المقالات
السياسة
هل نحن بحق شعب معلم؟
هل نحن بحق شعب معلم؟
07-03-2019 12:30 PM

قراءة ناقدة لمآلات الثورة السودانية!!!
مواصلة للمقالات السابقة والتي عادة عنوانها طرح سؤال وقد يكون السؤال تهكمي الغرض منه علاج وبث النشاط والحيوية في حالة الركود الفكري التي تنتابنا هذه الأيام و أسئلتي يمكن إعتبارها محاولة متواضعة للخروج من أزمة السودان الحالية وماقبلها وقد لا حظت ان البعض يقرأ العنوان فقط ثم يجيب علي السؤال وقد علمونا سابقا أن فهم السؤال نصف الإجابة!
حكمنا البشير وعصابته ثلاثون عاما ثم تم التجديد لهم منذ الحادي عشر من أبريل مع تبديل بعض المقاعد وأوهمنا المجلس العسكري بأنه انحاز لطموحات واحلام شباب الثورة في محاولة فجة وخبيثة لسرقة الثورة وللأسف نجح المجلس العسكري في اللعب بعقولنا بفتح بوابات القيادة العامة للثوار ليساعدوه في الضغط والتخلص من البشير الذي لا يقوون علي مخالفة تعليماته وكانوا دمي يحركها البشير كما يشاء وجزء من منظومته الأمنية التي أذاقت الشعب ويلات العذاب وأوصلتنا إلي ماأوصلتنا إليه والكل يدرك ان البشير كان حملا ثقيلا علي كل من حوله حتي وداد لذلك فالمجلس العسكري مدان للثوار بأن ساعدوه علي التخلص من حمل لا يقوي علي تحمله.
نجح المجلس العسكري في ان يشغلنا بإبن عوف ونائبه في اليوم الأول للتغيير ليدعنا نقبل ونستقبل البرهان في ساحة الاعتصام بالأحضان ثم نعلق صور حميدتي في ساحة الاعتصام ونعتبره كرمز وطني ومخلص للشعب ونسينا دارفور وكردفان ونسينا مظاهرات 2013 ونسينا شهداء الثورة منذ 19 ديسمبر وحتي 11 أبريل واستدرجنا المجلس واستخف بعقولنا لنتردد علي قيادته وهذه هي الخطيئة الاولي
في تقديري ان هذه هي القشة التي قصمت ظهر الثورة والتي تم ارتكابها من ممثلي الشعب (قوي الحرية والتغيير )المفروض ان يكون معلم، لان ذلك أعطي المجلس شرعية واعتراف ضمني وكان الاولي ان يكون هناك عملية تسليم وتسلم داخل ساحة الاعتصام ليتفرغ الجيش لمهمته المقدسة وهي حماية البلاد والعباد ولكن حدث ماحدث!!!.
الخطيئة الثانية هي بداية الفرقة والشتات في صفوف قوي الحرية والتغيير بأن بدأ البعض يتكلم عن العلمانية وغيرها مما أعطي لكارهي التغيير الفرصة لتأليب جماعة عبد الحي والجزولي وخروجهم في مسيرة مايسمي دعم الشريعة، هذه التصريحات لم تكن في محلها وكان التوقيت خاطئ جدا ولكن حدث ماحدث!!!
الخطيئة الثالثة محاولة بعض منسوبي قوي الحرية والتغيير بالإنفراد بالعملية التفاوضية من غير الرجوع للمكونات الأخري مما أوقعهم في أخطاء كارثية في الوثيقة الدستورية وماشابها من عيوب ثم الدعوة للعصيان المدني المفتوح من غير الرجوع لحزب الأمة وهو مكون أساسي وقوة لا يستهان بها ومن الحكمة اصطصحاب حزب الأمة في الحراك ووقف عملية التخوين وقد استغل هذا الشرخ المجلس العسكري ووظفه لصالحه، هذا التصرف الغير مسئول جعل السيد الصادق المهدي يصرح تصريحات فهمت علي أنها في صالح المجلس العسكري واستغلت في دعاية مضادة ضد قوي الحرية والتغيير مما أضعف موقفها التفاوضي وشجع المجلس العسكري وقوات الدعم السريع في ارتكاب مجزرة فض الاعتصام وماأدراك مافض الاعتصام ولكن وللأسف حدث ماحدث!!!

الخطيئة الرابعة وهي أن لا أحد من قوي الحرية والتغيير يدرك أهمية الزمن وأن المجلس العسكري يجعل الباب مواربا للتفاوض والوساطات في الوقت الذي يطلق فيه الكباشي الأكاذيب ويواصل حميدتي في حشد الإدارة الأهلية وأخوات نسيبة وبقية منتسبي المؤتمر الوطني ليخرجوا في مسيرات داعمة للمجلس العسكري وهانحن نحن نري ان المجلس يفاوض الحركات المسلحة ويتصرف بأنه الحاكم الوحيد ولكن حدث ماحدث!!!

الخطيئة الخامسة: لا أحد يتكلم عن منسوبي النظام السابق والمفسدين ولم يتحقق لأي شخص رؤية المقبوض عليهم وهم قلة في سجن كوبر وهناك اشاعات ان البشير بالخارج وأتي به لإشغال الناس فقط بطائرة وأرجعته إلي دولة أخري وقد يكون هذا صحيح وقد يكون خطأ، ويبقي السؤال كيف خرج صلاح قوش وبيده جميع الأسرار وهل يؤتمن هذا المجلس علي البلد وهو يري المفسدين يخرجون أمام عينيه والأموال المسروقة يتم تحويلها خارج السودان والمجرمين أحرار طلقاء ولكن حدث ماحدث!!'

الخطيئة السادسة وهي قبول
المبادرة المشتركة والتي ترجئ التحقيق في فض الاعتصام وهذه أم الكبائر لانها توفر حماية للمجرمين للإفلات من العقاب ويجب ان لا نشتغل بتفاصيل المجلس السيادي ومن يرأسه والمجلس التشريعي وننسي دماء الشهداء ولكن حدث ماحدث!!!

الخطيئة السابعة وهي القبول بنسبة 7 مقابل 7 والرئاسة الدورية لتكون الدورة الاولي برئاسة عسكرية ونسينا شعارات:
صابنها ومدنية وغيرها، في تقديري هذا خطأ كبير ويعني وأد الثورة بتقديم تنازلات كبيرة جدا وهذا خطأ كارثي ولكن حدث ماحدث!!!

الخطيئة الثامنة: إنشغالنا بالتفاصيل التافهة مثلا أن البرهان شخصيته ضعيفة وحميدتي ليس له مؤهل تعليمي وغيرها ونسينا الكيزان وجرائمهم ونسينا مجزرة 29 رمضان ونسينا المفسدين الذين يصولون ويجولون أحرار وكأنهم لم يسرقوا قوت هذا الشعب ولم يدمرونا ،
مايهمنا ليس البرهان او حميدتي ومجلسهم العسكري ، مايهمنا انهم عساكر استولوا علي السلطة ويريدون الاستمرار لذا يجب ان نركز علي كيفية التخلص منهم من غير ان تنزلق البلد للفوضي، ولكن حدث ماحدث!!!
الخطيئة التاسعة: يبدو جليا ان قوي الحرية والتغيير وقادة الحراك يفتقدون للخبرة في المفاوضات وذلك لأسباب عديدة لا يسع المجال لذكرها وأنهم كانو غير مستعدين للتغيير ولم يكن يعرفوا ماذا سيفعلون بعد تغيير النظام وكلنا رأينا التخبط فلم يكن هناك علم بما سيتم فعله بعد ذهاب النظام في كل المجالات ويصيني المغص وانا اري المفسدين احرار وأبواق النظام السابق أمثال الخال الرئاسي والصادق الرزيقي والهندي عزالدين مازالوا يبثون سمومهم في الصحافة والفضائيات في عملية واضحة لوأد حلم الشباب.
سؤال برئ: هل كان من الممكن تغيير النظام السابق أو تغيير المجلس العسكري الحالي عن طريق المظاهرات فقط أم نحتاج في مرحلة من المراحل مساعدة الجيش وإذا كان ذلك صحيحا كيف لنا أن نحيد الجيش؟
هذا سؤال يحتاج اجابة من قوي الحرية والتغيير وإذا لم تكن لديهم الإجابة حتي الان فيمكن ان تمثل هذه المعضلة الخطيئة العاشرة مما يعني اننا في ورطة وللأسف حدث ماحدث!!!
الخطيئة الحادية عشر: لا أحد يسأل كيف للدعم السريع ان يضخ مليار دولار في ميزانية السودان ويبقي السؤال من أين لك هذا؟؟؟

وأخيرا كنا جميعا نراهن علي نجاح ثورتنا وان لم نفقد الأمل بعد ولكن مايجري وماتم الاتفاق عليه لا يبشر بخير في مقبل الأيام القادمة وحتي بعد الفترة الانتقالية لان تغول العسكر اصبح واضحا وأصبح مقبولا لحد ما عندما نري مسيرات الإدارة الأهلية المدفوعة الثمن وتجمعات اخوات نسيبة وعندما نري أن سقف التفاوض قد هبط وبحدة وإنني أري حاكما عسكريا وبلباس مدني بعد الفترة الانتقالية في أسوة بما حدث في مصر وياأسفي إن حدث ذلك!!!
ويبقي السؤال هل نحن مازلنا شعبا معلما؟
أترك لكم الإجابة!!! ولكم كل الود
د الصادق عمر التاي





تعليقات 2 | إهداء 0 | زيارات 622

خدمات المحتوى


التعليقات
#1839686 [معتصم]
0.00/5 (0 صوت)

07-03-2019 05:09 PM
أن يصبح شعار القتله مثلا يحتذى... لكن حدس ماحدس.. الخطيئة الأولى...


#1839648 [سعيد لورد]
5.00/5 (1 صوت)

07-03-2019 01:37 PM
لا شك أن البشير كان عبئا ثقيلاً على السودان و لكنه كان يمثل الملاذ الآمن للمؤتمر الوطني الكيزاني و قد ظلت قياداته تتمسك باستمرار في رئاسة البلاد لتحظى بنعيم دائم فضلا عن بقائها في مأمن من أية مساءلة قانونية ؟
لكن الشعب المعلم نهض من كبوته و قدم ثورة سلمية حقيقية واجهها النظام القمعي بالبطش و باءت محاولات الوصول إلى القصر بالفشل و تخليدا لذكرى ابريل المجيدة تقرر التوجه إلى القيادة العامة في اليوم السادس منه ؛ و بعد ضمان وصول الثوار تقرر الاعتصام و قد حقق نجاحا منقطع النظير بعد أن وجدت مساحات مقدرة في وسائل الإعلام العالمية بسلميتها الأمر الذي اقلق مضاجع النظام الكيزاني و بخاصة نزير شؤمهم البشير؛ و حتى اليوم العاشر من ابريل لم يكن لدى المجلس العسكري نية التضحية بالبشير و بخاصة أن له افضال جمة على قيادات القوات النظامية بمختلف أفرعها إذ بفضله حصلت على الرتب والانواط والنياشين و المزايا ليس لمهنيتهم بل لولائهم الشديد له ؛ فهل تعتقد بعد ذلك أنه كان حملا ثقيلا على المجلس العسكري؟
نعم المجلس العسكري مدان من قبل الثوار لأنه لا يملك زمام أمره فبعد أن كان خاضعا لإرادة البشير اصبح مخدوعا من قبل دول المحور ؛ فإن كنت ترى أنهم حققوا مكاسب من انقلابهم الدموي فيكون المجلس مدين للدول المذكورة و ليس للثوار الذين احسنوا الظن بهم فهذا ليس عيباً في حد ذاته لكن اقتضته الضرورة الظرفية و قد قضت إرادة الله أن تتم تعريتهم أمام العالم أجمع.
خلاص القول في رأي المتواضع أن الشعب فعلا شعب معلم خلق من العدم ثورة حقيقية رائعة مكتملة الاركان و ادهشت العالم
و إن لم تؤتى اكلها بعد فمشوار المليون ميل يبدأ بخطوة؛
إن لم يكن الشعب قد تعلم من تجاربه السابقة لبقى في مساكنه منذ البيان الأول في 11 ابريل ؛ و لما سمعنا الشباب يردد سقطت ما سقطت صابنها و لم خرجت الملايين في يوم 30 يونيو و لرفعت الاقلام و جفت الصحف و لكن لا زال الشعب مدرك بوعي كامل إن النظام لم يسقط بعد و أن الثورة مستمرة.
خارج النص : أحسب أن السودان كان نكرة لدى الكثيرين قبل اندلاع ثورته المجيدة و لكنه بفضل الله و بسالة شعبه فقد اصبحت سيرته العطرة تمضخ بلدان العالم الحر؛ و دمتم بكل الود ؛؛؛


د الصادق عمر التاي
د الصادق عمر التاي

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة