يا حميدتى.. يقول أهلنا الصراحة راحة: انت قائد مليشيا هناك دلائل قوية على ارتكابها جرائم حرب.. وقد قبلتك مؤخرا قطاعات من الشعب على مضض حين امتنعت عن قتل المتظاهرين وأعلنت انحيازك للتغيير.. وكان التقدير حينها انه اذا ساهم مجرم فى إسقاط دولة الإجرام فيجب وضع ذلك فى الحسبان.. خاصة وأن "الكيزان" الذين تشكلت قوات الدعم السريع تحت نظامهم بدأوا مؤخرا فى التصايح والتحريض ضد قواتكم.. لا لأنها مليشيا فهم أكبر مليشيا فى البلاد يستخدمون أجهزة الدولة العسكرية كمليشيا حزبية.. ولا لأنهم ضد الانتهاكات.. فهم كانوا وراء تشكيل المليشيات القبلية ودعموها فى ذروة انتهاكاتها لحقوق الإنسان فى مناطق الهامش.. ولكنهم يتباكون الآن لأن مليشيا الدعم السريع أفلتت من سيطرتهم مما يعوق تنفيذ انقلابهم المضاد الذى يجرى إعداده تحت غطاء تنفيذ مطالب الثورة فى حين يستهدف تصفية الحساب الفاشية مع الثورة وقواها خاصة مع العسكريين غير الكيزان.
ولكنك الآن مدفوعا ومحرضا من طرف عرابك "طه عثمان" تضع نفسك فى مواجهة الشارع الثورى.. وأنت أصلا مرفوض من المجتمع الدولى حيث يشكل مجرد وجودك فى السلطة حرجا يتجرعه الكثيرون كما السم حرصا على انتقال مدني آمن وسلس.. والكيزان لمصلحة انقلابهم لايريدون سوى رأسك.. كما أن حرب اليمن التى تجعلك وعرابك "طه" مرغوبين الآن بشدة لن تستمر أكثر من عام آخر.. إذن كان الأفضل لك ان تصالح شعبك بدلا عن العنتريات التى تعرف قبل غيرك انها فى حكم المستحيلات ولا تعدو كونها مناورات طفولية ساذجة.
فيا حميدتى هناك فرق كبير بين الرغبات والقدرات.. أولى لك ان تعرف انك شبه أمى ولا يمكن ان تحكم السودان.. وإذ يكرر عرابك "طه" على مسامعك نموذج "الشيخ زايد" كحاكم أمي ناجح ولكن "زايد" قد استقدم أفضل مستشارى العالم وكان من التواضع بحيث يعرف قدراته ويسمع نصائح الخبراء فبنى بلاده.. وأما انت فسجلك الاجرامى يجعل اى خبير محترم يخجل من مجرد مقابلتك.. ولهذا لم ولن يتوفر لك إلا مستشارين من شاكلة الصادق الرزيقى واللواء أمن محمد حامد تبيدى.. واستشارتهما كإستشارة "البصيرة أم حمد" !
فيا حميدتى اعرف قدرك ودع الاستكبار والأحلام المجنحة: أعقل.. ما تطمح له أن تكفر عن جرائمك السابقة بالإنحياز للشعب وثورته مما يجعله يغفر ويسامح.. وإلا عاجلا أو آجلا.. فمكانك اذا كنت محظوظا فى غرفة مجاورة لغرفة من كان يسميك حمايتى بسجن كوبر.
ما أكثر العبر وما أقل الاعتبار.
منعم سليمان
المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.