بعد تشكيل العديد من حكومات الكفاءات.. ما فائدة الاستعجال لتشكيل حكومة أخري
06-22-2019 01:51 PM
الحركة الإسلامية المسيطرة على مقاليد الحكم في السودان لا تريد ان تتنازل عن دولتها التي أسستها على منهج فكر الإخوان المسلمين، و التيلا يقبلونبوصفها بالدولة الفاشلة. فعلى مدي 30 عاما أظهروا اهتماما كبير بعلاقتهم مع الحركات الإسلامية العالمية بشقيها السني والشيعي، فسخروا كل موارد وإمكانيات السودان لخدمة أجندتهم ومشاريع دولة خلافة الإخوان المسلمين، وقد كان ذلك على حساب ازدهار وتنمية السودان، وعندما افاقوا بعد فشل المخطط الدولي لتأسيس دولة الخلافة الكبرى وجدوا أنفسهم محاصرين بالأزمة الاقتصادية التي أضعفت دولتهم الإسلامية في السودان، ولتجديدها تواروا خلف انقلاب الجنجويد من شدة قبحهم و سوء نواياهم و أفعالهم.
الخوض في تعريف مجلس الجنجويد الإنقلابي وعلاقته بالحركة الإسلامية السودانية أمر عديم الجدوى طالما أنهم لم يحلوا المليشيات الإسلامية العسكرية وتجريدها من السلاح، بالإضافة الي ذلك كان عليهم تصنيف الحركة الإسلامية السودانية بانها منظمة إرهابية وحظر أنشطتها، ومن باب أولي كان لزاما عليهم البدء في هيكلة الجيش واستبداله بجيش وطني غير مسيس ولا يعتنق أي ايدلوجيا. هل بإمكان الحركة الإسلامية السودانية أن تستمر في استخدام الأساليب المضللة لإجبار قوي التغيير والحرية على التنازل من برنامجها الوطني والمشاركة في صناعة حكومة تجمل به وجه مجلس الجنجويد الإنقلابي الإسلامي؟
(التحتو كعبين) كم عدد الحكومات التي غيرها البشير و أخرها حكومة د. معتز موسي التي فرحوا بها فرحا شديدا واعتقدوا ان السماء قد امطرت عليهم كفاءات لديها الخبرة في تنزيل الأموال، حلت المشكلة و انتهينا، و بعد ان تبدأ كل حكومة نعود الي حالة الإحباط الأولي و نصفها بالحكومة بالفاشلة، و كل ذلك لأننا عندما نتحدث عن حكومة كفاءات او تكنوقراط تخرج الينا حكومة مؤهلات اكاديمية من داخل الحركة الإسلامية أو افراد متورطين بافتنانهم بدولة الإخوان الإسلامية في السودان، كيف يكون الفرد كفاءة و هو عاجز عن مواجهة الشعب قبل تقلد أي منصب حكومي ليوضح الي أي حد هو فاهم الأزمة و يقدم طرحه لإيجاد المخرج المناسب لها.
يستخدمون كل الحيل و الأساليب لإقناع قوي التغيير و الحرية بأن تكون جزءا من حكومة الحركة الإسلامية، و تنشط في ذلك مصر و الامارات و من خلفهم السعودية لتقديم الحكومة المشكلة الي العالم ليقوم بتقديم المساعدات و الدعم و القروض لها، لأن هذا هو أسلوب دول تحالف الاستقرار الوهمي فاذا كانوا فعلا حريصين علي تنمية و استقرار السودان لقدموا مساعدات سنوية محددة القيمة لسد عجز الميزانية بدلا عن التباهي بإيداع أموال في البنك المركزي و تسميتها بالمساعدات المالية. الامارات و السعودية يريدون حكومة طائعة لهم بأقل تكلفة تخدم أجندتهم و تبحث عن حل لأزمتها الاقتصادية دوليا.
ما هي التغييرات التي حدثت لتجعل قوي التغيير و الحرية تنصاع لحكومة يسيطر عليها الجنجويد بقوة سلاحه المتفلت و أسلوبه الغريب في إهانة افراد الشعب السوداني. كل شيء مستمر كما تركه السفاح البشير بما في ذلك نيتهم في قتل الكثير الرافضين لوجودهم واصرارهم على انكار عمليات القتل، و إذا تحدثنا عن حزب الأمة و مشاركته في الحكومة المقبلة بدون نداء السودان أو قوي التغيير و الحرية، نقول هذا السيناريو يسير علي قدم و ساق و لا تعتريه الا شائبة تعنت أحزاب الكرامة و العزة الوطنية و بالفعل قد بدأ حزب الأمة في تجاوز هذه المعضلة بخروجه الغير المعلن من تحالف نداء السودان و نقدهم المستمر لأحزاب قوي التغيير و الحرية، وبعد أن فشل حزب الأمة في اضعاف قوة الاضراب و العصيان المدني و كسر إرادة الشعب السوداني و إصرار الدول الكبرى علي حكومة مدنية تلبي تطلعات الشعب السوداني و ممثلهم الشرعي قوي التغيير و الحرية عادوا جميعهم الي مربع الخداع و المكر الذي باء بالفشل في اقناع قوي التغيير و الحرية لتكون الواجهة المدنية المقبولة لدول العالم.
انقلاب الجنجويد يدير السودان بتوجهات و أساليب الدولة القديمة و حتي دعم دول تحالف الاستقرار الوهمي (السعودية و الامارات و مصر) الذي يحظى به ليس بالأمر المستحدث، و انما الأمر الجديد بالنسبة للشعب السوداني هو قدرته في اطلاق عنان تطلعاته لحكومة مدنية و بصوت واضح و قوي أذهل العالم و جعلته في محل احترام كبير من جميع شعوب و دول العالم الديمقراطية. و عليه نقول لقوي التغيير و الحرية أي تفاوض ينتهي بتقاسم السلطة مع العساكر و الجنجويد بدون ان يحقق الديمقراطية و الحكومة المدنية التي نتطلع لها سنعتبره الحاق الهزيمة بتطلعاتنا و مستقبل أبنائنا و ندعوهم الي التطوير السياسي للتحالف حتي نتمكن من الانضمام اليه كمستقلين و تسديد اشتراكات العضوية.
|
خدمات المحتوى
|
ميرغني محمد ميرغني عثمان
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|