ربما يلزمني الاعتذار مقدما عزيزي/تي القارئ/ة ان كان العنوان الاعلاه مضلاً بعض الشيء ويبدو من النظرة الاولي وكأن الامر له علاقة بحديث (كباشي) الجيران ومجلسه العسكري عقب مجزرة فض الاعتصام التي حدث فيها ما حدث ..! ابدا .. لعل التشابه نتج من ان قضيتنا التي نحن بصدد اثارتها هنا عنوانها مجزرة شبيهة تحدث في صمت وفي مكان آخر بعيدا من عيون الأعلام الرسمي والقنوات الفضائية، وإذ نستعير من الجار (مفرداته العاجزة) بغية لفت انتباه مسؤولينا لحالنا المعتل! فانما نفعل ذلك دون النية البته في اطلاق تلك الاكاذيب التي صاحبت مجزرة العسكر - والحق يقال- في هذه القضية التي بصددها، وجدت نفسي عاجزاً تماماً كما الـ"كباشي" لم اجد من بين مفردات اللغة وسيلة افضل من لغة "وحدث ما حدث" لتسعفني، وبالتالي أشرح بها ما يحدث لبني جلدتي في بلاد الفراعنة.
ياترى هل لحكومتنا علم بما "يحدث" لرعاياها من (بنات وابناء جنوب السودان) في جمهورية مصر العربية؟
دار لغط كثير في الأونة الآخيرة حول الوضع المأساوي الذي تعيشه الجالية (الجنوب سودانية) في مصر .. تضاربت الاقوال .. تعددت الروايات.. اختلطت حابل الوقائع بنابل الأكاذيب لدرجة يصعب الجزم باليقين وسط كم من هذه المغالطات!!، غير ان ثمة حقيقة واحدة مؤكدة وواضحة وضوح الشمس في كبد السماء؛ وهي ان مجتمع جنوب السودان في مصر ليس بخير ابدا.
عناوين مجازر ومشاهد مصورة من طرف نشطاء اسفيريين، غاية في المأساوية تملأ مواقع التواصل الاجتماعي، تحكي بالصورة والصوت عن انشطة اجرامية لعصابة "النيقرز" التي داومت على توزع الموت للجنوبيين بالمجان متى شاءت وكيفما ارادت وعلى مرأى السلطات المصرية ولا جهة تحرك ساكنا، وهذا أمر محير!! لانه يتوجب علىبالسلطات المصرية ووفقاً (للأعراف الكونية) انها المسؤولة عن الحماية الكاملة لكل من يتواجد داخل اراضيها، وسؤالي هو: من المستفيد مما يحدث للجنوبيين في مصر؟
ايضا هناك انباء آخرى ذاع صيتها بشدة ومبعث قلق شديد الخطورة وتحكى عن تجار اعضاء البشرية .. ينشطون في اصطياد (ذات الضحية) بالمكر والدهاء والتربص المستمر .. والنتيجة واحدة .. ازدياد افقي ورأسي في اعداد الموتى وسط الجنوبيين ... والضرورة هنا تبيح لنا تكرار السؤال: هل سفارتنا بجمهورية مصر العربية ( صماء بكماء عمياء) لا ترى ولا تسمع بكل هذه الحكاوي المأساوية؟؟.
حتى وان افترضنا ان كل هذه الروايات التي نشاهدها بـ"الصورة والصوت" مجرد شائعات مغرضة لا تمت الحقائق بصلة، وهذا (غير صحيح) أليس من واجب السفارة اذن ان تقوم بتنوير الناس وتمليكهم الحقائق التي تدحض هذه الشائعات وبالتالي تكون قد دفنت الاكاذيب؟
ان ابسط ما يمكن ان تقوم به سفارتنا في مصر للحد من الاجرام المنظم الذي تخصص في قتل الجنوبيين بشتى الوسائل هو ان تقوم (اليوم) قبل الغد بمخاطبة السلطات المصرية وحثها على القيام بواجبها الأمني في توفير الحماية لبنات وابناء جنوب السودان داخل اراضيها .. هذا ان كانت السفارة فعلا تريد ان تحفظ ماء الوجه لنفسها من اللوم.
اخيرا يؤسفني الذي يردده الكثيرون من الاصدقاء في سبيل تبريرهم "للموت المجاني" الذي تتعرض له جاليتنا في مصر، يقولون ان (جنوب السودان) هو المصدر وعنوان الموت الذي يلاحق ابنائه وبناته خارج البلاد بفعل الحرب التي شردت الألاف اللاجئين من الوطن ... وانا اقول لكل من يردد هذا المنطق ان الجنوبيون نزحوا بالفعل الي الشتات كي ينجوا بحياتهم لا ليموتوا .. بمعنى آخر .. لا يعني باي حال من الاحوال انه اذا لم يمت الجنوبي في بلده خلال الحرب فعليه ان يموت في الخارج... هذا المنطق لا يستقيم، واشاطر الكثيرون منهم الراي حول حقيقة اعتلال مجتمعنا الجنوبي بعلات قاتلة ساهمت في صناعة "ما يحدث" له، هذا صحيح ولكن علينا بالنظر بذات المنطق الي انه لجنوب السودان جاليات تعيش بذات العلات في كل دول الجوار في كينيا ، اوغندا ، السودان ، اثيوبيا، تنزانيا، وغيرها .. لم نسمع بوقوع هذه الجرائم المرتكبة في حقها في تلك البلدان بالطريقة التي نشاهدها في أم الدنيا، لماذا مصر تحديدا تتصدر عنوان هذه المأساة؟؟ للأسف مصر لم تعد أخت بلادي
وألقاكم.
سايمون دينق [email protected]
مع احترامنا للاخوة الجنوبين الا انه للاسف اخترتم الانفصال ولكم حزنا ولكم فرحتم به واتت الحقيقة المرة
لا نرضي لكم الاهانة والذل لكن للاسف ليس لدينا حكومة مجلس يرأسه الحميرلاي حميدتي لا يهش لاينش انتظروا الحكومة المدنية
المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.