المقالات
السياسة
السودان: الخيارات الصعبة وانسداد آفاق العملية السياسية
السودان: الخيارات الصعبة وانسداد آفاق العملية السياسية
06-11-2019 12:41 PM


1
دخلت العملية السياسية منعطفا خطيرا وغير مسبوق وذلك جراء العملية الوحشية التي قامت بها قوات الدعم السريع (الجنجويد) بقيادة محمد حمدان حميدتي، لقد نسفت هذه العملية الشريرة كل جذور الثقة التي توهمها الثوار عشية تدخل الجيش السوداني لصالحهم إبان ثورة ديسمبر - ابريل المجيدة. وقد كان بإمكان حميدتي وقواته التخلص ولو جزئيا من درن الماضي والتكفير عما اقترفه في دارفور الكبرى، حيث ارتكبت مليشياته أبشع اعمال القتل والاغتصاب والاهانة لشعبنا في دار فور الكبرى لاستدامة نظام المقبور الساقط عمر البشير، فوَّت حميدتي على نفسه فرصة المصالحة مع شعبنا في دار فور، ولكن يبدو ان دماء الأبرياء والحرائر في دارفور قد لاحقته فسولت له نفسه ارتكاب مجذرة أخرى اسوة بأفعاله هناك مما جعله يدخل بكلتا قدميه الى باحة محكمة الجنايات الدولية التي سوف تتولى التحقيق قريبا في المجذرة البشعة التي ارتكبها.
2
كما فرَّط المجلس العسكري الانقلابي في سيادة البلاد ومرَّق سمعة جيشها في وحل الفضيحة والانكسار، فالجيش السوداني المعروف عنه وعن قادته القدرة على نزغ فتيل التوتر بين الحكومات الدكتاتورية والانتفاضات الشعبية مثلما حدث في أكتوبر وابريل الاولي، طفق قادته اليوم يتفرجون على مشهد الدماء تراق امام قيادته ويذبح الرجال والنساء والأطفال كما الكباش، ويحرق الشيوخ في خيامهم نيام، وتغتصب الحرائر امام عينه ورجاله يتفرجون كالبلهاء. واليوم لعل المخارج امام المجلس العسكري محدودة الى ابعد يمكن، حيث أثبت عدم مقدرته على المضي بالبلاد أي خطوة الى الامام، وعليه ربما يكون الحل المتاحة امامه هو الاستماع الى صوت العقل وتسليم الحكومة الى سلطة مدنية من خلال استكمال التفاوض مع قوى اعلان الحرية والتغيير، وهو خيار لابد منه بالرغم من الدماء التي سالت بسبب التعثر في الانتقال السلمي جراء تعنت قائد الدعم السريع.
3
وفي هذا الصدد على قوى اعلان الحرية والتغيير الاستفادة القصوى من حالة الانكسار التي يمر بها المجلس العسكري بعد اكتشافه هول الجرم الذي اقترفه في حق الأبرياء العزل، وما جلبه على نفسه من ضغط دولي جعل حلفاؤه في المنطقة يتفرجون عليه، فهذا هو الاماراتي أنور قرقاش يعتبر ان جرى في السودان مذبحة كاملة الدسم ودعا الى التحقيق فيها ومحاسبة من ارتكبها، كما صرح نافذون سعوديون بضرورة استئناف الحوار بين الفرقاء السودانيون. من جهة أخرى لابد كذلك للحرية والتغيير من توظيف الوضع الدولي والزخم الكبير الذي صاحب ما حدث في السودان بالطريقة المثلى فمبادرة ابي احمد رئيس الوزراء الاثيوبي جديرة بالاحترام لأنه بالرغم من ان الجرح السوداني مازال ينزف ولكن لابد من الجلوس في النهاية على طاولة مفاوضات لاستلام السلطة المدنية على الأرض. وفي تقديرنا ان مواقف الاتحاد الافريقي الإيجابية هي أكثر المحاولات جدية، فالأخوة الأفارقة مهتمين بأمر السودان أكثر من أي وقت مضى، فقد ورد على لسان المفوض الافريقي ان الاتحاد سيواجه أي تدخلات خارجية سواء كانت إقليمية او دولية بشأن السودان ربما يكون هذا التصريح هو المحرك الذي دفع منسوبي محور الشر الى التراجع على الأقل عن مواقفهم المعلنة.
4
كذلك لابد من استثمار المواقف الأوروبية والأمريكية المهتمة بالشأن السوداني، فالولايات المتحدة سوف ترسل –خلال اليوم - مساعد وزير الخارجية الأمريكي لدفع العملية السياسية في السودان، وان على قوى اعلان الحرية والتغيير التحدث بلسان واحد وتقديم رؤية واضحة وطمأنت المجتمع السوداني والإقليمي والدولي على قدرتها في إدارة البلاد بالكفاءة اللازمة. فالبديل عن العملية السياسية هو المزيد من التعقيدات التي لا تصب في مصلحة بلادنا، وان المجلس العسكري وشركاؤه الإقليميين حريصين على انهيار العملية السياسية وكل ذلك يتم بحماية دولية، وتستعد روسيا والصين لأن تلعبا ذات الدور القذر الذي لعبتاه في سوريا، كما ان المجتمع الدولي كما هو معلوم تحكمه المصالح وليس المبادئ، ان ما يحدث في ليبيا واليمن ليس ببعيد عن الاذهان.
5
وبإزاء حالة الانسداد السياسي الراهن، علينا ان نعي ان الحلول الكبيرة لا يقدمها إلا الرجال الكبار، وان الفرق بين الانهيار والاعمار ليس أكثر من شعرة. كفاية، لقد أذهل شعبنا شيبا وشبابا جلاديه قبل ان يذهل شعوب العالم، حيث قدم الشباب والكنداكات نموذجا غير مسبوق في التاريخ، فقد واجهوا الرصاص بصدور مكشوفة، وعزيمة ماضية، واستشهد من استشهد على بينة، وتمنى الشهادة الاحياء منهم. ان شعبنا يستحق أفضل مما جري على أيدي المرتزقة والمأجورين وفاقدي الاهلية الذهنية والعقلية، ولكن قدرنا اليوم ان نتعامل مع الثور في مستودع الخزف، فالحفاظ على أرواح أبنائنا وبناتنا من أصول الحكمة، وان المعركة مازالت طويلة.
صالح موسى
[email protected]





تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 671

خدمات المحتوى


التعليقات
#1834591 [سوداني اصيل]
1.00/5 (1 صوت)

06-11-2019 01:31 PM
كلام جميل

السفير الامريكي الوسخ كان واقف مع حميدتي
والي الان معه
كلامو دة كلام اعلان ساي
وراء الستار معه
مبعوث دة تمثيلية ساي

حميدتي مايقدر ولا حتي محور الشر أتحرك متر واحد بدون الضوء الاخضر من الأمريكان
الأمريكان شريك أساسي في المجزرة
مثل محور الشر

حوار
قول ليهم ابشر
نتحاور

لكن المرة دة عن طريق الاتحاد الأفريقي
ماعاوزين اي خواجة هنا

عاوز تساعد امشي لي كلاب الخليج
خليهم ااطلعو منها.

مامحتاج اسافر واجي السودان
ومندوب امريكا
واعلام وملام فاضي


خلي اتصل بالفجرة ديل أقولهم اطلعو منها.
بس

قول لي ماتجينا
ضياع زمن ساي
امشي الخليج لو عاوز تساعد

ولا امشي الاتحاد الأفريقي

لا يلدغ مؤمن من جحر واحد مرتين

الكلام وأصح وصريح

غير اضركم
ورب الكعبة مابنفعكم نهائي

اطردو
خلي يعرف حجمو
دة مشكلة أفريقية مادخل امك هنا
كفاية الدخلتو في بلادهم الي الان لافين بفتشو في وطن

اتعظو
وماخموكم امريكا وعفن
امريكا كان زمان
هسي بنبحو بس


صالح موسى
صالح موسى

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة