المقالات
السياسة
يوليو شهر الاحزان السودانية: الانفصال..اعدام عبد الخالق..مصرع قرنق.. مجزرة (الشجرة)
يوليو شهر الاحزان السودانية: الانفصال..اعدام عبد الخالق..مصرع قرنق.. مجزرة (الشجرة)
07-04-2019 04:05 PM

١-
يوليو، وما ادراك ما هو يوليو؟!!
انه الشهر الذي لم يحدث في عصورالسودان الغابرة والجديدة ان مرت ايامه وانقضت بسلام دون ان يخلف وراءه حدث او احداث سودانية كبيرة هزت الارجاء!! ، لم يحدث في السنوات الماضية ان انتهت ايامه ال(٣١) بهدوء، فهو دائمآ ما ترك خلفه (وجع) سوداني مؤلم ، هو شهر الكوارث (المتلتلة)، والازمات الطاحنة والانقلابات والاحداث الدامية، والسحائي، وقد اصبح قدرنا ومصيرنا، ومكتوب علينا كسودانيين ان نتحمل في صبركل ما يجيء به شهر يوليو.

٢-
وحتي لا افتري ظلمآ وبهتانآ علي هذا الشهر (المصيبة) الذي حل علينا قبل اربعة ايام مضت ، واقول ما ليس فيه، قمت في هذا المقال بعمليات رصد عينات من احداث سودانية كبيرة وقعت في شهر يوليو من اعوام مضت، وحرصآ علي عدم التطويل في المقال ستكون هناك فقط بعض عناوين لاحداث تاريخية دون الدخول في التفاصيل لالمام القراء بها.

المدخل الاول
انفصال الجنوب:
انفصال جنوب السودان عن شماله، تم رسميًا في يوم ٩/ يوليو عام ٢٠١١ في حفل كبير اقيم في عاصمة الجنوب جوبا بحضورعمر البشير وعدد من زعماء الدول، وبعد نزول علم السودان (الشمالي) من علي سارية الحفل وسط هتافات الجنوبيين وزغاريد النساء، اعرب الرئيس سلفا كير عن رغبته في الاحتفاظ بعلم السودان (الشمالي) ليضعه في المتحف، عاد البشير من جوبا بدون علم بلده، والذي لم يوضع اصلآ في المتحف، لعدم وجود متحف في العاصمة جوبا!!

المدخل الثاني
تمرد العقيد/جون قرنق:
في شهر يوليو عام ١٩٨٣سافر العقيد/ جون قرنق في اجازته السنوية لزيارة أهلة في مديرية بحر الغزال، وعند وصوله القرية صدم صدمة شديدة اذا وجد القرية قد مسحت من علي ظهر الارض بواسطة ضباط وجنود القوات المسلحة الذين كانوا يعيثون فساد بلا حساب في المديرية، كان قرنق - بحكم عمله في الجندية -يعرف هذه السلبيات والفوضي الموجودة في الجيش، وسبق ان انتقدها مرارآ وتكرارآ علي الملآ، لكن وبعد ان طبق النميري ما اسماها هو "الشريعة الاسلامية" وعادي بها الملل واصحاب الديانات الاخري، ومارس بها العنصرية ضد الاقليات،
اضطرقرنق الي خلع لبسه العسكري، ودخل الغابة ليقاتل جيش النميري، ظل قرنق يحارب بضراوة وقوة منذ يوليوعام ١٩٨٣ وحتي توقيع اتفاقية السلام عام ٢٠٠٥.

المدخل الثالث
جون قرنق في الخرطوم:
يعتبر يوم ٩/ يوليو ٢٠٠٥ واحدة من اجمل ايام السودان في تاريخه الطويل، يومآ خالدآ لا ينسي، وستبقي دقائق احداثه الرائعة دومآ في ذاكرة الملايين، ففي هذا اليوم ومن قبل (١٤) عامآ مضت، دخل الزعيم الراحل جون قرنق الخرطوم لاول مرة بعد طول انقطاع دام (٢٢)عامآ متواصلة ومعه رفقاء سلاحه، قضوها في غابات واحراش الجنوب يقاتلون من اجل سودان جديد مبني علي اسس قوية من الوحدة الوطنية بلا تمييز او تفريق بين ابناءه ، سودان جديد خال من سيادة وسيطرة فئة علي اخري، وتحقير وتهميش الاقليات الاخري، ناضلوا من داخل الغابات لاحقاق الحق وسيادة القانون وتحقيق العدالة وترسيخ مبدأ التعايش السلمي بين كل الاطراف في الوطن الواحد، من اجل سودان جديد بعيد عن الفساد السياسي والاقتصادي والاداري والمحسوبيات وحكم العسكر، كان يوم دخول قرنق للخرطوم حدثآ هز العالم باسره هزآ شديدآ، ويعادل تمامآ في قوته نفس حدث دخول الرئيس الكوبي/ فيدل كاسترو لاول مرة العاصمة هافانا عام ١٩٥٦، ودخول الرئيس الصيني/ ماوتسي تونج بكين واعلان الشيوعية فيها..كتبت الصحف العالمية في اليوم التالي علي وصول قرنق للخرطوم، انه قد استقبل استقبالآ لم تعرفه الخرطوم من قبل، وان نحو مليون مواطن كانوا في انتظاره.

ومن مهازل القدر وسخرياته،انه وفي نفس يوم الذكري السادسة علي دخول قرنق الخرطوم عام ٢٠٠٥ ، دخل عمر البشير الي مدينة جوبا يوم ٩/ يوليو ٢٠١١ كضيـف وليس رئيسآ علي الجنوب!!

المدخل الرابع
مصرع الزعيم/ جون قرنق:
في مساء السبت ٣٠ يوليو ٢٠٠٥، اعلن عمر حسن البشير عن مقتل زعيم جنوب السودان جون قرنق في حادث مروحية، وقال في بيان تلاه مذيع على التلفزيون السوداني ان جون قرنق (٦٠ عاما) لقي حتفه اثر تحطم المروحية التي كانت تقله من اوغندا مساء السبت في جبال (الاماتونج)، واكد البيان الرئاسي ان "رئاسة الجمهورية تابعت الانباء عن اختفاء مروحية النائب الاول للرئيس جون قرنق وتأكد تماما انها تحطمت اثر اصطدامها بسلسلة جبال (الاماتونج) في جنوب السودان وذلك نتيجة لانعدام الرؤية ، وتقع سلسلة جبال (الاماتونج) في جنوب السودان - تحديدا في الولاية الاستوائية- بالقرب من الحدود مع اوغندا، واضاف البيان انه "نتج عن ذلك وفاة الدكتور قرنق وستة من مرافقيه وسبعة من افراد طاقم الطائرة الرئاسية الاوغندية".

المدخل الخامس
احداث دامية في الخرطوم
بعد يوم من مصرع قرنق:
خرجت مجموعات صغيرة من الجنوبيين الي شوارع الخرطوم، وعبروا عن غضبهم لمصرع قرنق باسلوب همجي وعدواني ، واغتالوا مواطنين ابرياء، وحرقوا السيارات والمحلات التجارية، كان رد الفعل الشعبي قويآ وغاضبآ، فسرعان ما خرجت الجماهير وطاردت هذة الفئة، ووقعت مذبحة طالت ارواح (٥٠٠) جنوبي، اغلبهم ابرياء اصلآ لم يشاركوا في المظاهرة الجنوبية.

المدخل السادس
مجزرة في (بيت الضيافة):
وقعت مجزرة في (بيت الضيافة) في يوم ٢١/ يوليو١٩٧١، وراح ضحيتها (١٩) من ضباط القوات المسلحة، وثلاثة جنود، وكل الضحايا كانوا برتب عسكرية مختلفة.
القتلي هم:
(1- عقيد/ مصطفى عثمان أورتشي، 2- عقيد/ سيد أحمد محمد حسين حمودي، 3- عقيد/ محمود عثمان كيلة، 4- مقدم/ سيد المبارك، 5- مقدم/ عبد العظيم محمد محجوب، 6- رائد/ عبد الصادق حسين، 7- نقيب/ سيد أحمد عبد الرحيم، 8- نقيب/ تاج السر حسن علي، 9- نقيب/ كمال سلامة، 10- نقيب/ صلاح خضر، 11- ملازم أول/ محمد يعقوب، 12- ملازم أول/ محمد صلاح محمد، 13- ملازم أول/ الطاهر أحمد التوم، 14- ملازم/ محمد عمر، 15- ملازم/ محمد حسن عباس "شقيق اللواء خالد حسن عباس نائب رئيس الجمهورية والقائد العام لقوات الشعب المسلحة"، 16- ملازم/ محمد الحسن ساتي، 17- رقيب/ دليل أحمد، 18- عريف/ عثمان إدريس، 19- وكيل عريف/ الطيب النور).

المدخل السابع
انزال طائرة بابكر النور:
قامت السلطات الليبية وبتوجيهات من الرئيس معمر القذافي بعملية قرصنة جوية واجبرت طائرة الخطوط الجوية البريطانية (B.O.A.C) ،التي كان علي متنها الرائد فاروق حمدنا الله، والمقدم بابكر النور علي النزول في مطار طرابلس، وتم اعتقالهما،ثم تسليمهم لنميري.

المدخل الثامن
اعتقال قادة محاولة انقلاب ١٩ يوليو:
عندما نزل الرائد فاروق عثمان حمدالله من الطائرة بعد اعتقاله في ليبيا، في مطار الخرطوم وهو معتقل بصحبة حرس الليبي، قال للضباط والجنود السودانيين الذين حضروا لاستلامه : (ازيكم يا شباب ، الغريبة انو الليبيين حاقدين علينا اكثر منكم)، ثم ضحك، ونقلوه بعدها الى معسكر الشجرة، وخلال حديث نميري معه ، قال للنميري بصوت عالي وجهور سمعه الجميع :( يا نميري انت في يوم ٢٥ مايو كان دورك صفر، وما كان عندك اي دور، نحن النظمنا ٢٥ مايو، وجبناك عشان رتبتك، وكان ممكن نجيب غيرك ، كنا حنجيب محمد الشريف الحبيب او مزمل غندور ، لكن وزير دفاعك خالد حسن عباس الجالس جنبك دة قال يا جماعة مزمل غندور طموح وحيسيطر علينا افضل نجيب نميري لانه بليد ونقدر نمشيه زي ما عايزين)، وحاول النميري ان يساوم الرائد فاروق عثمان حمدالله ليتبرأ من صلته بجماعة ١٩يوليو الانقلابية، فرفض فاروق العرض ، وطلب منه النميري ان يدلي بما لديه من معلومات عن انقلاب هاشم العطا، فرفض فاروق ايضآ طلب النميري وامتنع عن الكلام، وعندما اقتادوه الى منطقة الحزام الاخضر لاعدامه قام النقيب محمد ابراهيم باستفزاز فاروق بالفاظ قبيحة ، فرد عليه فاروق بصوت عالي: ("يا"..انت كمان تقول لي انا "يا"..شوف الرجال يموتوا كيف الليلة ، لما يجيبوك محل الموت اثبت زيهم) ، ثم التفت الى الجنود وقال لهم "الراجل ما بضربوه في ضهره وانا ما بديكم ضهري") ، وظل فاروق يتراجع في خطوات ثابتة للخلف فاتحا ازرار القميص، كاشفا عن صدره للرصاص وهو يهتف بحياة الشعب السوداني وسلطة الجبهة الوطنية الديمقراطية.

المدخل التاسع
محاكمات في معسكر "الشجرة":
بعد فشل محاولة انقلاب١٩ يوليو ١٩٧١، تم اعتقال قادة وضباط المحاولة الانقلابية وهم: هاشم العطا، بابكر النور، فاروق حمدنا الله، محمد احمد الريح، محجوب ابراهيم، معاوية عبدالحي، محمد احمد الزين، احمد جبارة، الحردلو، بشير عبدالرازق، عبدالمنعم محمد احمد، والجندي حمد ابراهيم، وتم اعدامهم جميعآ بعد محاكمات عسكرية سريعة جرت في معسكر "الشجرة"، خلال الفترة من يوم ٢٣ يوليو وحتي ٢٨ منه ، وقد تدخل النميري في سير المحاكمات بصورة سافرة واستفزازية، كان العقيد/ احمد محمد حسن هو قاضي المحكمة العسكرية،، شغل وقتها منصب رئيس القضاء العسكري، وهو من أصل مصري، وبعد ان قام هذا القاضي بتنفيذ توجيهات النميري واصدر احكام الاعدامات بالجملة علي المتهمين في محاكم كانت بحق وحقيق مهزلة خلت من ابسط ابجديات المحاكمات النزيهة ، اعدامات الضباط والجنود تمت رميآ بالرصاص في معسكر "الشجرة"، وشاءت الاقدار، انه وبعد ان رجع القاضي العقيد/ احمد محمد حسن الي القاهرة اصيب بلوثة عقلية حادة فشلت معها كل انواع العلاجات الطبية.

المدخل العاشر
اعدام بابكر النور:
المقدم بابكر النور
المقدم/ بابكر النور، تمت محاكمته في البداية برئاسة العميد/ تاج السر المقبول ، واصدرت المحكمة حكمها عليه باثني عشر عاما سجن ، ورفض النميري الحكم واعاد الاوراق مرة اخرى، ثم اعيدت المحاكمة، وصدر الحكم بالسجن (٣٠) عاما ، وعندما اعاد نميري الحكم للمرة الثالثة رفض العميد/ تاج السر ان يتراس المحكمة، ورفض ايضآ كل الضباط المحكمة العسكرية الذين كلفوا برئاسة المحكمة على اعتبار ان نميري يريد فرض حكم الاعدام بالقوة، بدليل انه اعاد اوراق الحكم ثلاثة مرات، اتصل نميري بالمقدم/ صلاح عبد العال تلفونيا فحضر وتسلم اوراق المحكمة ، وحكم على الشهيد بالاعدام ، وعندما اقتيد لتنفيذ حكم الاعدام ، كادت كلمة بابكر النور وخطبته في الضباط والجنود ان تعطل تنفيذ حكم الاعدام، عندها اضطر النميري الي التدخل لاستعجال التنفيذ، وفي ساحة الاعدام تراجع بابكر النور بخطواته للوراء كي لا يطلق الرصاص على ظهره، وكان الشهيد قد ارسل قبل يوم من اعدامه خطاب صغير في علبة سجائر لاسرته يؤكد فيه ان نميري سيقوم باعدامه.

المدخل الحادي عشر
الاعدامات:
بابكر النور، هام العطا، فاروق حمدنا الله ، محمد احمد الريح، محجوب ابراهيم، معاوية عبدالحي، عبد المنعم محمد احمد، الحردلو،عثمان حاج حسيـن (ابوشيبة)، محمد احمد الزين، احـمد جبارة ، بشير عبدالرازق،
الجندي،احـمد ابراهيم.

المدخل الثاني عشر
اعدامات مدنيين:
جرت ايضآ اعتقالات لبعض اعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، وكان اشهرهم: عبدالخالق محجوب، الشفيع احمد الشيخ، جوزيف قرنق المحامي، وبعد محاكمات عاجلة صدرت الاحكام باعدامهم شنقآ حتي الموت، ونفذت الاحكام في سجن كوبر.

المدخل الثالث عشر
المقابر:
كل الذين تم اعدامهم (سواء كانوا من الضباط والمدنيين)، دفنوا سرآ في مقابر مجهولة سويت تمامآ من علي سطح الارض لاخفاء معالمها، أسر الشهداء لم يتعرفوا علي اماكن القبور الا بعد نجاح انتفاضة ٦/ ابريل ١٩٨٥.

المدخل الرابع عشر
خيانة معاوية سورج:
تكشفت كثير من الحقائق فيما بعد عن اعدام القيادي الشيوعي/ الشفيع احمد الشيخ ، الذي اصلآ لم يكن علي علم بقيام الانقلاب، ولم يشارك فيه سواء بالتخطيط او بالتنفيذ ، وتكشفت الحقائق ايضآ، ان وراء اعدامه كان معاوية سورج، واحمد سليمان وبعض من اعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الذين انشقوا عن الحزب وشاركوا مع نظام نميري في السلطة.

المدخل الخامس عشر
احداث ٢/يوليو ١٩٧٦:
دخل يوم الجمعة ٢/ يوليو ١٩٧٦ كواحدة من أسوأ الايام في تاريخ السودان، حيث شهدت الخرطوم وامدرمان علي مدي اربعة ايام احداث دامية كلفت البلاد نحو (٥) ألف قتيل سوداني واجنبي، وذلك بعد ان دخلت قوات (حركة يوليو) الي العاصمة وامدرمان ، وبالرغم من انها احداث قديمة قد وقعت قبل (٤٣) عامآ، الا ان الكثير من خفاياها واسرارها مازالت خافية ومجهولة..وكنوع من الانتقام الذي ماكان له اي مبرر، قامت القوات المسلحة بعد فرض سيطرتها علي الخرطوم وامدرمان بالقضاء بشكل لا انساني علي المسلحين التابعين ل قوات (حركة ٢ يوليو)، وقعت مجازرطالت اكثر من (٢) ألف اجنبي اغلبهم من إريتريا واثيوبيا بحجة انهم مرتزقة.

المدخل السادس عشر:
المحكمة الجنائية الدولية تصدر
أمر اعتقال ثانيا بحق البشير:
( في يوم ١٢ يوليو٢٠١٠ ، أصدرت الدائرة التمهيدية الاولى في المحكمة الجنائية الدولية أمراً ثانياً بالقبض على الرئيس السوداني، عمر حسن أحمد البشير، حيث رأت أن هنالك أسباباً معقولة للاعتقاد بأنه مسؤول جنائياً عن ثلاث جرائم إبادة جماعية بحق الجماعات الاثنية للفور والمساليت والزغاوة ، وهي الجرائم التالية: القتل، إلحاق ضرر جسدي أو عقلي جسيم، وإخضاع الجماعات المستهدفة عمداً لأحوال معيشية يُقصَد بها إهلاكها الفعلي. أمر القبض الثاني هذا لا ينقض ولا يحلّ محل الأمر الأول بالقبض على البشير، الصادر في الرابع من مارس ٢٠٠٩، والذي يظل سارياً في أمر القبض السابق، رأت الدائرة أن هنالك اسباباً معقولة للاعتقاد بأن البشير مسؤول جنائياً عن خمس جرائم ضد الإنسانية (القتل، الإبادة وهي غير الإبادة الجماعية النقل القسري، التعذيب، والاغتصاب) وعن جريمتي حرب (تعمد توجيه هجمات ضد السكان المدنيين بصفتهم تلك أو على مدنيين لا يشاركون مشاركة مباشرة في الأعمال العدائية، والنهب).

المدخل السابع عشر
امريكا والبشير:
جاءت الاخبار العالمية ونشرت بالصحف في الإثنين ١٢يوليو ٢٠١٠، ان واشنطن طالبت البشير بسرعة المثول أمام الجنائية الدولية بعد إضافة تهمة الإبادة الجماعية ( : (طالبت الولايات المتحدة الرئيس السوداني عمر البشير بالمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بعد اتهامه بارتكاب إبادة في دارفور. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي "عليه المثول أمام المحكمة الجنائية الدولية والرد على الاتهامات التي سيقت ضده".وأضاف "كلما كان مثوله امام المحكمة أقرب كلما كان احسن". وحسب كراولي فان المبعوث الاميركي الخاص للسودان سكوت غريشون، سيصل إلى المنطقة الاسبوع المقبل، وسيجدد دعوته الى البشير من اجل "التعاون الكامل" مع المحكمة في لاهاي. وكان قضاة المحكمة الجنائية الدولية قد اضافوا الإثنين ١٢- يوليو- ٢٠١٠ تهمة الإبادة إلى تهم جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية الواردة في مذكرة التوقيف الصادرة بحق الرئيس السوداني عمر البشير).

المدخل الثامن عشر:
اتفاق سوداني - سوداني:
نشرت الصحف العالمية خاصة التي صدرت في لندن يوم ٢٦ يوليو ٢٠٠٢، نص اتفاق/الإطار الذي وقعته الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان في "ماتشاكوس" بكينيا في ٢٠ يوليو ٢٠٠٢، الذي أنهى الخلافات الرئيسية بين الجانبين، ومهّد لتوقيع اتفاق شامل بين الطرفين لإحلال السلام ووقف الحرب المستمرة منذ نحو٢٠ عامًا، مع هذا الاتفاق وجد الاهمال الشديد وبتعمد مع سبق الاصرار من قبل حزب المؤتمر الوطني، هذا التجاهل للاتفاق مهد للانفصال عام ٢٠١١.

المدخل التاسع عشر
خصخصة "سودانير":
في بادرة فساد كبيرة لم تعرف البلاد لها مثيل من قبل، قررت الحكومة خصخصة الخطوط الجوية السودانية لصالح شركة "عارف الكويتية"، وحتي اليوم مازال هذا القطاع الوطني يعاني من الاهمال.

مدخل رقم عشرين
سقوط طائرة "بوينغ":
سقوط طائرة الخطوط السودانية "بوينغ 737" إثر تعرضها لخلل فنى راح ضحية الحادث (١١٥) شخص ولم ينج من الطائرة الا طفل واحد فى يوليو عام ٢٠٠٣، قرب بورتسودان، تعتبر الاسوأ في تاريخ "سودانير".

مدخل رقم واحد عشرين:
يوليو وحروب السودان:
حروب ومعارك شهيرة وقعت في شهر يوليو من اعوام سابقة بين قوات المهدي والوجود الاجنبي ( اتراك، مصريين، بريطانيين، ايطاليين):
غزو محمد احمد المهدي للابيض في 28 يوليو 1882،
واقعة ابي الحسني في 11 يوليو 1884،
واقعة الشيخ غالب في 25 يوليو 1884،
واقعة القطينة في 4 يوليو سنة 1884،
واقعة الكلاكلة في 9 يوليو سنة 1884،
واقعة بري في 27 يوليو سنة 1884،
واقعة سدينة الأولي في 30 يوليو 1884،
واقعة سدينة الثانية في 31 يوليو 1884،
تسليم حامية كسلا في 29 يوليو 1885،
مهاجمة حامية سنار 20 يوليو 1885،
مهاجمة حامية سنار للمرة الثانية 30 يوليو 1885،
غزوة التوفيقية في 19 يوليو 1888،
واقعة ارجين في 2 يوليو 1889،
فتح التليان كسلا في 17 يوليو 1894،
غزوة بريس في 25 يوليو سنة 1893،
واقعة المتمة في 1 يوليو سنة 1897.

مدخل رقم واحد عشرين
واخير مهازل الصادق المهدي:
حدث طريف اضحك الدنيا والعالمين: المهدي يدشن حملة لجمع مليون توقيع لإسقاط النظام في الخرطوم سلماً !!-(٨ /يوليو/ ٢٠١٣)!!!
أطلق رئيس الوزراء السوداني السابق، زعيم حزب الامة المعارض الصادق المهدي، حملة لجمع تواقيع سماها «تذكرة التحرير» لاسقاط نظام الرئيس عمر البشير سلماً، وقال المهدي ان هناك ثلاث اجندات تجري في البلاد الآن: الأولى، وهي اجندة الحزب الحاكم الذي يريد استمرار الحال والضائقة التي تمر بها البلاد، والثانية محاولاة متمردي «الجبهة الثورية» اطاحة نظام الحكم بالقوة. وأما الأجندة الثالثة فهي «السودان العريض». وتابع: «نحن نريد السودان العريض، والنظام يريد السودان البغيض، والحركات المسلحة تريد السودان النقيض».


بكري الصائغ
[email protected]





تعليقات 4 | إهداء 0 | زيارات 551

خدمات المحتوى


التعليقات
#1839992 [بكري الصائغ]
1.00/5 (1 صوت)

07-04-2019 08:04 PM
هل صحيح ما قالته الصحفية المصرية مريم روبين
عن المحاكمات والاعدامات في معسكر "الشجرة"
المصدر: – موقع البركل –
- 10-25-2010 -
حاورتها في القاهرة: -رفيدة ياسين-

من هي مريم روبين؟!!
مريم روبين، صحفية مصرية معروفة وقلم جريء لم يترك حدثا عربي سياسيا مهما إلا وكتبت عنه، وهو ما ترك لهذه المرأة بصمة خاصة بها تحديداً في السودان والجزائر. وكانت أهم الأحداث التي قامت بتغطيتها ثورة الجزائر بالإضافة لانفرادها بتغطية محاكمات النميري للشيوعيين بعد محاولة انقلاب يوليو عام 1971، حيث كانت الصحفية الوحيدة التي حضرتها وتابعتها لحظة بلحظة، وهو ما لفت الأنظار إليها وسلط عليها الأضواء من كل أنحاء العالم، ونقلت عن كتاباتها كل وسائل الإعلام ووكالات الأنباء العالمية، الأمر الذي فتح عليها أبواب التساؤلات والاستفهامات في كل مكان.

سؤال(1):
سأنتقل بك لمحاكمات الشيوعيين في يوليو:
عام 1971 لماذا كنت الصحفية الوحيدة التي حضرتها؟!!
جواب:
أولا أنا لم أكن الصحفية الوحيدة التي حضرت هذه المحاكمات، فقد كان معي رئيس تحرير “أخبار اليوم” في ذلك الوقت موسى صبري، وأنا من الأساس لم أسافر إلى السودان لحضور محاكمة الشيوعيين بل ذهبت لحضور محاكمات اشتاينر الرجل الألماني الذي كان يلعب دوراً في التبشير في السودان، وكانت هناك بعض النماذج لحملات التبشير في المحاكمة وجاءتني دعوة وحصلت على الفيزا للسفر إلى السودان وقطعت التذكرة لحضور محاكمة اشتاينر، لكن حدث انقلاب ضد النميري واعتقل في بيت الضيافة، وبعد 24 ساعة قامت امرأة بفك أسره وأخذته بسيارة فولكس، ونحن في مصر كان الأمر يهمنا جداً لأنه لو تحرك “حجر” في السودان يؤثر ذلك على مصر، ومصر تسمع صوتها المهم أيضا الحدث كان قوياً جداً ومهماً بالنسبة لمصر.. رئيس تحريري وقتها كان موسى صبري أخذ مني التذكرة وقال لي حاولي أن تحصلي على تذكرة أخرى وأنا ذهبت في نفس الرحلة وفي نفس اليوم والساعة وجدت مقعداً آخر، وحضرت محاكمة يوليو بالصدفة.


سؤال (2):
ومن خلال مشاهداتك هل تعتقدين أنها كانت المحاكمات كانت عادلة؟!!
جواب:
لا استطيع أن أقول إن كانت عادلة أو لا.. لكن ما كان واضحاً أن النميري كان في وضع اعتقال وكان سيحاكم وسيتم إعدامه وهذا ما كان يفكر فيه حول مصيره وقطعاً عندما سمع أن هناك 24 فرداً قتلهم الشيوعيون بالرشاشات وهم مايويون أثر ذلك عليه كثيراً خاصة وأنه اعتقل في يوم جمعة وتم التعامل معه بطريقة مهينة.

سؤال (3):
هل دارت حوارات بينك وبين المحكومين السبعة قبل إعدامهم؟!!
جواب:
نعم، رأيت عبدالخالق محجوب وأذكر أنهم ادخلوه مثل الأسد في قفص وطافوا به في منطقة أم درمان كلها ليكون عبرة، وأنا التقيت به قبل أن يعدم بلحظات تقريباً وأجريت معه حواراً صحفياً قال لي فيه إنه مظلوم وطلب مني أن أبلغ سلامه لشخصيتين مصريتين، وادعى أنه لم يشترك في شيء على الإطلاق وأنه مواطن سوداني عادي، كما رأيت أيضاً الشفيع، ورأيته في موقفين كل منهما أصعب من الآخر، أولهما عندما طلبت أكثر من جهة ألا يعدم وهو في انتظار مصيره والآخر رأيته أثناء محاكمته وهو يعدم حتى فارق الحياة، وكانت زوجته فاطمة أحمد إبراهيم امرأة صلبة وقوية وكانت متماسكة جداً رغم هول الموقف، وكان عساكر النميري ومصور النميري يوقظوني من النوم يقولون لي تعالي لتحضري الإعدام.

سؤال (4):
بما أنك حضرت كل التفاصيل الداخلية وشاهدت
كل ما حدث كيف كانت أجواء المحاكمة؟!!
جواب:
المحاكمة كانت خطيرة للغاية، وكانت الأجواء مشحونة بالغضب، وكان المنظر مريباً، والمكان له رهبة غير عادية، وأذكر أنه لفت نظري شيء أثناء المحاكمة، أن النميري جالساً أثناء صدور الأحكام، وكان يمضي ويصدق على الإعدامات، وفجأة غضب غضباً شديداً وخرج منه صوت مثل زئير الأسد والقى الورق أرضاً أمامنا، كان ذلك لأن رئيس القضاة أو المحكمة أصدر حكماً ضد أحدهم بـ 15 عاماً تقريباً وهو ما رفضه النميري وأصر على أن تكون كل الأحكام بالإعدام، وقال ذلك بعد صدور أحكام إعدام أخرى عديدة وبعد نطق الحكم ضد شخصية معينة بـ 15 سنة، فوجدت نفسي تدخلت دون أن أشعر وقلت له: “يا سيادة الرئيس كلهم حيعدموا، مش كل دول قضاة؟”، فنظر لي النميري وقال لأحد عساكره الذي كان مرافقاً لنا بصوت مرتفع: “خذ هذه السيدة لتريها لماذا أنا مصر على الإعدام”، ارتبكت وتملكني الخوف وأدركت حينها أنه كان من الخطأ أن أتدخل لأن هذا أمر خاص بالسودان ولأنني صحفية مصرية وهذا شأن سوداني داخلي لكنني لا أعرف لماذا قلت ذلك دون أن أشعر قلت له “كله إعدام كله إعدام”، فرفض النميري أن يمضي على هذا الحكم، وقال للعسكري أن يصطحبني ليريني لماذا هو أصدر كل الأحكام بالإعدام، وبالفعل تركت موسى صبري في المحكمة مع النميري، وذهبت مع الرجل وأخذني بالسيارة لقصر الضيافة الذي كانوا معتقلين فيه من قبل الشيوعيين.

سؤال (5):
ترددت بعض الأحاديث عن أن النميري كان
مخموراً أثناء المحاكمة هل هذا الأمر حقيقي؟!!
جواب:
لا.. لا أظن لم يبد عليه ذلك، رغم أنه عندما كان يحكي لنا تفاصيل الساعات التي اعتقل فيها كان يرويها وهو فاقد للتوازن من هول ما جرى لكنه لم يكن مخموراً بل تقريباً هو تم إنقاذه في الوقت الصعب وكان يشعر أنه مر بأوقات صعبة من خلال محاولة الانقلاب. ومن حكاياته أنه قال لنا إنه عندما دخل بيت الراحة للحمام ادخلوا معه اثنين، ونحن كتبنا ذلك وقتها وكل ما جرى للنميري في الـ24 ساعة التي اعتقل فيها، وقال لنا أدق التفاصيل والأمور النفسية.

سؤال (6):
هل رأيتِ بعينيك كل أحكام الإعدام؟!!
جواب:
ليس جميعهم السبعة بل بعضهم، والنميري كان قد أوصى على كل عساكره لتسهيل مهامي ولفتح الأبواب لي لتغطية كل شيء، لكني بعد هذا الحدث أصبت بمرض السكر، ودفعت الثمن، لأنني عشت أربعين يوماً مثل كابوس ولم أستطع النوم في الفندق من هول المواقف كان هناك “جراند هوتيل” لم يكن في السودان فندق غيره وقتها، فذهبت لأسرة سودانية جلست عندهم وكانت ظروفا سيئة، بالفعل حققت انتصارات مهنية وكل العالم كتب عني ولكن أنا دفعت الثمن صحتي فلا شهرة ولا منصب ولا شيء عوضني عن صحتي، وهول الموقف هو الذي أصابني بالسكر، الحدث بأكمله بذاته كان مرعباً بالنسبة لي، ومرت فترة طويلة حتى عدت لحالتي الطبيعية وتخلصت من هذه الكوابيس المزعجة.

سؤال (7):
من أكثر المحكومين تأثراً في ذلك المشهد؟!!
جواب:
لا استطيع أن أقول لكِ من تحديداً فالساحة كانت كبيرة رأيت الشفيع وهو يعدم، لكني لم أحضر إعدام عبدالخالق محجوب إلا أنني رأيته قبل أن يعدم بلحظات وحاورته وكلمني عن اثنين وأمنني أمانة أن أوصل سلامه للطفي الخولي.. كان الرجل مفكراً يسارياً وانجي رشدي كانت صحفية بـ (الأهرام) سألني عنهما وارسل لهما السلام والتحية معي.

سؤال (8):
من خلال معاصرتك ومشاهداتك لكل تفاصيل هذه المحاكمة هل تعتقدين أنها كانت قانونية أم فقط قرارات رئاسية انتقامية؟!!
جواب:
سمعت الآتي من عسكري قانوني لما رفض النميري الحكم الذي أصدره كرئيس محكمة قام بتقديم استقالته وقمت بتحيته واحترمته ورأيته في الفندق بعدها وتناقشنا في ذلك لأنه رفض أن يستجيب للنميري عندما رفض أحكام السجن التي أصدرها وأصر على الإعدامات، فقد تمت هذه المحاكمة في جو مليء بالغضب.

سؤال (9):
كيف تابعتِ إطلاق أحكام الإعدام؟!!
جواب:
كانوا ينادونني كل فترة قصيرة لكي أذهب لرؤية أحكام الإعدام وهي تنفذ.

سؤال (10):
عندما سألتك عن الشفيع صمتين لفترة طويلة حتى أجبتي، ما سر هذا الصمت؟!!
جواب:
الشفيع قصة تانية خالص، رأيته من “ضهره” وسألت من هذا الرجل؟ فقالوا لي هذا هو الشفيع، وهو طويل وعريض وكان يرتدي عمة وجلابية واقفاً في الخارج وراء شجرة ينتظر مصيره الذي كان مجهولاً حتى قال النميري كلمته وأصر عليها رغم الضغوط.

سؤال ()11):
ماذا تعني بالمجهول والضغوط؟!!... أريد توضيحاً لذلك.
جواب:
“في ذلك اليوم سمعت النميري وهو يتحدث في الهاتف وأنا كنت بجانبه، كان الشفيع واقفاً في الخارج أثناء المحاكمة، وظل النميري يقول في المكالمة “يا فندم أنا ما أقدر أرفض لك طلب ولكن الحكم اتنفذ وقضي الأمر”، وأنا بعتبر اللي أنا عملته ده تجاوز وأنا مالي أنا واحدة قاعدة بتفرج وبسجل كل حاجة ورئيس التحرير قال فيما معناه دي هتبوظ الدنيا “كان يقصدني بحديثه”، وواصل النميري المكالمة “ياريت لكن انتهى الموضوع”، فقال لي النميري بعد أن أغلق الهاتف وانهى المكالمة “عارفة مين اللي بيكلمني؟” وأردف: إنه الرئيس أنور السادات بيطلب ألا يعدم الشفيع، وقلت له قضي الأمر… وتدخلت لكن الشفيع ما زال في الخارج لم يعدم، لكن النميري لم يستجب لطلب السادات بالعفو عن الشفيع، وأكد للسادات بالقول “يشهد الله إنه تم إعدامه”، وقال السادات للنميري إن القيادة السوفيتية اتصلت به وطلبت منه أن يتصل بالنميري لإيقاف إعدام الشفيع، لكن مثلما سمعتم الآن أكدت له أن تنفيذ الإعدام تم منذ دقائق، وأصر النميري أن يعدم الشفيع رغم كل هذه الضغوط”.

سؤال (12):
ألم يقلق النميري من نقلك للمعلومة وأنت صحفية مصرية؟!!
جواب:
لم أكن الوحيدة، لقد كان معي موسى صبري رئيس تحرير أخبار اليوم في الجلسة، كان الغضب متحكماً في النميري وممكن بعد ذلك النميري يقول للسادات كل حاجة بعد أن ينفذ رغبته في تنفيذ حكم الإعدام.


#1839987 [بكري الصائغ]
1.00/5 (1 صوت)

07-04-2019 07:41 PM
كيف تمت الاعدامات في معسكر "الشجرة"؟!!

اولآ:
١-
هاشم العطا:
اعدام هاشم العطا:
أطلقوا عليه ثمانمائة طلقة من الخلف وهو يهتف باسم السودان . كان السفاح النميري يشهد المنظر وهو يترنح من السكر.

٢-
كتب الاستاذ/ عبد الوهاب موسى، الذي شغل منصب الحرس الخاص للراحل الرائد/ فاروق حمد الله، مقالة في صحيفة "الوطن"، بتاريخ يوم ١٣/ مارس ٢٠١٣ ، جاء فيها حول اعدام فاروق حمدالله وبابكر النور:
"عملية تنفيذ الإعدام تمت بالحزام الأخضر وليس في دولة أجنبية أُخرى كما أورد بعض الكتاب، وكان ذلك على مرأى ومسمع منّا وذكرنا أن رئيس فريق الإعدام المقدم حقوقي عبد المنعم حسين قد أصدر تعليماته «ليتم» الضرب بالتنفيذ..إلا أن معظم القوى أطلقوا الرصاص على أجساد «بابكر وفاروق» بصورة عشوائية دون تقيد بأي نظم أو إجراءات عسكرية، إستمر هؤلاء الجند في اطلاق الرصاص عليهما حتى بعد وفاتهما وكان مشهداً تقشعر له الأبدان.. لم يتم لهما إجراء غسل الميت أو الصلاة عليهما بل تم سحبهما الى حفرة كبيرة حضرت مسبقاً بواسطة آلة «قريدر» بكامل ملابسهما التي كانت عبارة عن بدل كاملة قدما بها من لندن ومن ثم أهيل عليهما التراب ودفنهما «بالقريدر» من جديد.

وأنصرفت القوة عائدة إلى معسكر المدرعات بالشجرة، لم تكن هناك تعليمات بإخفاء موقع الدفن أو التستر عليه بل صدرت تعليمات من نميري لنا بأخذهما من المعتقل الى مكان الإعدام خلسة..أنا أوضحت مكان دفن فاروق وبابكر حتى في حياة نميري وقبل وفاته بأربع سنوات، وإن كانت قد تعرضت لبعض التغيرات وأختفت معالمها تماماً نسبة لتحويلها لمناطق سكنية وغيرها..أُسرة فاروق كانوا يسألون نميري وأبو القاسم وزين العابدين عن المكان الذي دفن فيه فاروق وبابكر. مكان المقبرة لم يتم له أي نوع من التخريب والنبش كما يقول البعض".).

٣-
معاوية عبد الحي:
قام جنود المظلات بتعذيبه تعذيباً وحشياً، ومزقوا ملابسه وجسده، وقادوه إلى معسكر"الشجرة"، كانت عظام رأسه مهشمة، فاقد الوعي، تسيل منه الدماء مع ذلك ظل مكتوفآ امام النميري، كانت مهمة المحكمة العسكرية أن ترسله إلى ساحة الإعدام قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.. وهذا ما حدث.

٤-
الحردلو:
"تعوزكم الأدلة… ولا تعوزكم الأحقاد والنوايا المجرمة.. خلصونا بقى".. وأكمل باقي كلامه بصوت عالي "أما الناجون منكم أيها الرفاق فليذهبوا إلى الأهل ليبلغوهم أحر التحايا". وفي الساعات الأولى من الصباح كانت زخات الرصاص تخترق جسد الحردلو، وتحمل نسمات الصباح هتافه إلى الناس، إلى المستقبل.

٥-
بشير عبد الرازق:
قال بالصوت العالي لزملاءه وهم في الاعتقال "خليكم ثابتين.. ما في زول يجيب سير زول.. موتوا رجال، وكل زول يقول الحاجات العملها بس". توضأ في الفجر وأدى الصلاة، ولكن لم تعد اللحظات كافية لكتابة الوصية.

٦-
أحمد جبارة:
عندما استفزه السفاح نميري، انفعل بشدة من كلماته البذيئة فبادر بالهجوم على أحد الجنود محاولا أن يستولي منه على مدفعه الرشاش ويرد بالإجابة المناسبة علي النميري، فأوسعوه ضرباً وركلاً حتى لطخت دماؤه جدران حجرة التحقيق، أطلقوا عليه مجموعات متصلة من الرصاص، وظل واقفاً ويهتف، وقام القاضي/ أحمد محمد الحسن باطلاق رصاصة الرحمة عليه من من مسدسه الخاص.

٧-
عثمان حسين (أبو شيبة):
قال في التحقيقات "كل المسئولية مسئوليتي وعبد المنعم ومعاوية عبد الحي ، نحن قادة القوة التي تحركت. بقية الضباط والجنود نفذوا الأوامر. هاشم العطا نحن الذين أشركناه فهو ليس له قوات يحركها". صدر الحكم باعدامه، وأطلقوا عليه من الرصاص ما يكفي لإبادة كتيبة.

٨-
محمد أحمد الزين:"
يجيء يوم يقرأ فيه لاناس المحاكمات ويعرفوا الحقائق". وقد جاء ذلك اليوم مبكراً، وعرفنا كيف كان محمد أحمد الزين تجسيداً جميلاً للشجاعة ورباطة الجأش والوفاء. كان محباً للحياة، ولكن الحياة لم تكن بالنسبة إليه شيئاً آخرسوى الشرف، وقد استقبل موته الحياة باسماً.

ثانيآ:
اخر كلماتهم قبل الاعدامات:
١-
سأل قاضي المحكمة العسكرية عبدالخالق محجوب: "يا عبد الخالق محجوب ماذا قدم لشعبك؟!"..أجاب في هدوء الوعي "بقدر ما استطعت".

٢-
الشفيع أحمد الشيخ:
بكل صبر وشجاعة الثوار الكبار تحمل الشفيع الضرب والركل والسحل، ولم يتمكن النزيف من إطفاء ابتسامته المشرقة، قال لجلاديه: "لم نرتكب أي خيانة ضد الوطن وشعبه، ووقفنا مع التقدم ومصالح الناس. وإذا متنا فالمهم أن يحافظ الناس من بعدنا على التنظيمات الجماهيرية التي اشتركنا في بنائها مع آلاف الناس.".

٣-
هاشم العطا:
"أنا أتحمل المسئولية، وليست لديكم حجة في محاكمة الضباط والجنود والصف". قال هاشم العطا للسفاح نميري "لست نادماً على ما قمت به، وإن كان لي أن أندم، فلأنني تركتك ثلاثة أيام وعاملتك معاملة كريمة".

٤-
جوزيف قرنق:
عندما استدعوه من سجن كوبر، قال لرفاقه المعتقلين، سأعود إليكم سريعاً ، ولم يرجع لهم، فقد نفذ فيه حكم الإعدام دون محاكمة، كتب لأسرته: "أرجو أن تعتبروني أحد الركاب في طائرة تحطمت.".

٥-
فاروق حمد الله:
حاول نميري في البداية أن يستميله ضد رفاقه كثمن للإبقاء على حياته، فرفض بإباء، وقال لنميري: "نحن أتينا بك كواجهة للإنقلاب مايو بسبب غبائك وسهولة إزاحتك في أي وقت". خطب فاروق في الجنود، وكان مثالاً للشجاعة والثبات، وقال لأحد الضباط من أذناب نميري "تعال شوف الرجال بموتوا كيف؟!!" واستشهد كما يفعل أعظم الرجال.

٦-
احد المصوريين التابع لوزارة الثقافة والاعلام ، وكان قد تم استدعاءه من قبل الاستخبارات العسكرية بعد فشل الانقلاب واعتقال الذين قاموا بها لكي يقوم بتصوير حالات الاعدامات في الضباط بتوجيهات من النميري شخصيآ، قال في حوار صحفي:
"التقطت نحو (٤٠٠) صورة في الفترة من بداية الاعدامات في يوم ٢٣ يوليو وحتي ٢٨ منه، قمت بالتصويربدء من لحظة التحقيقات معه المتهمين، وضربهم وتعذيبهم، وحتي لحظات وقوفهم امام الجنود الذين سينفذون الاعدامات رميآ بالرصاص، قمت ايضآ بتصوير الاعدامات في سجن كوبر، قمت بتصوير تعذيب صغار العسكر الذين شاركوا في الانقلاب وحتي وفاتهم، كنت اقوم بالتصوير ويرافقني ملازم اول وعسكري مدجج بالسلاح كانوا يراقبونني مراقبة القط للفار، وبعد نهاية كل فيلم بكاميرتي كان الضابط يأخذ الفيلم ويأذن لي بتركيب فيلم جديد، شاهدت النميري وهو سكران يترنح ويسب الانقلابين بصوت عال، رايته وهو يسب الراحل عبدالخالق محجوب، رايت بام عيني تعذيب الراحل الشفيع وتكسير اصابع يده بكعب بندقية ، صورت مواقف الشهداء وهم يهتفون للسودان قبيل اطلاق الرصاصات القاتلة عليهم، قمت بتصوير بعض المعتقليين من صغار الجند وهم شبه عراة والدماء تنزف منهم بغزارة، المعتقل الوحيد الذي لم يلقي تعذيبآ شديدآ هو المحامي الراحل جوزيف قرنق".


#1839986 [مـسـتـر ايــدن]
1.00/5 (1 صوت)

07-04-2019 07:22 PM
شـكـرا للمـؤرخ لـتـاريـخ الـسـودان الصحـفى المخـضرم الرائـع السيد / بـكـرى الصائــغ الذى دائـما ما يـنـعـش ذاكــرتـنـا بـتاريـخ وطـنـنـا الـسـودان ونـرجـو منه ان يـبـدأ بـاصـدار هـذه الـمعـلومات التـاريـخـية فى مـجـلـدات يـتـم تخصيص كل فـترة حـكم منفـصلة عـن الأخـرى .


ردود على مـسـتـر ايــدن
Germany [بكري الصائغ] 07-05-2019 03:40 PM
أخوي الحبوب،
مـسـتـر ايــدن،
١-
حياك الله وجعل كل ايامكم افراح ومسرات دائمة، والف شكر علي المشاركة بالتعليق والثناء الحسن الذي اسعدني كثيرآ.

٢-
احداث وقعت في شهر يوليو عام ٢٠١٢
(أ)-
البشيروصف المتظاهرين بأنهم "شماسة" :
دستور السودان سيكون اسلاميا بنسبة مئة بالمئة ليمثل نموذجا للدول المجاورة...-07-08-2012 -

(ب)-
*- جمعة شذاذ الآفاق - 07-06-2012 -
*- في جمعة (شذاذ الآفاق).. لماذا نريد اسقاط النظام..؟!.
*- اليوم وعقب صلاة الجمعة.
وسائط الاعلام العالمية تبدئ اهتماما خاصا لجمعة "شذاذ الافاق".
*- نحن ما شذاذ آفاق، نحن جموع الشعب الفاق:
إستعدادا لجمعة شذاذ الآفاق، إتفاق على توحيد شعارات الثورة.
*- الجمعة 06/07/2012م موعدنا لإنقاذ السودان من ( الانقاذ ) والشذاذ ..حتى يعلم البشير والذين معه من اهل الفساد ان الله حق.
*- مشوار الاطاحة بنظام البشير يدخل يومه العشرين بأجازة البرنامج الديمقراطي البديل...
*- الصحافة العربية : السودان هو البلد العربي الرائد في الثورة ضد الانقلابات العسكرية ،، الجديد في المشهد السوداني ان مطالع الانتفاضة الحالية موجهة ضد سلطة تقدّم نفسها على انها سلطة... اسلامية.
*- اليوم السعودية : البشير يواجه «لحس الكوع السوداني» بقبضة حديدية وبعناصر «الرباطة».
*- فيديو: الطلاب السودانيون فى ماليزيا يخرجون فى جمعة "لحس الكوع".
*- 1000 معتقل على ذمة مظاهرات جمعة «لحس الكوع».
*- بالفيديو الجالية السودانية بلندن تهتف: شذاذ آفاق، شذاذ آفاق وانت مصيرك الأنفاق. يا بشير يا خسيس، دم الشهداء ما هو رخيص.

(ج)-
فضيحة جديدة للخبير الوطني ربيع عبدالعاطي:
طلب مبلغ مالي مقابل أن يظهر علي شاشة الجزيرة..- 07-02-2012 -

(د)-
طلاق الرئيس التشادي أدريس دبي من زوجته أماني موسي هلال وفكي ابوحراز الباتع !!...صحيفة الاندبندنت تفضح التطهير العرقي لشعوب الأنقسنا ، وتدق ناقوس الخطر في العالم.


#1839954 [شمس الدين]
1.00/5 (1 صوت)

07-04-2019 04:44 PM
https://www.change.org/p/ant%C3%B3nio-guterres-the-secretary-general-of-the-united-nations-the-un-must-investigate-the-3rd-of-june-human-rights-violations-in-sudan-by-the-military


ردود على شمس الدين
Germany [بكري الصائغ] 07-05-2019 02:59 PM
أخوي الحبوب،
شمس الدين،
١-
تحية طيبة، وجمعة مباركة سعيدة باذن الله تعالي عليكم وعلي الجميع.

٢-
ما اشبه الليلة ببارحة عام ٢٠٠٢!!
نشرت الصحف العالمية خاصة التي صدرت في لندن يوم الجمعة ٢٦ يوليو ٢٠٠٢، نص اتفاق/الإطار الذي وقعته الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان في "ماتشاكوس" بكينيا في ٢٠ يوليو ٢٠٠٢، الذي أنهى الخلافات الرئيسية بين الجانبين، ومهّد لتوقيع اتفاق شامل بين الطرفين لإحلال السلام ووقف الحرب المستمرة منذ نحو٢٠ عامًا، مع هذا الاتفاق وجد الاهمال الشديد وبتعمد مع سبق الاصرار من قبل حزب المؤتمر الوطني،.... هذا التجاهل للاتفاق مهد للانفصال عام ٢٠١١.

٣-
ويالغرابة الصدف، فاليوم، الجمعة ٢٦ يوليو ٢٠٠٢ نشرت الصحف خبر جاء فيه:
احتفالات في السودان عقب اتفاق المجلس العسكري وقوى التغيير على تقاسم السلطة:- ما إن وردت أنباء التوصل للاتفاق حتى عمت الاحتفالات شوارع مدينة أم درمان الواقعة في الجهة المقابلة من الخرطوم عبر نهر النيل. وخرج آلاف الأشخاص من جميع الأعمار إلى الشوارع وأخذوا يرددون “مدنية! مدنية! مدنية!”. توصل المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في السودان وتحالف من أحزاب المعارضة وجماعات الاحتجاج في وقت مبكر من صباح الجمعة إلى اتفاق لتقاسم السلطة خلال فترة انتقالية تقود إلى انتخابات.

وقال وسيط الاتحاد الأفريقي محمد حسن لبات في مؤتمر صحفي إن الجانبين، اللذين عقدا محادثات على مدى يومين في العاصمة الخرطوم، اتفقا على “إقامة مجلس للسيادة بالتناوب بين العسكريين والمدنيين ولمدة ثلاث سنوات أو تزيد قليلا”. كما اتفق الطرفان أيضا على تشكيل “حكومة مدنية سميت حكومة كفاءات وطنية مستقلة برئاسة رئيس وزراء” وعلى “إقامة تحقيق دقيق شفاف وطني مستقل لمختلف الأحداث العنيفة التي عاشتها البلاد في الأسابيع الأخيرة”.

واتفق المجلس العسكري والمعارضة كذلك على “إرجاء إقامة المجلس التشريعي”. وسبق أن اتفق الطرفان على أن تحالف قوى الحرية والتغيير سيحصل على ثلثي مقاعد المجلس التشريعي قبل أن تفض قوات الأمن اعتصاما في الثالث من يونيو حزيران مما أدى إلى مقتل العشرات وانهيار المحادثات. وأبلغ شهود رويترز بأنه ما إن وردت أنباء التوصل للاتفاق حتى عمت الاحتفالات شوارع مدينة أم درمان الواقعة في الجهة المقابلة من الخرطوم عبر نهر النيل. وخرج آلاف الأشخاص من جميع الأعمار إلى الشوارع وأخذوا يرددون “مدنية! مدنية! مدنية!”.

وقرع الشبان الطبول وأطلق السائقون أبواق سياراتهم وزغردت النساء احتفالا. وقال عمر الداغر القيادي بقوى الحرية والتغيير “هذا الاتفاق يفتح الطريق لتشكيل مؤسسات السلطة الانتقالية ونرجو أن يكون هذا بداية عهد جديد”. أما نائب رئيس المجلس العسكري الفريق أول محمد حمدان دقلو، الذي يرأس قوات الدعم السريع فقال “هذا الاتفاق سيكون شاملا لا يقصي أحدا”. وأضاف “نشكر الوسطاء، المبعوثين الأفريقي والإثيوبي، على مجهوداتهم وصبرهم كما نشكر إخوتنا في الحرية والتغيير على الروح الطيبة”.). - انتهي الخبر -

٤-
ماهي الضمانات الا ينقلب العسكر - خاصة حميدتي - المغرم بالسلطة علي هذا الاتفاق، كما انقلب البشير علي اتفاق عام ٢٠٠٢؟!!


بكري الصائغ
بكري الصائغ

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة