عندما يفقد قادة الجيش والشرطة هيبتهم
07-03-2019 06:30 AM
عندما يفقد قادةُ الجيش والشرطة هيبتهم
إقتباس:
كتب الأستاذ/ على عجب بموقع "سودان فور أوول" متصديّا لترّهات محمد عثمان إبراهيم وكلامه المعيب في حق الشعب السوداني ، كتب يقول :
( .. واي عين مجردة من الهوي والرمد الصناعي، يمكن ان تري مثل ضوء الشمس عدم مهنية الشرطة السودانية وهي تعتقل وزير داخليتها، هذا الشخص ناهيك عن حصانته فانه في التراتب الوظيفي للقوة التي قامت بالقبض عليه يعتبر امرا وناهيا من حيث التوجيه وتلقي التعليمات، كما وانه اولي من قاضي المحكمة العليا الراحل طيب الذكر مولانا عبد المجيد امام، بالشرعية الاجرائية تلك السلطة الدستورية المطلقة التي جعلت مولانا عبد المجيد امام قاضي المحكمة العليا يقف امام قوات الشرطة التي كانت في طريقها للتصدي للمسيرة التي كانت تسير نحو القصر بغرض تسلم مذكرة للفريق عبود مطالبه اياه بالتنازل عن السلطة، وقف عبد المجيد امام استنادا الي تلك الشرعية امام تلك القوات مخاطبا الضابط امرا اياه بصوت جهور: انا عبد المجيد امام قاضي المحكمة العليا بهذا امرك بالانسحاب وعدم التعرض للمسيرة السلمية، فوقف المقدم شرطة قرشي فارس في وضع انتباه واعطي التحية لقاضي المحكمة العليا وسحب قواته، ظلت هذه سابقة يحتفي بها كاحدي منارات احترام حكم القانون في تاريخ هذه البلاد.. )
قوس قزح المعارضة ، أو ، الرعب الناعم !
كنت قد إقتبست كلام الأستاذ/ علي رجب في بوست لي بالعنوان أعلاه نُشر منذ عشرة أعوام في سودانيز أون لاين، حينما كان الحلُمُ قريباً، فضاع من يديْنا. وإذا أزحنا الحُجى جانبا (حُجوةْ إنحياز الجيش للشعب) سنجد أنّ البوليس هو الصديق الوفي للجماهير؛ ولذا كانت الأنظمة الدكتاتوريّة تهمشّه مستعينةً بجهاز الأمن - تلتقط عناصره من الفاسدين في جهاز الشرطة والجيش ومخابراته، ومن المدنيين الإنتهازيين الذين يبيعون ذمتهم لكلّ قابضٍ على السلطة، أو من المتوهِمين بأنّ العسكر هم الأجدر بقيادة البلاد من الأحزاب المدنيّة الفاسدة. أمّا في عهد "الإنقاذ" في زادت على هؤلاء، بل وضعت في الصدارة عناصر تنظيمها من "الأخوان المسلمون" ممن تدرّبوا سابقا في القوّات المنظّمة، ومن تدرّبوا لاحقاً في معسكرات سريّة أو في الخارج في أماكن يُسيطر عليها رصفائهم في تنظيم الأخوان العالمي. وشوّهت إسم الشرطة بأن أقامت من هؤلاء، مضيفة لهم مَن يغريهم المال، تنظيمات تعمل في العلن مثل شرطة النظام العام. فإختلط الأمر على كثير من الناس.
ما رأيناه في 30 يونيو، يوم الشهداء، لجماعةٍ من الشباب وهم يساعدون جماعةً من الشرطة الذين إنزلقت سيارتهم ووحلت في الترتوار الذي يفصل الطريق إلى إتجاهيْن، حيث شمّر الشباب عزيمتهم ورفعوا السيّارة حتى تمكنت من تجاوز الصكّة. كان الشباب يتبادلون التهاليل والتصفيق مع أفراد البوليس. هذا المنظر، وما أثاره من تداعيات الصور العديدة التي كنّا نشاهدها من أشكال التضامن بين الشباب والشّابات الثائرين وجماعات من جنود العسكر والشرطة وضباط، هو ما دعاني لأمعن النظر في تلك الهوّة العميقة التي تفصل القواعد عن قادتهم في هذين الجهازيْن العسكرييْن.
بكيْتُ يوماً (كما أنا أبكي الآن) وأنا أشاهد الفيديو الذي نقل لنا المشهد، مع ضبّاطٍ وجنود وهم يبكون قائلين للمتظاهرين: (ما قادرين نحميكم..) أحسست بمدى الخذي والعار الذي كان يلفّهم، بمدى الأسى والوجع الذي كابدوه وهم يرون شباب وشابات مذهولين لفرط العنف وبشاعة القتل والتجريح الذي مارسته "الجنجويد" وهي تفضّ الإعتصام.
لقد كانت خيانة عظمى، لأنّ المجلس الإنتقامي كان قد تعهّد لقوى الحريّة والتغيير، وللعمتصمين بأنّه لن يمارس القوّة تجّاههم.. فما بالك والقتل والإغتصاب، الحرق، الضرب بالسياط والعصا، رميْ الجثث في النهر في محاولة لطمس الجريمة. إنّ حميدتي، الذي نفّذت مليشياته الأوامر، ليس هو المسؤول عن الجرائم التي إرتُكبت - فهو قد تربّى على إرتكاب الفظائع - المسؤول الحقيقيّ هم جنرالات الجيش الذين أذعنوا لمجرم وخنعوا لأوامره، الذين أخلوا له الساحة من "قوّات الشعب المسلّحة" ليمرح فيها بجنجويده الذين روّعوا الأهالي في الغرب والنيل الأزرق، ليمارس هوايته العظمى في العاصمة المثلّثة.
لا ريْب أن جنرالات المجلس الإنتقامي الآن في وعصة؛ فهم يعلمون علم اليقين أنّ شعار: (الدم بالدم.. ما بنقبل الديّة) ليس مجرّد شعارات تُطلق في الهواء وسوف تذهب مع الريح، وحميدتي يعلم أيضا علما لا ريْب فيه بأنّ جرائم القتل، والجرائم ضدّ الإنسانيّة لا تبطُل بالتقادم..
فالقصاصُ قادمْ
مقتطف من قوس قزح المعارضة..:
(لوْحتُنا القديمة كانت فقيرة الألوان، لون أو لونين، يرسمها حزب أو حزبين، لتعلّق في دواوين وقاعات وبرندات الحكومة.. أما اليوم، فقد احتشدت اللوحة بالأحزاب (أقصد الألوان) المغيّبة، والتي لم تجرّب من قبل؛ وبعض رسّاميها هذه المرّة أتوا بخاماتهم من قعر دورهم، من جبال النوبة وتلال البحر الأحمر ومستنقعات الجنوب.. ولتزيّن سماء الوطن كلّه.
فالعواء الذي تطلقه السلطة اليوم لتفرّق به السحب المتجمّعة لن يجديها، والرصاص الذي تهدّد به لن يسقط الغيمة. بل سيُسقِط عنها أوساخها التي تلطخت بها، وأوجاعها التي صعدت معها من ساحات القهر والفقر والجوع، فهي وحلٌ سيصعب خوضه على الجميع.
فخراج غيمة اليوم صعب المنال، فهو ليس بمال، ليذهب إلى خزائن السلطان أو جيوب سدنته.. فخراج اليوم مستودعه القلوب والأفئدة. مصنوع ومجبول من الأمل والتوق والشوق، من لغة ليس لها خانة في دفاتر النظام الذي لا يفقه إلا لغة الأرقام!)
عادل عبد الرحمن
[email protected]
|
خدمات المحتوى
|
عادل عبد الرحمن
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|