هل نعيش الآن عصر ”المرشح المنشوري في السودان“؟
06-28-2019 01:36 PM
هل نعيش الآن عصر “المرشح المنشوري” في السودان؟
المرشح المنشوري رواية خيالية كتبها المؤلف الأمريكي ريتشارد كوندون في نهاية خمسينيات القرن الماضي .. وتحولت الى فيلم سينمائي .. وتتناول أحداث وقعت اثناء الحرب الباردة والحرب الكورية .. غير ان مصطلح المرشح المنشوري صار يطلق في أدبيات السياسة في الغرب على الشخص خاصة السياسي الذي يتم استخدامه بواسطة العدو كدمية أو بتعبير اليسار مغفل نافع .. ولذلك كثيرا ما يتردد التعبير أثناء الحملات الانتخابية الرئاسية الأمريكية إذا ما ظهر على المسرح السياسي أحدهم به شيئ من مواصفات المرشح المنشوري .. وبالرغم من أن الاصل في المصطلح يرجع الى رواية خيالية ثم تحولت الى السينما الا ان اثارها امتدت وتشعبت الى أبعد من ذلك .. وتحكي الرواية تفاصيل مؤامرة حيث تم أسر فصيل من الجنود الأمريكيين الذين تعرضوا لغسيل مخ من قبل الصينيين والسوفيت في منشوريا .. تم تمت اعادتهم إلى أمريكا وتمت برمجتهم لخدمة أجندة المعسكر الشرقي .. وهكذا أصبحوا بمثابة حصان طروادة ينشر الرعب والخوف ويفسد الحياة السياسية .. وهذا المصطلح تطور واتسعت مدلولاته وصار يستخدم عموما للتعبير عن النفاق والخيانة والفساد والكذب والتحريف والتواء المنطق .. كذلك إشاعة الاتهامات والبهتان وخلق الأكاذيب ضد الخصم بدون برهان أو ببرهان زائف كأنه البرهان .. على أي حال هذا قليل من كثير دهاليز سياسات الحرب الباردة وصراعاتها الدائرة بين المعسكرين الشرقي الذي يمثله حلف وارسو بقيادة الاتحاد السوفيتي والغربي الذي يمثله حلف الأطلنطي بقيادة الولايات المتحدة ..
ولكن ما شأن كل هذا بما يجري في السودان؟
ربما السيناريو الاصلي لـ “المرشح المنشوري”يظل مستبعدا حدوثه بصورته القديمة التي انتجها النجم الأمريكي المعروف فرانك سيناترا .. ولكن ما بال النسخة الجديدة التي تناولت احداث حرب الخليج بطولة دينزل واشنطن وميرل ستريب .. على كل تظل الفكرة الاساسية قائمة وهي تكاتف جهود وقوى شريرة خفية غريبة تتمتع بامكانيات هائلة مشبوهة المصادر تسعى بكل الوسائل للسيطرة على مفاصل الدولة المستهدفة .. والنتيجة خلق الكثير من القلق والتوترات السياسية وسقوط الضحايا .. وربما في الحالة السودانية للمرشح المنشوري برزت على مسرح الأحداث صورتان متقابلتان متناقضتان صورة الطهر والوفاء والبراءة وفي المقابل صورة الخيانة والتآمر والخبث ..
وربما يقول قائل أن تلك مجرد رواية من روايات الخيال العلمي وأضغاث أحلام ولكن أحيانا قد تبدو الحقيقة أغرب من الخيال عندما نتامل الوضع الراهن في البلاد ..
د. الفاتح ابراهيم
واشنطن
[email protected]
|
خدمات المحتوى
|
د. الفاتح ابراهيم
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|