بير ود دقلو
06-22-2019 02:01 PM
تقول الطرفة أن لص تسور جدار منزل حتى بلغ قمته وعندما هبط داخل المنزل تصادف أن كان موقع هبوطه في بئر مكشوفة وعندما طال به زمن الوصول إلى نهاية الجدار المفترض صاح: سنة يا الحيطة.
تسور ود دقلو جدار الوطن فبلغ قمته بتجارة الجمال وفي رواية أخرى تجارة أو رعي الحمير، لا يهم فكلها تجارة والتجارة شطارة كما يقول المثل وتحياتنا لكل أهلنا الطيبين الذين يمتهنون هذه المهن الشريفة في بقاع السودان المختلفة.
وأبت نفس ود دقلو إلا أن يهبط إلى الحضيض من الجانب الآخر بسرعة الصاروخ وأصر أن يأخذنا معه خلال هذه الرحلة فمررنا بالعديد من المراحل التي بدأت في قمتها بحمل السلاح خارج نطاق الدولة، اسم الدلع للجنجويد، ثم تقنين حمله من قبل الدولة وتحت سمعها وبصرها ثم بقدرة قادر نيل أعلى الرتب العسكرية لشخص لم تعتب قدمه باب كلية عسكرية من قبل الأمر الذي لو سمع بها دهاقنة الجيوش العالمية من أمثال نابليون وأيزنهاور ومنتجمري لأصابهم الذهول واهتزت قبورهم وطلقوا العسكرية طلاقاً بائناً لا رجعة فيه. ثم وصول ود دقلو، بقدرة قادر، إلى احتلال موقع جيشنا الوطني "جيش الهنا الحارس مالنا ودمنا" في كل شبر وزاوية وتقاطع من بلادي العزيزة.
وتخلل رحلة الهبوط الغير ناعم هذه التي نمر بها مرغمين ومجبرين ولسنا مخيرين، مجبر أخاك لا بطل، حديث ود دقلو في كل زمان ومكان عن كل شيء وفي كل شيء وحول كل شيء بدءاً من السياسة إلى الطب والهندسة والأدب والفلك والأخلاق والتاريخ والجغرافيا والاقتصاد وال(غ)انون والأمن ال(غ)ومي. ويبدو أننا في طريقنا إلى قمة حضيض هذا السقوط الحر ودون أي مظلة حتى يبلغ بنا الحال للاستماع في نشرة الأخبار لتصريحات الرئيس الهمام ود دقلو وعندها سنصيح من ألم الوصول الغير ناعم عند نهاية هذا النفق المظلم: سنة يا بير ود دقلو.
لك الله يا وطني لك الله يا وطني.
الصادق أحمد عبدالسلام
[email protected]
|
خدمات المحتوى
|
الصادق أحمد عبدالسلام
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|