السياسة خياران للعسكري.. وهذا ما يجب ان تفعله قوى الحرية
خياران للعسكري.. وهذا ما يجب ان تفعله قوى الحرية
06-02-2019 04:18 PM
خياران للمجلس العسكري.. وفي ايهما هذا ما يجب ان تفعله قوى الحريه والتغيير
واضح جدا ان المجلس الانتقالي بصدد قفل الطريق أمام التوصل لأي إطار توافقي مقبول يخرج بالبلاد من هذه
المرحله الحرجه التي تغوص فيها الان ..
كل الدلائل والمؤشرات تشير بوضوح الى ان العسكر يتسابقون في ماراثون محموم إلى اكتساب بصيص من شرعية تسمح
لهم بالقبض على مفاصل البلاد وان نسخه عسكرية لا تقل قمعا عن سابقتها في طريقها الي التشكل الان . مستغلين بذلك الوضع الاقليمي الحرج بالجوار والذي يعول بشكل كبير على تأمين وقود المعركة الخليجية القادمة التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل .. دون ادني موعظه من التحالفات
الفاشله التي سبقتهم اليها الانقاذ البائده التي جربت كل. الاحضان العربية والإسلامية بدءا من التحالف مع العراق الذي خسرنا بسببه علاقات متوازنه مع الحلف الخليجي المقابل ..ومرورا بالتمحور مع الدوله الايرانيه الشيعيه ومن ثم التخلي المفاجئ عنها والتذبذب بين الحليف
القطري تاره ونقيضه السعودي اماراتي تاره اخري .. ان حاله الدخول في هذه التحالفات المتناقضة افقدت الانقاذ بوصلة التوازن في خلق علاقة مستقره افقدتنا الكثير جدا من الثقه والاحترام وجعلتنا نقفذ مثل القرود بين حوائط دول المنطقه من حلف الي حلف مضاد
وبلا شك فإن استمرار تورطنا في استقطابات سعودواماراتيه سوف لن تكون خيارا استراتيجيا لبلادنا التي تمتلك
من الموارد والثروات ما تجعل منها دوله ذات سياده وشان في اقرب فرصه تتوفر فيها حكومه مدنيه كفوءة نتطلع اليها جميعا عبر تحول ديمقراطي مدني بات حلما لكل اهل السودان صغيرهم وكبيرهم .. لذلك فإن أمام العسكر الان خياران لا ثالث لهما .. فأما ان يصلوا لتوافق مرضي مع
قوي إعلان الحرية والتغيير التي تشكل هم وتطلعات الغالبية العظمي من الشارع السوداني وهي التي استطاعت ان تكسب الكرت الرابح من الشباب والطلاب فضلا عن قطاع الكنداكات اللاتي كان لهن القدح المعلي في انجاح هذا الحراك الجماهيري غير المسبوق .. وأن يعلموا جيدا ان نفس
هذه الملايين الهادرة التي جابت شوارع العاصمة في اكبر طوفان ثوري وهبه شعبية تشهدها البلاد لا نزال تراقب الوضع عن كثب وفي حالة تحفز تامة لأي محاولة لفض الاعتصام بالعنف ..وبالتالي فإن اي عمليه ابتزاز بالقوه العسكريه ومحاوله كسب الرهان بالپندقيه قد ولي زمانها
وصارت لا تجدي فتيلا مع هذا الجيل الذي كسر حاجز الخوف و محاولات التركيع بالقوة العسكرية المفرطة .. وفي ذلك تجربه خضراء لم تجف بعد عندما استنفذ النظام البائد كل أسلحة القهر ضد شعبه الثائر .. فالسجن لم يزيدهم الا مزيدا من الاصرار وهم يهتفون زيد السجن ترباس ..
وجربوا معهم ابشع وسائل القتل الرخيص مع ارفع كوادر المجتمع أهمية .. المعلم .. الشهيداحمد الخير مثالا وجربوا معهم ضرب الرصاص الحي ومحاولة تفريقهم بالقتل فما زاد صفوفهم الا تماسكا وتلاحما ..اذا فالتاريخ القريب يوعظ كل من تسول له نفسه او توسوس له بطانته بان يحاول
قمع هذا الشعب .. ناهيك عن البنبان ( بخور التيمان ) والذي صار مجرد لعبه تتبادلها الكنداكات مع افراد الشرطة والأمن الذين وقفوا عاجزين في محاولاتهم التي فشلت جميعها في إيقاف هذا الزحف السلمي الذي صار انموزجا لدراسات ثورات الشعوب الفريده والنادرة بامتداد تاريخ
البشريه العريض ..
فضلا عن ذلك فلا تزال المنظومه العسكريه بشقيها القوات المسلحه والشرطه ..بل وحتى عناصر الدعم السريع ذات
الولاء الخاص من المؤكد تماما انحيازها لشعب اعزل يقاوم الرصاص وان ضمير الجندي السوداني لا يمكن شراء ولاءه بالمال ولن تقف التعليمات العسكرية في طريقه خاصة عندما يتطلب الامر للتدخل بحسم ضد اي قرار ديكتاتوريا مرتقبا قد يحاول المجلس العسكري تطبيقه في حال الوصول
لافق مسدود .. وهو ما يحاول المجلس العسكري جر البلاد اليه الان والشواهد في ذلك كثيرة والجندي السوداني ليس مجرد عسكري بسيط يتم توجيهه يمين دور وشمال دور والامر يتطلب وضع حدا لاي عبث بارواح اهل هذه البلاد ..
ولربما قد يحاولوا نقل التحربه المصريه التي نجح العسكر في اجهاض ثوره الشعب والالتفاف عليها وهنا نذكر
بان المكان ليس هو المكان والزمان ليس هو الزمان والانسان ليس هو الانسان .. فالواقع السوداني يستحيل محاكاته بواقع شعوب الجوار الاخري ..
اذا .. فالخيار الاول للعسكر هو تسليم الامر لاصحابه حقنا للدماء وكسبا للوقت الذي يخصم من امتنا في رحلتها
الطويلة القادمة نحو البناء ..
اما الخيار الثاني وهو الخيار الصعب وهو ان يتحسس العسكر بنادقهم تساندهم فلول الشرعيه المنتفعه او المتطرفه
لعواطف عقديه بعيده عن وسطيه الدين واقليه محدوده الوجود دخيله علي تقاليد مجتمعنا السمحه فالسودان وهذه محمدة ..ليس بيئه جيده لتفريخ اي مد متطرف دموي لطبيعه الاسلام المعتدل ذو الاقلبيه الصوفيه التي لا تميل بطبعها الي اي نوع من العنف او حتي الولوج في الساحه السياسيه
الا لضرورات ملحه تقتضيها ضروره مهددات المصلحه القوميه الملحه ..وبالتالي فان الاستناد علي قاعد هشه ليس لها وجود راسخ للتكسب والشرعيه الرخيصه المسنوده بالبندقيه هي بالطبع الخيار الثاني والذي سوف يثبت خسرانه وبلا ادني شك في حال التعويل عليه من قبل العسكر ..
وقد يكون هذا هو الخيار المسنود من المعسكر الخليجي الذي يحاول تامين مصالحه العليا علي حساب مستقبلنا وجرنا الي سياسه الاستقطاب الاقليمي التي كانت للانقاذ الباپده سلسله من التجارب الفاشله والتي كانت احد اسباب تكسيح وتقزيم الوطن الواسع واختزاله في مجرد أدوار
جائعة تنتظر ان يقطر لها الخليج بعض من فتات موائده ..
من ناحيه اخري علي قوي الحريه والتغيير التحسب جيدا لخطواتها القادمة .. الصف الوطني يمر بمهددات تعمد الي
اقتسامه و زعزعته بواسطة قوي الثورة المضادة التي تتشكل الان و تسعي بكل جهدها من النيل من وحده الصف الوطني ومحاولاتها المتكررة في زرع الفتن وجر القوي السلميه الي الفوضي وعدم الاستقرار ..
كما انه لا يمكن الادعاء بمثالية قوي الحريه والتغيير وخلوها من المعيبات .. ومن كان بلا خطيئة فليرمها
بحجر ..
علي قوي الحريه ان تضع حدا للشكوك المتحاومه حوله وتقوم بتشكيل حكومه مدنيه يتم إعلانها للجميع لابداء الاراء
والتحفظات على مكوناتها من قبل الثوار والرأي العام لتكون بمثابة إجماع للشعب السوداني ورمزا يلتف حوله الجميع والدعوه الي مليونيات التاييد والتصعيد الثوري فالافق الان يعيش حالة تصعيد بارد يحاول العسكر به كسب الوقت بغرض التمكن والالتفاف على الثورة .. ويجب ان
يتم هذا الاخنيار للعناصر القادمه للحكم بعنايه فائقه .. والتحسب لاي اخطاء يمكن ان تكون مدخلا قادما لاي ثقرات في هذه الشخصيات مع ضروره ابداء المرونه لاي نقد بناء او جرح وتعديل لهذه الشخصيات ولا باس من التشاور مع بعض الاحزاب الوطنيه غير الموقعة علي الإعلان طالما
ان الامر يخص الشان السوداني عامه
ان اعلان تشكيل الحكومة المدنية سوف يكون بمثابة ايقونه جديده للثوره وحافزا قويا لالتفاف الجماهير حول
هدف واضح المعالم .. وميلادا ثانيا لثوره مباركه من الجميع .. واقصد بالجميع هنا كل من يساند قوي الحريه والتغيير التي تستحق بجداره ان تحظي بهذا الشرف الوطني في تشكيل حكومه انتقاليه مرضيه للاغلبيه .. وبالطبع سوف لن يخلو الامر من اصوات نشاز ولكن يجب ان تمضي الثوره
ولا يضيرها عواء النشاز مما يتيح له الفرصة لاكتساب شرعيه جماهيريه باستفتاء واسع الطيف ظل ينتظر لهذه اللحظات الحاسمة ..وحينها يجب ان توضع اقلام التفاوض جانبا وتطوي صحائفه ويفسح المجال للشعب السوداني ليقول كلمته الفصل ..
المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.