إضراب مايو وتعميق ثورة ديسمبر (1-3)
06-03-2019 03:26 PM
إضراب مايو وتعميق ثورة ديسمبر (1-3)
الطريق نحو الثورة الشاملة
نفذ السودانيون إضراب شامل يومي 28 و 29 مايو في القطاع العام والخاص وامتد ليشمل القطاع غير المنظم استجابة لدعوة قوى الحرية والتغيير من أجل الضغط على المجلس العسكري لتسليم السلطة للمدنيين هذا الاضراب الذي يأتي في أعقاب تعثر الاتفاق بين الطرفين حول تمثيل كل طرف في مجلس السيادة والاختلاف حول رئاسة المجلس رغم الاتفاق حول تفاصيل بقية الهياكل حيث تم الاتفاق على تشكيل مجلس الوزراء من قبل قوى الحرية والتغيير واعطائهم نسبة 67٪ من مقاعد المجلس التشريعي
راهن المجلس العسكري على فشل الاضراب واستخدام ذلك ذريعة للتعامل مع قوى الحرية والتغيير باعتبارها غير ممثل للثورة او غير ممثل وحيد على أحسن الاحوال بعد اعلان حزب الأمة صاحب الثقل داخل الحرية والتغيير عدم دعمه للاضراب واستمالة المجلس لبعض الاحزاب والجماعات الاسلامية واحزاب الحوار الوطني كما استخدم المنصات الحكومية ووسائل اعلامها لإفشال الاضراب وحجبها عن الطرف الاخر وقاد حملة كبيرة لإفشال الاضراب ابتدأها بصرف رواتب ثلاثة أشهر كحافز للعديد من منسوبي المؤسسات وعقد اللقاءات مع العاملين إضافة لإعادة نقابات العهد السابق للحياة بعد تجميدها لاستخدامها -كما العهد البائد - في تطويع الخدمة المدنية وتقزيم دورها واستخدامها لدعم وتثبيت الانظمة الديكتاتورية كما استخدمت الدولة العميقة ادواتها وأسلوب العصا والجذرة داخل المؤسسات لإفشال الاضراب
من الناحية الاخرى راهنت قوى الحرية والتغيير واستثمرت كل رصيدها الثوري في حجر الاضراب وهي تضع نصب اعينها العديد من العصافير اولها الضغط على المجلس العسكري من أجل تقديم تنازلات فيما يلي نسب تشيكل المجلس السيادي ورئاسته كما انها أرادت ان تقطع الطريق على المجلس العسكري بعد تحركاته داخل الخدمة المدنية وسعيه لاستمالة منسوبيها لصالحه وسعت لتجديد التفويض لها باعتبارها الممثل للثورة وان الشارع يأتمر بامرها لا بأمر المجلس ومن ناحية أخرى نفذت الحرية والتغيير الاضراب بعد الضغط وتصاعد المطالبات به من قواعد الحراك الثوري
أعاد الاضراب ترتيب الاوراق بعد أن جرت مياه كثيرة تحت جسر الثورة السودانية اربكت المشهد السياسي منها تحركات المجلس العسكري خارجيا لكسب الدعم والشرعية الدولية وتحركاته داخليا ووضع في رصيده الكثير من الداعمين للنظام السابق كما سعى لتحقيق اختراقات حتى داخل قوى الثورة إثر بعض الخلافات داخل قوى الحرية والتغيير لكن نجاح الاضراب بنسب عالية أدى لشل العمل في كثير من مؤسسات القطاع العام والخاص أعاد ترتيب الأوراق لصالح قوى الثورة متمثلة في قوى الحرية والتغيير وسحب بساط الشرعية المدعاة للمجلس العسكري كما أصبح لبنة لتنفيذ العصيان المدني في سبيل تحقيق أهداف الثورة في حال تعنت المجلس العسكري في المفاوضات وكان الضربة القاضية التي اجهزت على مخالب الدولة العميقة داخل الخدمة المدنية وعبد الطريق لتشكيل منابر نقابية وطنية تحمي الثورة والديمقراطية في حال اي انحرافات لقطار الثورة
_____
نواصل....
بسام الرشيد
[email protected]
|
خدمات المحتوى
|
بسام الرشيد
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|