المقالات
السياسة
السودان الى أين بعد إنتصار الثورة
السودان الى أين بعد إنتصار الثورة
07-02-2019 01:03 PM

سقطت اقنعة الزيف والضلال وانتصر الشعب السوداني بوحدته وصموده ضد العسكر ... لقد انهزم المجلس العسكري بعد أن راهن على فشل مليونية ٣٠ يونيو .. وأثبت جموع الشعب في كل المدن السودانية وقوفهم ضد الانقلابيين من بقايا حكومة الجبهة الإسلامية ... تلاميذ البشير الذين انهزموا كما انهزم قائدهم وقذف به إلى مزبلة التاريخ .. لقد ثبت أن سلاح الثورة السلمية هو الاقوى من سلاح العسكر والجنجويد الذين ملأوا شوارع الخرطوم وكل المدن السودانية ..وقد أكد تحالف قوى الثورة السودانية قدرتهم الكبيرة في التنظيم والإدارة الفاعلة لتجمعات الجماهير الثائرة وتوجيه تظاهراتها السلمية في كل المدن السودانية لتحقيق الأهداف المعلنة وهو ما أذهل العالم وبذلك أصبحت الثورة السودانية هي الثورة الشعبية السلمية الأولى على الإطلاق في العصر الحديث ولم يسبقها إلا الثورة الفرنسية في العصور الوسطى في حينها.. فالتحية لأرواح الشهداء والشفاء العاحل للمصابين .. ونؤكد بأن السودان موعود بالتغيير الشامل في كل مناحي وأوجه الحياة فيه بعد أن تجاوز شباب الثورة العقلية العنصرية المتطرفة والمتعجرفة التي طغت على عقلية العروبيين وقيادات الإسلام السياسي الذين فرضوا انفسهم على المشهد السياسي منذ دخول العرب إلى السودان الى يومنا وهذا لعمري هو الانتصار الحقيقي الذي نأمل أن يستمر لاستئصال كل بؤر الفساد والعنصرية الفظة التي هلك السودان وشعبة الأصيل .. كما نؤكد بأنه لا خيار ات أخرى بعد أن إفتضح أمر قيادات المجلس العسكري الإنقلابي .. وعليهم تسليم السلطة للمدنيين والمدنيين فقط بعدها يمكننا التحدث عن الحوار والتفاوض مع الحركات المسلحة لتحقيق السلام والاستقرار .. كما يمكننا الحديث عن نظام الحكم وآلياته ... الهوية ومصادر التشريع ... لابد من فصل الدين عن الدولة لان الخلط بينهما هو ما أدى إلى تسلل الانتهازيين والمفسدين لتخريب الأمن والأمان والتعايش السلمي الذي ورثناه منذ الأزل ورغم خلل ذاك الموروث الا أن الإنسان السوداني في الهامش قبل ظهور الإسلام السياسي على المشهد كان يعيش في سلام وإطمئنان كبيرين ... لقد أصبحت الآمال كبيرة لتغيير أوجه الحياة الكئيبة التي أدخل الأحزان في قلوب كل بيت حتى في المدن التي تشهد الفظائع من الانتهاكات هذه الايام علينا التفكير في السودان كدولة أفريقية متميزة .. وشعب فريد ومتنوع ... علينا التفكير في طريقة الحكم الذي يتناسب مع هذا التنوع الإثني والثقافي .. الديني والفكري .. علينا التفكير في طريقة إدارة الاختلاف والصراعات المزمنة .. أسبابها وجذورها علينا التفكير في الإهتمام بالإنسان السوداني وكيفية تطويرة وتنمية امكانياته وقدراته الكامنة علينا التفكير في خلق الاستقرار الكامل في هذا السودان والمنطقة الإقليمية... علاقات حسن الجوار والإحترام المتبادل لسيادة كل الدول المحيطة بنا ..لابد من بتر الأيادي التي تطال للتلاعب بهوية السودان وسيادتة بهذا يمكننا أن نلعب دورنا الريادي في قيادة أفريقيا التي نفخر بالإنتماء إليها علينا أن نعتز ونفتخر بسودانيتنا كشعب له جذورة الأفريقية الممزوجة بالعروبة وهو ما يميزنا عن غيرنا وبذلك يمكننا أن نلعب الدور الإيجابي الكبير للوصل بين أفريقيا والعالم العربي .. علينا أن لا ندعي بأننا عرب ونحن غير ذلك ولا يمكن أن نكون كذلك إلا بقدر ما يستحق أن نكون .. علينا الإعتراف بأن الثقافة العربية هي الثقافة الغالبة كما علينا الإعتراف بالثقافات الأصلية الأخري والعمل على تطويرها كحقوق للشعوب الأصيلة في السودان .. بهذا فقط يمكننا التعايش مع بعضنا البعض في دولة السودان الحالية وإلا فسوف يكون لكل مقام مقال.
وإلى الأمام والكفاح الثوري مستمر والنصر أكيد باذن الله
صديق منصور الناير





تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 232

خدمات المحتوى


التعليقات
#1839477 [الكيك]
0.00/5 (0 صوت)

07-02-2019 07:20 PM
حقتنا دي يا بني ثقافتنا السودانية وهي تختلف عن ثقافة كافة العربان معليش قل اللغة العربية جزء من ثقافتنا السودانية. نحن سودانيون نتميز على العرب والأفارقة بمزيج ثقافتنا السودانية المكونة من عناصر متنوعة ولكن متجانسة في هذا المزيج الذي يشكل المزاج السوداني الموحد بالقيم المرعية من الجميع وليس لاختلاف السحنات والألوان واللهجات أثر مخل بالمزاج العام وبالشخصية السودانية المميزة عما عداها.


صديق منصور الناير
صديق منصور الناير

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة