عودوا لرشدكم فالشعب قد فقد الثقة فيكم
06-18-2019 01:58 PM
عودوا لرشدكم فالشعب قد فقد الثقة فيكم
أعضاء المجلس العسكري ، فقدوا كليا ثقة الشعب السوداني الثائر نحو الحرية والتغيير ، بعد أحداث مجزرة القيادة ، ولم تلبي ممثلهم قوى الحرية والتغيير ، الدعوة للجلوس على طاولة واحدة، لإستئناف المفاوضات ، ويبدو جليا وواضحا ما يضمره اعضاء المجلس من تحركات نائبه الفريق/ حميدتي الاخيرة ، الشبيهة بتحركات معلمهم المخلوع ، عمر البشير ، من تحشيد جماهيري ومحاولة شراء الذمم او خداعها والكلام الانشائي والخطابي الممجوج والوعود والدعم السخي لغرض تقديم الخدمات .
والرجوع بعد قرارات عدولهم عن التفاوض مع قوى الحرية والتغيير ، بالاستناد المحوري على الاجهزة الامنية للنظام السابق ، وعلى قواعد حزب المؤتمر الوطني ، والشعبي، والطوائف الدينيه المختلفة، والحركات المسلحه التي إرتمت وتمرغت في احضانهم ، بعد ان باعت قضيتها ، لأن كل هؤلاء من وجهة نظري ، لا يمانعون من عودتهم ، حتى وإن استفرد قادة المجلس العسكري بالسلطة عسكريا ، لانهم تورطوا امام الشعب والعالم ، في سفك دماء المعتصمين امام القيادة ، و لن يتجرأوا على فتح ملفات الفساد والتجاوزات القديمة لرموز وعناصر النظام السابق وملاحقتهم او اقصائهم عن المشهد ، طالما ان قوى الحرية والتقرير ستبقى بعيدا عن تسلم السلطة ، هذا ما نراه امامنا الآن، وهو رغم الوساطة الاثيوبية وتصريحات الأدارة الامريكية التي لم ترتقي بعد لدور فعال في الازمة الا انهم لا يبدون اي اهتمام جاد ببدء الحوار مع قوى الحرية والتغيير ، لانهم بأختصار ، لا يتعرضون لضغوط دوليه مكثفة لحل الخلاف وتسليم السلطة للمدنيين ،
انهم بالواضح كده رجعوا لشركائهم بالامس ، وإلتحموا بالدولة العميقة ، ويرفضون تسليم السلطة لقوى الحرية والتغيير ، بل يحاولون تجاوزهم بعناد وتحدي من غير مبالاة بما قد يحدث ، وبالمقابل يكثفون جهودهم الحثيثة للتعبئة والحشد والاستقطاب ، والظهور إعلاميا ، لبسطاء الناس وما اكثرهم في بلادي ، ولعكس صور للراي العام المحلي والعالمي ، بانهم ايضا يتمتعون، بسند شعبي وجماهيري وان الحرية والتغيير لا تمثل كل الشعب .
كل ذلك بحثا عن الشرعية ، التي تثبت من دعائم تسيدهم على الموقف ، وقبضتهم الحديدية ، وتشبثهم بإستماتة ، في السلطة السيادية ، تمهيدا لاعلان (حكومة تصريف اعمال ).
ولا نشك ابدا ، انهم سوف يحاولون بشتى الطرق، تكملة اختراقهم لقوى الحرية والتغيير ، لاستدراج الاحزاب المعتبرة ، ذات الثقل الشعبي التي بداخله ، لادماجها وتشكيل وفرض تلك الحكومة والدفاع عنها .
فإذا تم ذلك السيناريو المتوقع ، والاستدراج الفعلي لهؤلاء (وبوركت) الخطوة من قبلهم ، تحت اي ذريعة او حجة ، يكون حينها ، ان كل ما طفح في تسريبات المنشورات ، التي انتشرت على وسائل التواصل ، المرفقة حينها بقوائم الاسماء التي شاركت في اجتماع الموت والتي سربت بعد تاريخ المجزرة مباشرة ، قد تكون صحيحة ، ولا غبار عليها ، و بأن هنالك اسماء واشخاص ، من قوى الحرية والتغيير ايضا كانت حاضرة حينذاك ، او وافقت على فض الاعتصام بالقوة ، وتكون الرؤية قد وضحت معالمها تماما.
نتمنى ان لا تذهب الامور والتصعيدات التي يتبناها الفريق حميدتي حسب السرد والتوقعات ، فتشكيل حكومة من طرف واحد ، ومحاولة فرضها في ارض الواقع ، لن يصنع حلا ولن يأت بجديد . والمجلس العسكري في هذا الاستحقاق ، غير مفوض من الشعب، بتشكيل مثل تلك الحكومة التي دون ادنى شك، يرفضها جملة وتفصيلا، وتزيد من فتيل الازمة اشتعالا.
فقوافل الثورة التي يقودها الشعب الحقيقي، الذي صنع هذا التغيير بعد سقوط رأس النظام، والذي يعتلي على قمته الفريق البرهان، و الفريق دعم سريع /حميدتي ، وينطق بأسمه الكباشي ، لن تتوقف ، ولن تنحني ، ولن تهدئ من حراكها ، وروعها ، وهي تحس بمر الظلم والغبن ، من سلوك اعضاء المجلس العسكري ، الذي يحاول في كل سانحة ، ان يداري طمعه في السلطة ، بالحجج الواهية والمكشوفة ، وهي اشراك كل القوى السياسية والاجتماعية والادارات الاهلية ، حتى يأتي بحواضنه الشعبية ، مثال تلك التي هتفت له بالامس ، في المنطقة التي نشأ وترعرع فيها وزير دفاعهم ،ورئيس المجلس العسكري المستقيل الفريق /عوض بن عوف منطقة (قري) "نعم لسيادة وحكم العسكر" ، فلمثل تلك الهتافات التي تطربهم وتقويهم ، هم قد ذهبوا يهرولون.
والصوت العاقلفي وطني يقول :
لا لفرض الامر بالقوة على شعب صامد اثخنته الجراح ، ركب بالعزيمة والاصرار سرج الكفاح والنضال المشروع ، ورفع رايات السلميه دون وجل، وحدد اهدافه علانية ، لا غموض ولا لبث فيها ، ولا تراجع من اجل بلوغ الحرية ، مئات من الشهداء سقطوا عمدا مع سبق الترصد بهم ، سطروا بارواحهم اروع البطولات والتضحيات والثبات ، شباب حالمون في ريعان الصبا والعمر ،اعزاء على امهاتهم ، وآبائهم وزخرا لوطنهم ، كانوا يحلمون بوطن عاتي ديمقراطي ، تسوده الحرية والعدالة والسلام .
نتمنى ان لا تهبط لارض الواقع ، تلك المخططات، والسيناريوهات، التي ماتزال تسكن في خيال وعقول من يتوهمون انهم بالقوة والبأس ، سوف يصنعون ويفرضون التغيير ، على طريقتهم الخاصة ،دون ان يدركوا انهم بهذا الاسلوب يسلبون الشعب حريته وحقه ، في ان يعيش ويمشي مرفوع الهامة في وطنه غير مذلول او مضطهد .
لا للحلول الغير مدروسة جيدا عواقبها ، حتى لا يقع الظلم ، وتحدث الفوضى العارمة ،فالثورة لم ترفع شعارات دينيه مناوئة حتى يستقصدها رجال الدين ، او جهويه او طائفية ، ولم ترفع راية الاقصاء ، فوحدهم الذين ارتكبوا حماقات وجرائم باسم هذا الوطن ، هم الذين يتحدثون عنه ويلوكونه ، ليشوهوا به الوجه النضر للثورة .
فالثورة تلبس عباءة وطن بيضاء فضفاضة ، وتحمل مشعل الحرية ، تستوعب الجميع دون استثناء ، الا اولائك الذين افسدوا الحياة ، واعطبوا عجلة التقدم للوطن ، وتركوها ترحي ، وتدور حكرا لمصالحهم ، هم الذين يخشونها ، ويعرقلون سبل الحل في الافق القريب .
وما زلنا رغم المحن ، نرى ان قوى الحرية والتغيير قوية بما يكفي ، لقيادة هذا الشعب نحو غاياته.
وما نلحظه الآن على وجوه قادة المجلس العسكري من اضطراب وتجهم ودوران ومراوحة في نفس المكان ، ما هو الا ضعف قد اعتراهم يخفونه بكبرياء تحت بزات العسكر .
برير القريش
[email protected]
|
خدمات المحتوى
|
برير القريش
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|