هل حل الأزمة عند السلطة القضائية؟
06-03-2019 03:24 PM
هل حل الأزمة عند السلطة القضائية؟
عثمان ذو النون وحوار تلفزيوني مثير
شاهدت في اليوتيوب حلقة من برنامج - في الواقع - الذي تبثه قناة النيل الأزرق والذي تقدمه شذى عبد العال .. وكان ضمن البرنامج حوارا مثيرا كان ضيفه الناشط السياسي عثمان ذو النون .. وقد بدأت هذه المذيعة المتمكنة البرنامج فيما يشبه العصف الذهني بجولة من الأخبار المحلية والدولية التي تتناول الشأن السوداني وتطورات أحداثه المتسارعة وكانت بداية موفقة ..
المعروف أن إطار برنامج اللقاء التلفزيوني في الغالب الأعم يتكون من مقدم برنامج يطرح أسئلة وضيف يجيب على السؤال ..
لا شك ان ذا النون - تختلف أو تتفق معه - يتصف بالكثير من صفات القيادة والرؤية الواضحة للأجندة التي يدعو لها ، يسعفه مخزون لا بأس به من المعرفة والخبرة في دهاليز السياسة .. غير أنه يلجأ أحيانا - مدفوعا - كما حدث في هذا اللقاء - بالحماس لأفكاره ومهنة القانون والمحاماة - إلى أسلوب المحاضرة أو بالأحرى المرافعة وهذا اسلوب ربما لا تحتمله الشاشة الناعمة ..
والحق يقال أن مقدمة البرنامج لها المام بالموضوع مما مكنها من إدارة الحوار بكل صبر وهدؤ بالرغم من الصوت العالي أحيانا من جانب الضيف وقد اعترف ذو النون مصيبا - بما يشبه الاعتذار - أن صوته قد يكون عاليا لكنه صادق .. وبالرغم من الاسلوب الهادي في ادارة الحوار الا انها لم تفقد السيطرة وظلت ممسكة بعجلة القيادة رجوعا الى جوهر القضية كلما انجرف الحديث بعيدا عن السؤال المطروح ..
وتطرق ذو النون للعديد من القضايا بعضها تفصيلا والبعض الآخر بمجرد الاشارة غير أن أهم ما اتى به في الحوار إجابة على سؤال ”واقعي“ من مقدمة البرنامج عن ما هو الحل في نظره ؟ يرى ذو النون أن الحل إذا واصل الطرفان التمترس في المواقف التي يرونها ، أن يتم تسليم السلطة إلى الهيئة القضائية .. ويرى أن يتم حل المجلس ويرجع البرهان قائدا للجيش وإذا كان كل اهتمام الطرف الاخر يكمن في تكوين الحكومة المدنية فإن ذو النون يعتبر القضاء قمة السلطة المدنية حتى تقوم الانتخابات الحرة .. قد يبدو هذا مخرجا مثيرا للإهتمام إذا تعذر البديل ولكن هنالك أسئلة لا بد من مواجهتها في مثل هذه الحلول من ناحية دستوريتها وهل تحتكم الإجراءات فيها لنفس قوانين القضاء السابق الذي قامت الثورة لاز؟الته ومن الذي ينتخب رئيس القضاء هل هم نفس قضاة النظام
السابق؟
وهل السلطة القضائية الموجودة الآن تتمتع بالحياد والاستقلال إلى درجة تمكنها من القيام بهذه المهام التأسيسية الحيوية ؟
في نهاية الحوار ذكر ضيف الحلقة ذو النون موجها الحديث إلى المذيعة - وإن إعتذر - يبدو أنها لم تعتاد الى إجراء حوارات سياسية ! لكنها دافعت عن نفسها مشيرة إلى خبرتها الطويلة في المجال ولا أرى داعيا لذلك لأنها برهنت على مقدراتها عمليا وأجرت حوارا مهنيا وظلت ممسكة بزمام المبادرة حتى النهاية ..
د. الفاتح ابراهيم
واشنطن
[email protected]
|
خدمات المحتوى
|
د. الفاتح ابراهيم
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|