طعنة أخرى..
06-02-2019 04:54 PM
** دون المجلس العسكري في صفحته أمام الجميع، أنه ضد حرية الكلمة، فبعد أن منعت قوات أمنية الإعلاميين من الدخول لمباني التلفزيون القومي الأسبوع الماضي، أعقبها المجلس العسكري بأخرى، ومنع قناة الجزيرة البث وأغلق مكتبها في الخرطوم، وبين هذي وتلك، اقتحمت قوة عسكرية مقر وكالة رامتان للأنباء بالخرطوم، واعتقلت ثلاثة من العاملين، وصادرت جميع المعدات، دون ذكر أية أسباب!!! في ثالث طعنة نجلاء للإعلام في الوطن الذي امتدت رحلة ثواره الأماجد، لأكثر من خمسة أشهر، في ظروف بيئية صعبة، والخريف الآن قد بعث تباشيره إلى الأرض..
**المجلس العسكري الذي سجل له التاريخ في السودان والعالم، تعنته وتمسكه بالسلطة، لا يعلم أن الإعلام هو الوجه الحقيقي للوطن، الذي ينتظر من ذات المجلس تسليم السلطة للمدنيين، طال الانتظار ولم يأبه العسكري بساحة الاعتصام الملأى بالثوار والثائرات لحراسة حقوقهم وأمنياتهم في حكومة مدنية، بل ظل يحيك في كل يوم خطة لفض الاعتصام، وكأن الثورة، قد جلبها المجلس العسكري من منزله، وعليه أن يحركها كيفما يشاء.
** الوقوف أمام الآلة الإعلامية بلا استثناء، وسد منافذ إطلالتها على العالم الخارجي على العالم الخارجي، لحجب ما يدور في ساحة الوطن من خلال التغطية الإعلامية، تؤكد استراتيجية المجلس العسكري في التقاط قفاز سياسة الإنقاذ القديمة وإعادة تدويرها وتجديدها والاستمرار في نهجها ومنهجها، فالهجمة الشرسة على القنوات ومنع الإعلاميين من العمل وبلا أسباب جوهرية ومنطقية وأساسية وموضوعية، كما حدث لوكالة رامتان مثلا، والتي لم تستبن إلى اليوم لماذا تمت مصادرة معداتها؟ ولماذا تمت إعادتها؟ تؤكد مسار العسكري في تكميم الإعلام وتقييده ومحاولات تركيعه..
** ولأن (البرقص مابغطي دقنو) كما يقول المثل العامي المعروف، فليكشف لنا المجلس العسكري ما تبقى من نوايا تجاه الإعلام، ويسرد لنا من هم الذين يأمرون بمنع هذا من دخول مكتبه، وذاك من البث، وهؤلاء من العمل؟ وماذا تجني الجهة العسكرية من وراء هذا السلوك؟ هل هم أعضاء المجلس العسكري؟ أم لجنة إعلامية تعمل تحت إمرة العسكري؟ أم شخص بعينه داخل كابينة العسكري، يصيبه التوتر ويبلغ به الانزعاج مبلغا، من بعض رذاذ ما يكتبه الإعلام!
** الوقت ليس للمحاسبة الفورية لوسائل الإعلام، فالآن الوقت برمته لتشكيل حكومة مدنية، ينعم فيها الوطن بطعم ونكهة مدنية، خالية من بهار العسكرية، فالإعلام الآن ينقل ما يشاهد ويسمع ومن قلب الحدث، الذي يتفاعل ويلتف حوله كل السودان بصدق وشفافية، وهذا ما يجعل المجلس العسكري مشحونا بالتوتر، فيغوص في تهيؤات، أنه يجب إغلاق هذا الباب، لتتجمع في عقل العسكري، مثلا عاميا آخر، تتبلور فيه رسالته إلى الإعلام وهو (أخوك كان زينوهو، بل راسك)...
** همسة
مدنية وان طال الاعتصام..
الجريدة
|
خدمات المحتوى
|
إخلاص نمر
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|