حميدتي، تاريخ أعاد نفسه
06-26-2019 01:00 AM
حميدتي , تاريخٌ أعاد نفسه ,,
شاهدنا بأم أعيننا حملة الكراهية الواسعة النطاق التي اكتسحت ساحات الاعلام الاسفيري , وبعض القنوات التلفزيونية التي مازالت تأتمر بأمر فلول النظام السابق , حملة من البغضاء المشحونة بالسخرية و التهكم , شنها عدد من الناشطين باتجاه نائب رئيس المجلس العسكري , استهدفوا بها شخصه متجاوزين المؤسسة (المجلس العسكري) التي يعتبر هو فيها بمثابة الجزء وليس الكل , هذه المؤسسة التي يناط بها ترتيب وتنسيق الفعل السياسي الانتقالي في هذه الفترة , متماهين مع الشخصنة ومحاولة نسبة كل حركات و سكنات هذه المؤسسة الى الفرد لا الجماعة , في حالة من التحيز والتنميط الواضح للعيان والمصحوب بنزعة وحالة من حالات الاستدعاء الوجداني لحقبة (خليفة المهدي) في ذلك العهد البعيد , عندما أتت به التراتيبية التنظيمية إلى رأس هرم سلطة الدولة.
هنالك حالة من الفصام السايكولوجي ما بين نخب ومجتمعات السودان النيلي والمركزي , ورصيفاتها من صفوة وأفراد وقبائل دارفور وكردفان , ودائماً وأبداً تتجلى هذه الحالة الفصامية عندما يحتدم التنافس حول سلطة وثروة البلاد في أعلى قمة الهرم , فقد حدث هذا التباغض و التباعد قبل قرن و ثلاثة عقود من الزمان , في ذلك الوقت الذي بدأت فيه خلايا سودان اليوم في التخلّق والنمو والتكوّن , باندلاع أعظم ثورة وطنية وقومية شاملة في تاريخ البلاد الحديث , فحينها برزت ولأول مرة ظاهرة الرفض الجماعي لرمزية حاكم السودان القادم من الأقاليم الغربية , وكانت ترعى هذه الظاهرة وتغذيها العوامل الجهوية والمناطقية , أكثر منها الأجندة الوطنية ومظاهر انهمار دموع التماسيح والتباكي المصطنع على مصير الوطن , والدروس الوطنية الزائفة التي يحاول البعض تلقينها للبعض الآخر.
لقد تكرر حدوث هذه الحالة مرة ثانية بعد انقلاب المخلوع عمر البشير , وتحديداً بعد انقضاء عشر سنوات من تاريخ هذا الانقلاب, حينما قلب النخبويون النيليون ظهر المجن لأخوتهم الذين ينتمون إلى إقليمي دارفور وكردفان , فخرج بشير آدم رحمة وعلي الحاج وابراهيم السنوسي , ذووا الانتماء الجغرافي المعروف من منظومة الحكم , واستفرد بالدولة ونظامها كل من علي عثمان ونافع وعوض الجاز , الذين تجمعهم جغرافيا منفصلة عن جغرافيا الثلاثة المذكورين أولاً , فهذه الحالة الفصامية لم تستطع الايدلوجيا و لا حتى الدين أن يكبحا جماحها , برغم تواثق هؤلاء الاخوة على مشروع الدولة الدينية والدين , الذي يقول صراحة لا فرق لعربي على عجمي الا بالتقوى , وكان سيحدث ذات الذي حدث ولو كان هؤلاء الاخوة الستة ينتمون الى تيار كارل ماركس , ذلك التيار النقيض تماماً لحركة الاخوان المسلمين التي ترعرعوا وتربوا في كنفها.
عشرون عاماً مضت منذ تفجر المفاصلة الجهوية الرمضانية الشهيرة بين الانقاذيين , وها هو الآن قد تحقق حلم الناس بخلع الدكتاتور , لكن مازالت حالة الفصام الوجداني بين أولاد البحر و أولاد الغرب , تخيم على الحراك المدني و العسكري الذي أطاح بالمشير , وفي هذه المرة اختلفت الحالة الفصامية كماً وكيفاً عن سابقتيها في المرتين الماضيتين , ففي الماضي كان ميزان القوى العسكرية بيد العصبة النيلية ,أما اليوم فالقوى الحاملة للسلاح والقائدة للكتائب العسكرية جلها من غربي البلاد , وكذلك نلحظ أن هذه القوى قد دخلت إلى معادلات الصراع الأمني الداخلي في الدولة بقوة , ودلفت إلى أسباب التمكن العسكري في الإقليم (الشرق الأوسط) بوضوح لا تخطأه العين (ليبيا واليمن) , وهذا الأمر بطبيعة الحال له دلالاته المعنوية و المادية.
إنّ تحدي تأسيس الوطن الذي يسع الجميع لن نستطيع الوفاء بشروط تجاوزه , إلا بالخروج من رداء المكابرة وخلع عبائة النفاق السياسي وإخراج الرؤوس من تحت كثبان الرمال , ذلك الرداء وتلك العبائة التي ظلت ترتديها النخبة السياسية السودانية بجميع مكوناتها زماناً , فالكراهية بحق الآخرالتي يمارسها اصحاب العقلية النرجسية والعنصرية , وعدم القبول بهذا الآخر في دولاب السلطة من منطلق خلفيته المناطقية , لن تورثنا سوى المزيد من الاحتراب الأهلي و الانقسام الداخلي.
فالحل يكمن في محاربة جرثومة الجهوية و المناطقية , التي أسس لها العقل المركزي بعيد استقلال البلاد , و محاورة هذه العقلية المركزية الانطوائية والانكفائية المنغلقة حول ذاتها, ودحض ادعاءاتها وافحام منطقها المعوج , فهي ترى خارطة الوطن من خلال منظور مدن الخرطوم الثلاث , وعليها أن تعلم بأن مدن السودان التي انتفض سكانها , في الجينية و كادقلي وبورتسودان وعطبرة , ليس من العدل أن يقود حراكها الثوري حفنة قليلة من نخب سكان هذه المدن الثلاث لوحدهم.
فالدولة المدنية لن تتحقق لمجتمع منقسم على ذاته وجدانياً , ولن يتم إنجازها لكيانات سكانية يتجسد مفهوم الدولة لديها في إطار جغرافيا بعينها , وتعتبر من خلا من الانتماء الى تلك الجغرافيا فهو قادم من الخلاء , ولا يستحق الا أن يطرد ويرد إلى خلائه الذي تنعدم فيه التنمية و الحياة الكريمة , بالرغم من أن باطن أرض هذا الخلاء يستخرج منها البترول , الذي تستغل عائداته من قبل هذه الصفوة وهؤلاء الأفندية , في بناء فخيم المنازل وامتطاء صهوات الفاره من السيارات.
إسماعيل عبد الله
[email protected]
|
خدمات المحتوى
التعليقات
اتحملوا شوية الراجل لم يقل الا الحقيقة امركم انكشف اصبحتم كالعريان في السحلة . منذ الاستقلال وانتو تتحكموا في البلد والنتيجة كانت خراب وفشل وفساد وبيع البلد للمصريين والباقي فصلتوه وقتلتوا نص الشعب واغتصبتوا النساء كده خلونا نجرب حميدتي جربا الذين درسوا في اكسفورد والدكاترة والمهندسين ولم نرى منهم الا الخراب والعنصرية .
أمركم عجيب يافيها يانطفيها - خلاص باي باي استهبال عاوزين واحد مأهل نجيبوا لكم عاوزين واحد عوير برضو نجيبوا لكم هناك ١٠٠٠ حميدتي المعركة طويلة ياعيال مثلث حمدي بعدين الاستهبال بتاع الانقلابات انتهي.
هههههه الجيش الزمان المحتمين به وبتداولوا عبره السلطة اصبح هناك جيش موازي جيش عبدالعزيز اهلنا النوبة جيش عقار اهلنا الانقسنا جيش الفور والزغاوة والمساليت مناوي وخليل وعبد الواحد جيش البجا ومكوناتها جبهجة الشرق تاني مافي استهبال ولا استغفال لاحد يانكون كلنا سودانيين يامانكون نحن مافارقة معنا جربنا اللجوء والموت والاعتقالات ومعظم اهلنا الان عايشين لاجئين في وطنهم بسبب جشع النخبة النيلية وحبهم للسلطة.
هذا الشخص يلوي عنق الواقع حتي يتوافق مع رايه، مثلا الصراع بين الوطني والشعبي اختزله في علي عثمان والجاز مقابل علي الحاج والسنوسي، والواقع ان الكثيرين من ابناء البحر كانوا مع الترابي،منهم يسن الامام وعبدالله حسن احمد والمحبوب، وحتي الترابي نفسهمن ابناء البحر. في المقابل كان هناك الكثيرون من ابناء الغرب في صف الوطني، احمد هرون، حسبو، كبر، ساطور
أرجو أن أؤكد لك أيها الأخ العزيز كاتب المقال أن الاعتراض على الأخ حميدتى ليس قائما على أساس عرقى أو جهوى بل على أساس تاريخ الرجل الملطخ بدماء أهلنا الأبرياء في دارفور وكردفان. واعتقد أن كردفان ودارفور لديهما من هو أفضل من حميدتى لتقديمه لقيادة البلاد.
#1837910 [Ali Ahmed]
06-26-2019 12:09 PM
قبل الدخول في هذا السرد التاريخي لا زم تعلم أن هذا الحميرتي نفسه أكبر وأول العنصريين، وإذا مورست عليه العنصرية فذلك جزاء من جنس العمل، فكيف تحلل وتفهم تقسيم الناس في دارفور إلى زرقة وعرب، علما بأن أولاد البحر يعتبرون كل من يأتي من تلك الأنحاء غرابي بصرف النظر عن تقسيمات حميرتي وجماعته من العنصريين الجهلاء
#1837908 [علاء خيراوى]
06-26-2019 12:05 PM
لم تنصف الثورة ولا الثوار اخى اسماعيل
لم تنصف الشباب وانت تسوق بيانك التاريخى ومسوغاته لتربطه بالحاضر
حميتى كرّم بعيد الثورة وكرم اسمه وثمن موقفه عندما اعلن عن انحيازه للشارع
ليتغاضى الجميع لحظتها عن ماضيه وماضى عصابته فى دارفور
عندها امسك الناس انوفهم كما يقول الخواجات و قبلوا بحمتى فى ثوبه الجديد ليس انكارا لجرائمه ولكنه فقه اقل الاضرار
قبله الناس وفى القلب حسرة و خجل من اهل دارفور و كذلك اليمن
الى درجة ان غنى البنات اسمه دون وعى واستنارة
وعاداه الشعب بعد ان قتل وكذب وباع الامر واغتصب وسحل و ضرب الشيوخ بالسياط
عاداه الشعب لانه عاداهم و يحاول وأد ثورتهم و ينهى طموحهم وحقهم المشروع فى الحياة الكريمة
عادوه كما عادوا البشير و ابنعوف و كباشى و ياسر العطا
لاسف كلامك فارغ المحتوى ليس لدى اغلب السودانيين ما تتظن ، نحترم ونجل كل مكونات غربنا الحبيبب .
ياخي جيب لينا واحد متعلم واحكم
يعني اسي انت يا زول خلينا من الجهة الجاي منها حميدتي انت شايف انه الزول العوير دا بنفع يبقى رئيس
دا زول عنقالي و قاتل و تجي تقول لينا جهوية و كلام فارغ الفلول هو ذاتو منهم ارجع لي ورا شوية بتلقاه
و لا انت بتكتب كلام و السلام جاي تشكر لينا الراكوبة في الخريف
No words for such absolute sickness.
مقال عنصرى وغير موفق ... فحميدتى سفاح ومجرم ... والحملة التى تشن عليه ليس لأنه من الغرب ... ولكن بسبب الجرائم والانتهاكات الى ارتكبها ... ومازالت مستمرة ... والتى هى عينة صغيرة من جرائمه الى تقوم بها مليشياته المجرمة فى دارفور منذ 2003 ... فلا داعى لهذه النظرة العنصرية ...ولو كان حميدتى من الشمال فكان سيجابه ايضا بنفس الحملات والاستنكار ... فلا داعى لمثل هذه العقد العنصرية التى يحملها بعض مثقفى الغرب ... فالشباب اليوم قد تركوا كل ذلك ورائهم ... واصبحوا وحدة واحدة فى حلمهم بسودان جديد ... وقد بدأ ذلك واضحا فى ساحة الاعتصام المجيد ... وتذكر هتافهم ايام الثورة : ياعنصرى يامغرور ... كل البلد دارفور
يعني حملة كراهية تشوف والقتل والاغتصاب والتعذيب ماتشوف يا استاذ.
|
إسماعيل عبد الله
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|