المقالات
السياسة
هل تأخرت الجزرة للمجلس العسكري ؟
هل تأخرت الجزرة للمجلس العسكري ؟
06-07-2019 04:48 AM

" أعددت هذا المقال في الاحد 2 يونيو وقبل أن أشرع في إرساله للنشر فوجئنا وصدمنا صبيحة الاثنين 3 يونيو بما لم نتوقع من فض للاعتصام السلمي بتلك الوحشية وبذلك البطش الدموي من القوات التابعة للمجلس العسكري. نسأل الله الرحمة لمن فقدنا من الشباب شهداء الوطن والشفاء العاجل للمصابين. والآن أعدت قراءة المقال واستصوبت الرأي الاساسي الذي ورد فيه وما زلت أعتقد أنه قابل للتطبيق (رغم المذبحة المأساوية ). إن الهدف الاساسي للدول الداعمة للمجلس العسكري هو أن يكون التصعيد والفوضى والتقاتل بين السودانيين هو سيد الموقف بغرض عدم استقرار بلادنا مطلقاً ، فهل فقدنا البصيرة حتى ندفع معهم نحو المصير القاتم الذي يريدونه لنا؟ هذه الفقرة مع الاخيرة هي الاضافة التي رأيت إدخالهما للمقال الاصلي بنفس العنوان ."
1
كان الخوف من المحاسبة يشكل جزء كبيراً من العقدة النفسية لنظام الحكم السابق ، وبسقوط هبل وبقية الاوثان جاء يوم محاسبتهم. ويعتبر جميع أفراد المجلس العسكري جزء لا يتجزأ من سلطة الحكم السابق بأدوار مختلفة، إلا أنه يجب أن نحفظ لهؤلاء القادة العسكريين الفضل بالتدخل الحاسم لإجبار البشير للتنحي، دون أن نناقش خلفيات تدخلهم. وينبغي أيضاً أن نتصور حالتهم النفسية الآن وهم طرف مفاوض على مستقبل الحكم في البلاد وقد بدأت بالفعل بعض إجراءات المحاسبة التي قد تطالهم.
إن التفاوض يحتاج الى صراحة ووضوح ووضع النقط على الحروف بشأن أمر بالغ الأهمية وهو موقف أعضاء المجلس العسكري من الملاحقة القضائية فيما يكونوا قد ارتكبوه من جرائم ومخالفات خلال فترة الحكم السابقة. إن الحكمة تقتضي أن يصدر بحقهم صك يقره المتفاوضون من الحراك الثوري وتصدقها السلطة العدلية بإعفائهم من الملاحقة القضائية بالشروط التي يتفق عليها وتلك جزرة كبيرة يستحقونها لتدخلهم الحاسم بإنهاء 30 سنة من الحكم الجائر ، والأهم من هذا لكي نضمن أن يسير التفاوض معهم بسلاسة وقد إطمأنت نفوسهم من رعب المحاسبة.
2
إن طول أمد التفاوض قد فتحت شهية الاطراف المعادية للثورة داخلياً وخارجياً - وما أكثرهم – للتدخل السلبي. وبدأت هذه الاطراف تقدم جزرات للقادة أعضاء المجلس العسكري لكي يبطشوا بهذا الحراك الثوري وليودوا باحلامنا بمستقبل واعد بالحرية والعدالة والديمقراطية. إن هذا أمر جدي وتأتي خطورته من أن يميل أعضاء المجلس العسكري إلى إغراءات أعداء الثورة بالداخل والخارج ويببطشوا بنا ويتشبثوا بالحكم وبذلك تصبح إزاحتهم عن السلطة أمراً باهظ التكلفة من دمائنا وحريتنا.

بالمنطق الثوري ما كان ينبغي أن لا تبدأ مسيرة التغيير حتى الآن وقد انجزت الثورة المهمة الاساسية وهي إنهاء حقبة الدمار والخراب التي دامت ثلاثين عام ، فما أبخس الثمن وأهون علينا أن نقدم الجزرة حالاً وقبل فوات الاوان وقبل أن تستفحل التدخلات السالبة.

3
لكي يحسن الطرفان فن التفاوض ينبغي أولاً أن يعترف كل طرف بأفضال ومزايا الطرف الآخر كإيجابيات تصب في مسيرة التغيير نحو مستقبل أفضل للبلاد. خلال الثلاثين سنة الماضية أصاب العسكريين الغبن مثلما أصاب المهنيين المدنيين من مهندسين وأطباء ومعلمين وزراعيين وغيرهم. وقد رأينا تجاوب بعض العسكريين مع الحراك الشعبي منذ بدايته برفضهم ضرب المتظاهرين في كثير من مناطق السودان حتى تدخلهم الحاسم لمصلحة نداءات التغيير ولمصلحة الوطن. ويتميز القادة العسكريون وخلفهم وحدات الجيش السوداني عبر التاريخ بالمهنية العالية ، وتنتظر البلاد الكثير من جيشها الوطني في مسيرة التغيير من تطوير يشمل التدريب وتوفير الامكانيات المادية والمعنوية.

4
أما مسألة عدم إنتماء قوات الدعم السريع للقوات المسلحة النظامية فيمكن حلها ببساطة إذا نظرنا الى النصف الملآن من الكوب. فهذه قوات سودانية مدربة ولها خبرات قتالية وقد يحتاج دمجها في القوات العسكرية النظامية فقط لتدريب على نظم وضوابط الجيش السوداني ، وقد يحتاج ذلك إلى فترة قد تطول وهذا أمر طبيعي. وقد يعقد الدمج المستقبلُ المهني أو السياسي لقائدها حميدتي ، ولكن إذا نظرنا إلى النصف الملآن من الكوب تيسر حل مشكلته بإذن الله.
إنتهى المقال الاصلي

" للعودة للتفاوض يستطيع المتفاوضون المدنيون أن يفرضوا شرطاً أساسياً هو إيقاف أي إتصالات بالدول الاخرى ومع أي جهة خارجية داخل البلاد أو خارجها، وإذا دعا الأمر يجب أن لا يتم أي إتصال أو تفاوض إلا بمشاركة ممثلي الطرفيين المدنيين والمجلس العسكري. وشرط ثاني هو أن يتم الوصول إلى حلول حاسمة بشأن الانتقال إلى الحكم المدني الكامل في فترة وجيزة لا تتعدى الحد الزمني الذي قرره الاتحاد الافريقي"


تاج السر محمد بدوي
[email protected]





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 786

خدمات المحتوى


تاج السر محمد بدوي
تاج السر محمد بدوي

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة