المقالات
السياسة
إنقلاب البرهان حميدتي
إنقلاب البرهان حميدتي
06-04-2019 02:37 PM

أحداث الأمس المحزنة التي ختمها المجلس الانقلابي ببيانه الانقلابي الفضيحة، تبين بجلاء أن المجلس العسكري لم يكن سوى الإنقاذ الثانية جاء بمهمة محددة، لوأد ثورة شعبنا وتمهيد الطريق لعودة الإنقاذ بوجه جديد عبر الانتخابات التي فُطموا على تزويرها والتلاعب بنتائجها. بل وتبين إستمرار نفس النهج الاجرامي في إستسهال إراقة دماء الأبرياء دون مبرر سوى الحفاظ على سلطة مغتصبة.
المجلس الانقلابي ترك النظام الكيزاني يسرح ويمرح عبر مؤسساته وواجهاته الإعلامية، وحتى الرموز الفاسدة الذين أعلن المجلس التحفظ عليهم، ثبت انه لم يلق القبض على أي منهم بل وسمح لبعضهم بالسفر عبر المطار، كل البيانات التي أصدرها المجلس حول محاسبة رموز الفساد وحول تسليم السلطة للمدنيين وغيرها من البيانات والتصريحات كانت كلها تنضح كذبا، إنه نفس خطاب أذهب الى القصر رئيسا واذهب الى السجن حبيسا، دون تعديل يذكر سوى إمعان في إحتقار شعبنا العظيم الذي هزّت ثورته أركان الدنيا كلها، ليسعى الجنجويد وبعض المتواطئين من العسكر لوراثتها.
لقد اندلعت هذه الثورة العظيمة ضد الظلم والفساد والقهر والتهميش، ومن المحزن أن تستمر كل هذه المظاهر برعاية وكلاء الإنقاذ الجدد، الثورة التي قامت لتداوي جراحات الوطن التي صنعتها الإنقاذ من حروب أهلية ومظالم وتهميش، يحاول الجنجويد أحد أدوات نظام المخلوع لقهر شعبنا، يحاول الجنجويد إستخدامها للوصول الى السلطة! ركبوا مع مجلسهم العسكري على ظهر الثورة بزعم إختلاف اللحظة الأخيرة مع نظام المخلوع، وبسبب رفضهم للقتل، ليستمروا حتى بعد سقوط المخلوع في اختلاق أية مناسبة لازهاق الأرواح يوميا.
الجرائم التي ارتكبت في عهد المخلوع، وجرائم قتل المتظاهرين السلميين بعد سقوط المخلوع واخرها مجزرة فض الاعتصام ستضاف الى سجل هذه العصابات الحافل بالجرائم ضد الإنسانية، والتي لن تسقط كلها بالتقادم وسينال القتلة عقابهم العادل على يد شعبنا وعلى يد المؤسسات الدولية التي تلاحق بعض رموزهم بتهم الإبادة وارتكاب جرائم حرب بحق شعبنا.
ميدان الاعتصام كان أحد تجليات ثورة شعبنا السلمية وهي تداوي الجراح وتستعيد القيم التي أهدرتها ثلاثة عقود من الاستبداد والتسلط وبثّ الفتن واشعال الحروب. ميدان الاعتصام كان منارة شهد لها العالم كله بالرقي والتحضر، كانت قلعة ازدهر فيها التسامح والكرم، وشهد فيها العالم فنون وابداعات شعبنا الذي دبت الروح في كل مظاهر حياته القديمة، بعد موات استمر لثلاثة عقود.
دماء شهدائنا لن تذهب هدرا، وقتلتهم سينالون عقابهم، وستلاحقهم لعنات شعبنا الى الأبد، سيبقون في ذاكرة شعبنا إمتدادا لأسوأ حقبة في تاريخه القديم والحديث، أُهدرت فيها كرامة الانسان السوداني وقيمه وحياته.
ثورة شعبنا العظيمة مستمرة وهي منتصرة، لأن إرادة هذا الشعب العظيم الذي قدّم الشهداء من أبنائه فداء للحرية والعزة والكرامة، مهرا للحرية والسلام والعدالة. هذا الشعب العظيم يستحيل أن تهزم إرادته، وستذهب عصابات القتلة المأجورين وفلول عسكر ولصوص الإنقاذ الى مزبلة التاريخ مثلهم مثل المخلوع ونظامه.

أحمد الملك
[email protected]





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1081

خدمات المحتوى


أحمد الملك
أحمد الملك

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة