بات السودان مروعاً في سربه
07-02-2019 12:58 AM
(بات السودان مروعاً في سربه، فاقدا قوت يومه، حيز للأجنبي بحذافيره...)
في نزاع المجلس "الانتقاذي" و قيادة قوى الحرية و التغيير على السلطة، أن كلا الفريقين لضعفه الذاتي، جراء تردي الاقتصاد و التشرذم السياسي، لا يستطيع الاستحواذ على مقاليد الأمور إلا بالتعويل على الخارج في الغلبة على الآخر، مما أفضى بالسودان إلى الاستلاب و الاغتراب.
فضعف المجلس العسكري يكمن في عريه من أي غطاء دولي، و تكاثف الضغط الدولي و الإقليمي عليه لتسليم السلطة للمدنيين في أجل مسمى.
و لتسيير الأمور يضطر المجلس العسكري لتلقي دعم من "حلف الثالوث الصهيوني"، ذلك الحلف الذي هو فيروس أمريكا في المنطقة لشل أي حراك شعبي تحرري من حظائر الدكتاتوريات، و هو لا يجرؤ على مؤازرة عسكر السودان لتمكينهم في الحكم دون ضمان رضا آمرته أمريكا.
و الهدف من دعم السعودية والإمارات ماديا، و مصر معنويا، للمجلس ليس حبا في سمرة السودانيين، و إنما لأجل ضم السودان لمنظومة أمريكا في الشرق الأوسط، و ذلك يعني احتواءه - موقعا و موارد، و للاستفادة من قواه العسكرية بعد تأهيلها و تسليحها لاستغلالها في حروب الوكالة، بعد نجاح تجريبها في عدوان السعودية والإمارات على اليمن باسم إعادة الشرعية إليه.
و بذات القدر، لن يستطيع المجتمع الدولي مخالفة رغبة أمريكا، مهما أبدى من استعداد أو بذل من (مواعيد عرقوب) لقوى الحرية والتغيير، فهو ليس بقادر على الوقوف معها لطغيان الصبغة اليسارية على قيادتها. و ليس بغائب عن أحد أن أمريكا لا تقبل بوجود أي قوى مستقلة عن نفوذها، و لا تنسجم توجهاتها مع سياساتها.
و في آخر المطاف، فإن ركون المجلس إلى نصرة حلف الثالوث الصهيوني، أو اطمئنان قيادة قوى الحرية و التغيير إلى ما يسمى بالمجتمع الدولي لن يعود على أيهما بطائل، و إنما هو للوفاق بينهما حائل؛ و لا رجاء غيث من برق خلب.
و كيف يفرح الشريكان المتشاكسان توهما برحمة الأجنبي، و هما يعلمان أن الدول ليست منظمات خيرية، إذ (كل يغني على ليلاه)؛ و من يطرب لمعزوفة التدخلات ضل و تاه...
فالبون شاسع بين العلاقات الدولية القائمة على تبادل المصالح في ندية، و بين استغلال الضعف للتدخل في الخصوصية.
و ليت الغريمين بستمعان للمبادرات الوطنية فهي التي تقرب، و لكن (زامر الحي لا يطرب)!
محمد حسين
[email protected]
|
خدمات المحتوى
|
محمد حسين
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|