صلاح عبد الخالق .. العودة إلى كولومبيا
06-27-2019 07:09 PM
الحصة الأولى
صلاح عبد الخالق .. العودة إلى كولومبيا
في حواره مع الفرنسية (24)، تلعثم الفريق أول صلاح عبد الخالق كثيراً، وارتبك أمام الأسئلة السهلة، فجاءت الكثير من إجاباته؛ إما مُفككة و شديدة السيولة، أو مخاتلة ومُلتفة حول الحقائق.
فلا يزال الرجل يصر إصراراً (مرتبكاً) أن ما حدث في (ليلة الغدر)، كان محض خطأ غير مقصود، فالقوات التي اقتحمت ساحة الاعتصام كانت متوجهة إلى (كولومبيا)، التي وصفها ببؤرة كانت تمارس فيها كل موبقات (الدنيا)، وكأنه أراد أن يقول إن هذه المساحة تحت جسر النيل الأزرق لم تكن موجودة قبل الاعتصام، وإنها ناجمة عنه، وهذا مجافٍ للحقيقة المحضة، فكولومبيا سبقت الاعتصام بسنوات طويلة، وكانت حكومة المخلوع البشير ولجنته الأمنية التي تضم صلاح عبد الخالق ورفاقه في المجلس العسكري الانتقالي تعلم بوجودها، وتصرف عنها النظر وتغض البصر، لأنها كانت نتيجة مباشرة لسوء إدارتهم للدولة وللظلم الاجتماعي الرهيب الذي لحق بالمواطنين البسطاء جراء الفساد العميم الذي وسم حكومة المخلوع بكل مؤسساتها وأذرعها، وهذا لم يعد ولم يكن في الأصل محل نقاش أو جدل.
إذاً (كولومبيا) كانت قائمة منذ سنوات قبل الاعتصام، وكان (الكولومبيون) يمارسون نشاطهم بشكل عادي ويومي على مرأى من أجهزة الدولة الكيزانية الفاسدة، ولا أحد ينبس ببنت شفة، ولو فعل لضربوا عنقه بشكل ما.
بطبيعة الحال، لن يستطيع صلاح عبد الخالق وغيره، أن يقنع الرأي العام الداخلي والخارجي بأن فض الاعتصام نجم عن سوء تقدير للقوة المسلحة التي أمرها المجلس بفض كولومبيا فغيرت مسارها (لوحدها) وبتصرف من قادتها الميدانيين إلى ساحة الاعتصام وفعلت ما فعلت (وحدث ما حدث)، لأن هذه الرواية شديدة البؤس والضعف سبق أن سردها (الكباشي) فكانت خصماً على المجلس ووضعت مصداقيته على المحك، وها هو عبد الخالق يصر عليها، فيكرس للمزيد من السخرية التي يخلقها المجلس ثم يبدي ضيقه وتبرمه منها.
والحال كذلك، فإن الرجل لا يقدّم إجابة مقنعة عن أسباب قطع الإنترنت، فيعزو ذلك لأنه بات يشكل خطراً على الأمن القومي والسلم الاجتماعي وأن الكثير مما أسماها (الفبركات) كانت تتداول على الشبكة، وكادت تؤدي إلى انفراط خطير في القضارف وبورتسودان، بحسبه.
لكن الواقع، يقول إن المجلس لم يأمر بقطع الشبكة تزامناً مع أحداث القضارف أو بورتسودان، بل تأخر كثيراً في التدخل فيها وحسمها ولا يزال لا يضع معالجات جذرية بشأنها، وإنما تم قطع الانترنت مباشرة بعد مجزرة القيادة، ولولاها لما قطع، واللبيب بالإشارة، أو بدونها يفهم.
قال صلاح، كلاماً كثيراً عن مسار التفاوض والمبادرة الإثيوبية ودعوة قوى إعلان الحرية والتغيير لمسيرة 30 يونيو، وخلافها من الأمور التي تشغل الساحة السياسية السودانية في هذه الأيام العصيبة، لكن ما قاله كان أقرب للهرطقات، لذلك نتركه، ونأتي إلى المهم، وهو زعمه أن مجلسه لا يريد السلطة وأنه مستعد لتسليمها اليوم قبل الغد، ونقول له إن المجلس العسكري الانتقالي يريد السلطة بل ويتشبث بها ولا يرغب في تسليمها أبداً، لأنه يتخوف من حكومة مدنية، وصلاح عبد الخالق يعلم ذلك جيداً، وسنخصص مقال الغد لسرد الأسباب التي تجعل (العسكر) يخشون حكومة مدنية.
اليوم التالي
|
خدمات المحتوى
التعليقات
#1838290 [سوداني اصيل]
06-27-2019 08:01 PM
مكتوب في وجة سكران
زول سكران ديما
امثل المجلس العسكري كيف
صعاليك لا اكثر
|
عبدالجليل سليمان
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|