أن يصبح شعار القتله مثلا يحتذى... لكن حدس ماحدس.. الخطيئة الأولى...
لا شك أن البشير كان عبئا ثقيلاً على السودان و لكنه كان يمثل الملاذ الآمن للمؤتمر الوطني الكيزاني و قد ظلت قياداته تتمسك باستمرار في رئاسة البلاد لتحظى بنعيم دائم فضلا عن بقائها في مأمن من أية مساءلة قانونية ؟
لكن الشعب المعلم نهض من كبوته و قدم ثورة سلمية حقيقية واجهها النظام القمعي بالبطش و باءت محاولات الوصول إلى القصر بالفشل و تخليدا لذكرى ابريل المجيدة تقرر التوجه إلى القيادة العامة في اليوم السادس منه ؛ و بعد ضمان وصول الثوار تقرر الاعتصام و قد حقق نجاحا منقطع النظير بعد أن وجدت مساحات مقدرة في وسائل الإعلام العالمية بسلميتها الأمر الذي اقلق مضاجع النظام الكيزاني و بخاصة نزير شؤمهم البشير؛ و حتى اليوم العاشر من ابريل لم يكن لدى المجلس العسكري نية التضحية بالبشير و بخاصة أن له افضال جمة على قيادات القوات النظامية بمختلف أفرعها إذ بفضله حصلت على الرتب والانواط والنياشين و المزايا ليس لمهنيتهم بل لولائهم الشديد له ؛ فهل تعتقد بعد ذلك أنه كان حملا ثقيلا على المجلس العسكري؟
نعم المجلس العسكري مدان من قبل الثوار لأنه لا يملك زمام أمره فبعد أن كان خاضعا لإرادة البشير اصبح مخدوعا من قبل دول المحور ؛ فإن كنت ترى أنهم حققوا مكاسب من انقلابهم الدموي فيكون المجلس مدين للدول المذكورة و ليس للثوار الذين احسنوا الظن بهم فهذا ليس عيباً في حد ذاته لكن اقتضته الضرورة الظرفية و قد قضت إرادة الله أن تتم تعريتهم أمام العالم أجمع.
خلاص القول في رأي المتواضع أن الشعب فعلا شعب معلم خلق من العدم ثورة حقيقية رائعة مكتملة الاركان و ادهشت العالم
و إن لم تؤتى اكلها بعد فمشوار المليون ميل يبدأ بخطوة؛
إن لم يكن الشعب قد تعلم من تجاربه السابقة لبقى في مساكنه منذ البيان الأول في 11 ابريل ؛ و لما سمعنا الشباب يردد سقطت ما سقطت صابنها و لم خرجت الملايين في يوم 30 يونيو و لرفعت الاقلام و جفت الصحف و لكن لا زال الشعب مدرك بوعي كامل إن النظام لم يسقط بعد و أن الثورة مستمرة.
خارج النص : أحسب أن السودان كان نكرة لدى الكثيرين قبل اندلاع ثورته المجيدة و لكنه بفضل الله و بسالة شعبه فقد اصبحت سيرته العطرة تمضخ بلدان العالم الحر؛ و دمتم بكل الود ؛؛؛