تعرّف على الدولة الديمقراطية التي مات الشباب من أجلها
06-14-2019 01:04 PM
تعرّف على الدولة الديمقراطية التي مات الشباب من أجلها
المواطن في الدولة الديمقراطية هو أصل الدولة ينفق عليها من الضرائب التي يدفعها ويعلم بكل كبيرة وصغيرة في دولته . فإذا كنت تعيش في دولة ديمقراطية تدرك ما هي حقوقك وواجباتك ..إحساس الإنسان بالحرية يخرج أفضل ما فيه من صفات إنسانية ..وإحساس الإنسان بالظلم واليأس يخرج أسوأ ما لديه ..كلنا نتذكر تلك الحالة من التسامح والتهذيب التي سادت بين المعتصمين بعد انتصار الثورة في أبريل والإطاحة بالنظام الدكتاتوري الفاشي رغم انها كانت أيام قلائل عندئذ نزل عشرات من الشبان والشابات في كل أنحاء السودان في ميادين الإعتصام ليكنسوا ويغسلوا الشوارع بأنفسهم ويعيدوا طلاء الأرصفة على نفقتهم ويتم جمع التبرعات في أبهى وأجمل صورة لشباب يحلم بدولة القانون وليس دولة مليشيات (عندك خُت ما عندك شيل) كانت رسالتهم: إننا لم نكن نهتم بنظافة السودان لأننا لم نشعر قط أنه بلدنا، أما الآن بعدما استعدناها فسنكون أحرص الناس على نظافته.
لأي نظام ديمقراطي لا يتم تقديم جيش الدولة باعتباره مؤسسة مقدسة يمكن لأي مواطن أن يوجه لها نقدا أو يسأل عن ميزانيتها أو أنشطتها الاقتصادية أو يطالب بمحاسبة أي فرد فيها لو ارتكب جرائم ..فضائح وإنتهاكات الجيش الأمريكي التي حدثت في العراق كشفها الإعلام الامريكي لقد تم تكريم هؤلاء الصحفيون ووجدوا التقدير فلم يتهمهم احد بأنهم عملاء لإستخبارات دولة أخرى ,في النظام الديمقراطي ليس كل من يفضح المؤسسات العسكرية وفسادها وتجارتها وتهريب السلع بواسطة أفرادها خائن وعميلا لجهات أجنبية ويتم تذكيره بالتضحيات التي يقدمها الجيش في حماية المواطنيين ويمنّ على الشعب بدوره الطبيعي ومن حقك أن تعرف ميزانية أي مؤسسة عسكرية أو هئية ..كما من حقك حرية تداول المعلومات والنت متوفر والمعلومات تتوفر لك أينما كانت ..ومن حقك أن تعرف اي معلومة وتطلّع عليها حتى المعلومات العسكرية يتم مناقشتها ,الشفافية والمراقبة والمحاسبة من أسس النظام الديمقراطي
حياة المواطن في الدولة الديمقراطية أهم ما تحرص عليه الدولة وأن قتل مواطن واحد (حتى لو كان جنديا محاربا) في دولة ديمقراطية أمر جلل وتقوم الدنيا ولم تقعد حتى تتم محاسبة المسؤول عنه
في الدولة الديمقراطية من حقك أن تعرف ثروة الرئيس وماهي مصادرها وتذهب الى أبعد من ذلك أن تتعرف ماهي الأمراض التي أصيب بها الرئيس وما هي أنواع الأدوية التي يتعاطاها وإذا ما كانت تؤثر في اتخاذ قراراته وللمفارقة ليس من حقك أن تكشف ملف لمريض مواطن بسيط أو تتعرف على مرضه ويعتبر ملفه سرياً الا للطبيب المعالج أو بمحض إرادته ..الشعب هو من يمنح السلطة للرئيس وهم يستطيعون إقالته في أي لحظة ...الرئيس يتولى السلطة بانتخابات ويحافظ على السلطة برضاء الناخبين وليس بقمع وسحل المعارضين ويسعى لإرضائهم وتكون سلطة رئيس الدولة مقيدة بالقانون وبالتالى فإن غضبه على أى شخص لن يضيره أبداً ما دام لم يخالف القانون أما في بلادنا المنكوبة بالإستبداد إذا غضب عليك جندي فان حياتك ستكون في خطر
في النظام الديمقراطي المسئولية فردية كل شخص مسئولا فقط عن أفعاله وليس عن أفعال سواه حتى لو اشترك معه في الدين أو الجنسية أو القبيلة أو المنطقة أو الحزب في نظام الإستبداد فكرة المسئولية الجماعية ليست منتشرة بين الشعب وإنما تشكل أساسا لتفكير النظام ومعاونيه من الإسلاميين من خلال الإعلام ..تم اتهام المعتصمين في القيادة العامة بأنهم جميعا فاسدون ويتعاطون المخدرات لمجرد أن بعض من كانوا في الإعتصام أو يزورونه يتعاطون الكحول أو المخدرات ،وأدى هذا الخطاب الهمجي إلى تكرار الاعتداءات اللفظية والبدنية على جميع المعتصمين ولم يستثني أحداً
ليس من الانصاف أن نحمل المجلس العسكري (الجنجويدي) وحده مسئولية الاستبداد هنالك مجموعة كمحكومين مسئولون بنفس القدر عن الاستبداد لأنهم لا يرفضون الديكتاتورية من حيث المبدأ بغض النظر عن نتائجها ، لكنهم يرفضونها فقط إذا ساءت نتائجها وأصبحت ضد مصالحهم. الإسلاميون على استعداد لتأييد أى طاغية مادام يطبق ما يعتبرونه قوانين الشريعة حتى لو كانت شريعة (مجقمسة) هكذا ناصروا النميري وغدر بهم وناصروا البشير وغدر بهم ولم يتعلموا من التاريخ اليوم يناصرون العسكر المستبدين الجدد وننتظر يوم الغدر وكونوا معنا من المنتظرين
ياسر عبد الكريم
[email protected]
|
خدمات المحتوى
|
ياسر عبد الكريم
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|