السياسة ما بين الحكمة و الفتنة غشاء رقيق يحمي السودان و يبنيه؛ أو يهلكه و يفنيه !!
ما بين الحكمة و الفتنة غشاء رقيق يحمي السودان و يبنيه؛ أو يهلكه و يفنيه !!
06-03-2019 04:48 AM
ما بين الحكمة و الفتنة غشاء رقيق يحمي السودان و يبنيه؛ أو يهلكه و يفنيه !!
1- البعض ينافر و يدابر الحكمة مكرا و كيدا و تربصا مع سبق الإصرار و الترصد بينما يستدعي الفتنة و يحرص على استصحاب و مصاحبة كل قول أو فعل دال عليها و على إيقاظها من منامها و مرقدها و لسان حاله يقول :- علي و على أعدائي الذين سلبوا مني ما أملك من مال منهوب غير مستحق و سلطان مغتصب و نفوذ مكتسب بوضع اليد !!
هؤلاء يحاولون جاهدين و بكل السبل و الوسائل لإحداث شرخ بين قوى إعلان الحرية و التغيير و المجلس العسكري الإنتقالي و العمل على إحداث مواجهة تسيل من خلالها الدماء و تزهق فيها الأنفس و الأرواح دون مراعاة لحرمة دم المسلم أو واجب حقن الدماء بينما الإسلام الذي يتشدقون به يقول :- لهدم الكعبة أهون عند الله من سفك دم مسلم !!
2- يحمد لحميدتي أنه حمى السودان و أهله من الإنزلاق إلى حمام دم لا يبقي ولا يذر بحسب سوء الظن الذي كان يعشعش في رأس و ذهن كل سوداني ؛؛ كان سوء الظن قائما و حاضرا عند غالب أهل السودان بل و مسيطرا على كل إحساس آخر و على كل توقع آخر و على كل ظن حسن آخر إلى أن جاء الفريق حميدتي في بدايات ثورة ديسمبر المجيدة مخاطبا الثوار و أهل السودان بأن قواته لن توجه نيرانها و بنادقها إلى صدور الثوار العزل الأبرياء ؛؛ برغم ذلك ظلت الحملة ضد حميدتي و ضد قوات الدعم السريع مستمرة و مستعرة و مشتعلة إلى أن جاءت لحظة الحقيقة فانحاز حميدتي إلى الحق و لم ينحاز إلى الباطل و ذلك فضل من الله عظيم ؛؛ الفريق حميدتي يملك السلاح و يملك العدة و العتاد و يملك الرجال المقاتلين الموالين له و لو تحول سلاحه إلى صدور الثوار كما يريد و يتمنى الطاغية المخلوع و معه شريكه أحمد هارون لتغير لون مياه النيل الأزرق و النيل الأبيض إلى لون قاتم أحمر و لكن إرادة الله حجبت و منعت و حفظت كل ذلك و الحمدلله !!
3- القوات المسلحة أيضا لعبت دورا عظيما في حفظ التوازن و في عدم الإنجرار و الإنقياد إلى مواجهة مع قوات الدعم السريع أو مع الثوار برغم المحاولات العديدة اليائسة و البائسة التي قامت بها كتائب ظل علي عثمان و بعض مليشيات الحركة الإسلامية الرعناء و لكنها محاولات باءت بالفشل الذريع أمام وعي و إدراك قوات الشعب المسلحة و قوات الدعم السريع و التعليمات المشددة من قائدها الفريق حميدتي بعدم الإستجابة السلبية لأي استفزاز من أي جهة كانت ؛ و كذلك بفضل حكمة الثوار و سلمية ثورتهم التي فضلت أن تجود بالأنفس رخيصة إستشهادا دون اللجوء إلى عنف مضاد ؛؛و وسائل العنف كانت ممكنة و سهلة و ميسورة لو أرادوا ذلك و لكنهم أرادوا صدق مقاصد ثورتهم السلمية التي نبذت العنف و رفضته منذ لحظة انطلاقها و حافظت على ذلك إلى يومنا هذا !!
4- فلول النظام البائد الهالك تحاول جاهدة و بكل السبل و الوسائل السياسية و الإعلامية على إحداث مواجهة سياسية و إعلامية و تراشقية بين الثلاثي الموجود على الساحة السياسية السودانية الآن :- القوات المسلحة و الدعم السريع و قوى إعلان الحرية و التغيير ؛؛ هؤلاء الساقطون الهالكون يحاولون بكل ما أوتوا من قوة على إشعال فتنة بين المجلس العسكري الإنتقالي من جهة و بين قوى إعلان الحرية و التغيير و كذلك إحداث فتنة بين القوات المسلحة و الدعم السريع بهدف إدخال السودان و أهله في مستنقع من الدماء بين أبنائه يتيح للدول الراعية للإرهاب من الدخول طرفا في صراع دموي داخل السودان كما هو الحال في ليبيا و في سوريا و حتى يتحقق وعدهم و وعيدهم بأن زوال حكمهم يعني غرق السودان في دماء حرب أهلية كارثية ؛ و لكن خاب فألهم و خاب مسعاهم و خسئ مرماهم و خسر مقصدهم و مبتغاهم !!
5- قوى إعلان الحرية و التغيير و قوات الشعب المسلحة و قوات الدعم السريع و قوات الشرطة و كل القوات النظامية الأخرى بما فيها جهاز الأمن بعد تصفية العناصر الموالية للعهد الهالك ؛؛ كل هؤلاء شركاء أصلاء في ثورة ديسمبر المجيدة المباركة ولا مجال لإقصاء أو عزل أي طرف من هذا الأطراف و على الجميع التعامل بحكمة و حنكة و وعي و إدراك حتى يتسنى القضاء على الفتنة التي يسعى لها هؤلاء المتربصون ؛؛ لا يمكن للأمن أن يتحقق في ربوع السودان بدون وجود المجلس العسكري الإنتقالي و كآفة القوات التي تتبع له ؛ و لا يمكن لاستقرار سياسي أن يتحقق بدون وجود قوى إعلان الحرية و التغيير ؛؛ فهؤلاء جميعا يمثلون أهل السودان بلا استثناء وبلا عزل وبلا تمييز وبلا إقصاء ؛؛ أزلام و أذناب و فلول النظام الهالك عليهم أن يدركوا بأن نظامهم قد هلك و اندثر و زال و انتهى و عليهم أن ينزووا و يتواروا لو كانوا فعلا يؤمنون بالله و يتبعون تعاليم و قيم الدين الإسلامي الحنيف و الذي ينبذ الفتن ما ظهر منها و ما بطن !!
6- المعركة لا زالت صعبة و مضنية و طويلة من أجل إسترداد الأموال المنهوبة داخل و خارج السودان و هي أموال بمليارات الدولارات ؛؛ بل هي أموال كافية لبناء السودان و إسعاد إنسان السودان الذي ظلم و قهر و حورب في رزقه و في حق العيش الكريم داخل وطنه ؛؛ كذلك فإن الطريق شاق و طويل لإجراء محاكمات عادلة غير ظالمة تشمل كل الجرائم الجنائية من جرائم قتل و سرقات و كل جرائم الفساد و الإفساد و الظلم و الإستبداد بدل تشتيت الجهود و إجهاضها في الإستجابة السالبة للفتن التي يسعى لها النظام الهالك عبر عمله السري الذي يستهدف وحدة السودان و أمنه و أمانه و استقراره و تطوره و نمائه !!
7- لا مجال أمام قوى إعلان الحرية و التغيير و المجلس العسكري الإنتقالي غير الإتفاق و التوافق وفق شراكة تكاملية تستهدف مصلحة السودان و إستقراره مع إعادة ترميم و إصلاح علاقات السودان الخارجية مع الدول الإقليمية و كل العالم الخارجي و التي سعى النظام الظلامي الهالك إلى تخريبها و تدميرها و العبث بها مما عرض السودان لعقوبات سياسية و إقتصادية لا زالت قائمة ولا زالت سارية و تحتاج إلى جهد جهيد لرفع كل تلك العقوبات عن السودان و السعي الجاد لقيام مؤتمر إقتصادي إنمائي يستهدف إسقاط الديون الخارجية على السودان و البالغة أكثر من 50 مليار دولار إضافة إلى طلب دعم دولي لمساعدة السودان في عملية إعادة البناء و التعمير و بالذات في مناطق النزاعات المسلحة التي أهلكت الإنسان و الزرع و الضرع !!
هل يمكن أن تدرك قوى إعلان الحرية و التغيير و كذلك المجلس العسكري الإنتقالي كل هذه المحاذير و كل هذه المطلوبات و كل هذه الواجبات أم يظل الطرفان أسيرين لفتن و استفزازات فلول النظام الفاسد الهالك و التي لا تتمنى ولا تنشد للسودان و أهل السودان غير الخراب و الدمار !!
اللهم إني بلغت فاشهد !!
اللهم إني بلغت فاشهد !!
اللهم إني بلغت فاشهد !!
✍
مهندس / حامد عبداللطيف عثمان ؛؛
الأحد 28 رمضان 1440ه ؛؛ [email protected] ؛؛
00966541425663 ..
المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.