرعي في أي دولة أياً كانت طرائق أدلجتها. وما بين صنيعة نظام قمعي لقتل المعارضين.فليتم التركيز حتى ونحن نتحاور ، على أبعادها على الأقل من المدن وإعادة دور الشرطة.

أما في حال تعنت المجلس العسكري. فيجب وضع حلها وتفكيكها حتى قبل إسقاط المجلس العسكري ضمن أهداف أي تصعيد . عندها سيكون من السهل التخطيط للتعامل مع ذلك ، مع إبداع ثوارنا في طرق تحييدها أثناء العصيان والتظاهرات .فمحاصرة كل سيارة بعشرات المتظاهرين والهتاف المدوي الرافض مع فقط إفراغ الهواء من إطاراتها إن تمكنوا من ذلك مثلاً، يمكن أن يكون عملاً سلمياً يشل حركتها.

خلاصة القول . دعونا من الحديث عن الدولة التي لا نراها. فتلك قضية الحكومة بعد تشكيلها . ولنساعدها في إزالة ما يراه الجميع أمام أعينها الآن.





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 433

خدمات المحتوى


معمر حسن محمد نور
معمر حسن محمد نور

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة