يوليو شهر الاحزان السودانية: الانفصال..اعدام عبد الخالق..مصرع قرنق.. مجزرة (الشجرة)
هل صحيح ما قالته الصحفية المصرية مريم روبين
عن المحاكمات والاعدامات في معسكر "الشجرة"
المصدر: – موقع البركل –
- 10-25-2010 -
حاورتها في القاهرة: -رفيدة ياسين-
من هي مريم روبين؟!!
مريم روبين، صحفية مصرية معروفة وقلم جريء لم يترك حدثا عربي سياسيا مهما إلا وكتبت عنه، وهو ما ترك لهذه المرأة بصمة خاصة بها تحديداً في السودان والجزائر. وكانت أهم الأحداث التي قامت بتغطيتها ثورة الجزائر بالإضافة لانفرادها بتغطية محاكمات النميري للشيوعيين بعد محاولة انقلاب يوليو عام 1971، حيث كانت الصحفية الوحيدة التي حضرتها وتابعتها لحظة بلحظة، وهو ما لفت الأنظار إليها وسلط عليها الأضواء من كل أنحاء العالم، ونقلت عن كتاباتها كل وسائل الإعلام ووكالات الأنباء العالمية، الأمر الذي فتح عليها أبواب التساؤلات والاستفهامات في كل مكان.
سؤال(1):
سأنتقل بك لمحاكمات الشيوعيين في يوليو:
عام 1971 لماذا كنت الصحفية الوحيدة التي حضرتها؟!!
جواب:
أولا أنا لم أكن الصحفية الوحيدة التي حضرت هذه المحاكمات، فقد كان معي رئيس تحرير “أخبار اليوم” في ذلك الوقت موسى صبري، وأنا من الأساس لم أسافر إلى السودان لحضور محاكمة الشيوعيين بل ذهبت لحضور محاكمات اشتاينر الرجل الألماني الذي كان يلعب دوراً في التبشير في السودان، وكانت هناك بعض النماذج لحملات التبشير في المحاكمة وجاءتني دعوة وحصلت على الفيزا للسفر إلى السودان وقطعت التذكرة لحضور محاكمة اشتاينر، لكن حدث انقلاب ضد النميري واعتقل في بيت الضيافة، وبعد 24 ساعة قامت امرأة بفك أسره وأخذته بسيارة فولكس، ونحن في مصر كان الأمر يهمنا جداً لأنه لو تحرك “حجر” في السودان يؤثر ذلك على مصر، ومصر تسمع صوتها المهم أيضا الحدث كان قوياً جداً ومهماً بالنسبة لمصر.. رئيس تحريري وقتها كان موسى صبري أخذ مني التذكرة وقال لي حاولي أن تحصلي على تذكرة أخرى وأنا ذهبت في نفس الرحلة وفي نفس اليوم والساعة وجدت مقعداً آخر، وحضرت محاكمة يوليو بالصدفة.
سؤال (2):
ومن خلال مشاهداتك هل تعتقدين أنها كانت المحاكمات كانت عادلة؟!!
جواب:
لا استطيع أن أقول إن كانت عادلة أو لا.. لكن ما كان واضحاً أن النميري كان في وضع اعتقال وكان سيحاكم وسيتم إعدامه وهذا ما كان يفكر فيه حول مصيره وقطعاً عندما سمع أن هناك 24 فرداً قتلهم الشيوعيون بالرشاشات وهم مايويون أثر ذلك عليه كثيراً خاصة وأنه اعتقل في يوم جمعة وتم التعامل معه بطريقة مهينة.
سؤال (3):
هل دارت حوارات بينك وبين المحكومين السبعة قبل إعدامهم؟!!
جواب:
نعم، رأيت عبدالخالق محجوب وأذكر أنهم ادخلوه مثل الأسد في قفص وطافوا به في منطقة أم درمان كلها ليكون عبرة، وأنا التقيت به قبل أن يعدم بلحظات تقريباً وأجريت معه حواراً صحفياً قال لي فيه إنه مظلوم وطلب مني أن أبلغ سلامه لشخصيتين مصريتين، وادعى أنه لم يشترك في شيء على الإطلاق وأنه مواطن سوداني عادي، كما رأيت أيضاً الشفيع، ورأيته في موقفين كل منهما أصعب من الآخر، أولهما عندما طلبت أكثر من جهة ألا يعدم وهو في انتظار مصيره والآخر رأيته أثناء محاكمته وهو يعدم حتى فارق الحياة، وكانت زوجته فاطمة أحمد إبراهيم امرأة صلبة وقوية وكانت متماسكة جداً رغم هول الموقف، وكان عساكر النميري ومصور النميري يوقظوني من النوم يقولون لي تعالي لتحضري الإعدام.
سؤال (4):
بما أنك حضرت كل التفاصيل الداخلية وشاهدت
كل ما حدث كيف كانت أجواء المحاكمة؟!!
جواب:
المحاكمة كانت خطيرة للغاية، وكانت الأجواء مشحونة بالغضب، وكان المنظر مريباً، والمكان له رهبة غير عادية، وأذكر أنه لفت نظري شيء أثناء المحاكمة، أن النميري جالساً أثناء صدور الأحكام، وكان يمضي ويصدق على الإعدامات، وفجأة غضب غضباً شديداً وخرج منه صوت مثل زئير الأسد والقى الورق أرضاً أمامنا، كان ذلك لأن رئيس القضاة أو المحكمة أصدر حكماً ضد أحدهم بـ 15 عاماً تقريباً وهو ما رفضه النميري وأصر على أن تكون كل الأحكام بالإعدام، وقال ذلك بعد صدور أحكام إعدام أخرى عديدة وبعد نطق الحكم ضد شخصية معينة بـ 15 سنة، فوجدت نفسي تدخلت دون أن أشعر وقلت له: “يا سيادة الرئيس كلهم حيعدموا، مش كل دول قضاة؟”، فنظر لي النميري وقال لأحد عساكره الذي كان مرافقاً لنا بصوت مرتفع: “خذ هذه السيدة لتريها لماذا أنا مصر على الإعدام”، ارتبكت وتملكني الخوف وأدركت حينها أنه كان من الخطأ أن أتدخل لأن هذا أمر خاص بالسودان ولأنني صحفية مصرية وهذا شأن سوداني داخلي لكنني لا أعرف لماذا قلت ذلك دون أن أشعر قلت له “كله إعدام كله إعدام”، فرفض النميري أن يمضي على هذا الحكم، وقال للعسكري أن يصطحبني ليريني لماذا هو أصدر كل الأحكام بالإعدام، وبالفعل تركت موسى صبري في المحكمة مع النميري، وذهبت مع الرجل وأخذني بالسيارة لقصر الضيافة الذي كانوا معتقلين فيه من قبل الشيوعيين.
سؤال (5):
ترددت بعض الأحاديث عن أن النميري كان
مخموراً أثناء المحاكمة هل هذا الأمر حقيقي؟!!
جواب:
لا.. لا أظن لم يبد عليه ذلك، رغم أنه عندما كان يحكي لنا تفاصيل الساعات التي اعتقل فيها كان يرويها وهو فاقد للتوازن من هول ما جرى لكنه لم يكن مخموراً بل تقريباً هو تم إنقاذه في الوقت الصعب وكان يشعر أنه مر بأوقات صعبة من خلال محاولة الانقلاب. ومن حكاياته أنه قال لنا إنه عندما دخل بيت الراحة للحمام ادخلوا معه اثنين، ونحن كتبنا ذلك وقتها وكل ما جرى للنميري في الـ24 ساعة التي اعتقل فيها، وقال لنا أدق التفاصيل والأمور النفسية.
سؤال (6):
هل رأيتِ بعينيك كل أحكام الإعدام؟!!
جواب:
ليس جميعهم السبعة بل بعضهم، والنميري كان قد أوصى على كل عساكره لتسهيل مهامي ولفتح الأبواب لي لتغطية كل شيء، لكني بعد هذا الحدث أصبت بمرض السكر، ودفعت الثمن، لأنني عشت أربعين يوماً مثل كابوس ولم أستطع النوم في الفندق من هول المواقف كان هناك “جراند هوتيل” لم يكن في السودان فندق غيره وقتها، فذهبت لأسرة سودانية جلست عندهم وكانت ظروفا سيئة، بالفعل حققت انتصارات مهنية وكل العالم كتب عني ولكن أنا دفعت الثمن صحتي فلا شهرة ولا منصب ولا شيء عوضني عن صحتي، وهول الموقف هو الذي أصابني بالسكر، الحدث بأكمله بذاته كان مرعباً بالنسبة لي، ومرت فترة طويلة حتى عدت لحالتي الطبيعية وتخلصت من هذه الكوابيس المزعجة.
سؤال (7):
من أكثر المحكومين تأثراً في ذلك المشهد؟!!
جواب:
لا استطيع أن أقول لكِ من تحديداً فالساحة كانت كبيرة رأيت الشفيع وهو يعدم، لكني لم أحضر إعدام عبدالخالق محجوب إلا أنني رأيته قبل أن يعدم بلحظات وحاورته وكلمني عن اثنين وأمنني أمانة أن أوصل سلامه للطفي الخولي.. كان الرجل مفكراً يسارياً وانجي رشدي كانت صحفية بـ (الأهرام) سألني عنهما وارسل لهما السلام والتحية معي.
سؤال (8):
من خلال معاصرتك ومشاهداتك لكل تفاصيل هذه المحاكمة هل تعتقدين أنها كانت قانونية أم فقط قرارات رئاسية انتقامية؟!!
جواب:
سمعت الآتي من عسكري قانوني لما رفض النميري الحكم الذي أصدره كرئيس محكمة قام بتقديم استقالته وقمت بتحيته واحترمته ورأيته في الفندق بعدها وتناقشنا في ذلك لأنه رفض أن يستجيب للنميري عندما رفض أحكام السجن التي أصدرها وأصر على الإعدامات، فقد تمت هذه المحاكمة في جو مليء بالغضب.
سؤال (9):
كيف تابعتِ إطلاق أحكام الإعدام؟!!
جواب:
كانوا ينادونني كل فترة قصيرة لكي أذهب لرؤية أحكام الإعدام وهي تنفذ.
سؤال (10):
عندما سألتك عن الشفيع صمتين لفترة طويلة حتى أجبتي، ما سر هذا الصمت؟!!
جواب:
الشفيع قصة تانية خالص، رأيته من “ضهره” وسألت من هذا الرجل؟ فقالوا لي هذا هو الشفيع، وهو طويل وعريض وكان يرتدي عمة وجلابية واقفاً في الخارج وراء شجرة ينتظر مصيره الذي كان مجهولاً حتى قال النميري كلمته وأصر عليها رغم الضغوط.
سؤال ()11):
ماذا تعني بالمجهول والضغوط؟!!... أريد توضيحاً لذلك.
جواب:
“في ذلك اليوم سمعت النميري وهو يتحدث في الهاتف وأنا كنت بجانبه، كان الشفيع واقفاً في الخارج أثناء المحاكمة، وظل النميري يقول في المكالمة “يا فندم أنا ما أقدر أرفض لك طلب ولكن الحكم اتنفذ وقضي الأمر”، وأنا بعتبر اللي أنا عملته ده تجاوز وأنا مالي أنا واحدة قاعدة بتفرج وبسجل كل حاجة ورئيس التحرير قال فيما معناه دي هتبوظ الدنيا “كان يقصدني بحديثه”، وواصل النميري المكالمة “ياريت لكن انتهى الموضوع”، فقال لي النميري بعد أن أغلق الهاتف وانهى المكالمة “عارفة مين اللي بيكلمني؟” وأردف: إنه الرئيس أنور السادات بيطلب ألا يعدم الشفيع، وقلت له قضي الأمر… وتدخلت لكن الشفيع ما زال في الخارج لم يعدم، لكن النميري لم يستجب لطلب السادات بالعفو عن الشفيع، وأكد للسادات بالقول “يشهد الله إنه تم إعدامه”، وقال السادات للنميري إن القيادة السوفيتية اتصلت به وطلبت منه أن يتصل بالنميري لإيقاف إعدام الشفيع، لكن مثلما سمعتم الآن أكدت له أن تنفيذ الإعدام تم منذ دقائق، وأصر النميري أن يعدم الشفيع رغم كل هذه الضغوط”.
سؤال (12):
ألم يقلق النميري من نقلك للمعلومة وأنت صحفية مصرية؟!!
جواب:
لم أكن الوحيدة، لقد كان معي موسى صبري رئيس تحرير أخبار اليوم في الجلسة، كان الغضب متحكماً في النميري وممكن بعد ذلك النميري يقول للسادات كل حاجة بعد أن ينفذ رغبته في تنفيذ حكم الإعدام.
كيف تمت الاعدامات في معسكر "الشجرة"؟!!
اولآ:
١-
هاشم العطا:
اعدام هاشم العطا:
أطلقوا عليه ثمانمائة طلقة من الخلف وهو يهتف باسم السودان . كان السفاح النميري يشهد المنظر وهو يترنح من السكر.
٢-
كتب الاستاذ/ عبد الوهاب موسى، الذي شغل منصب الحرس الخاص للراحل الرائد/ فاروق حمد الله، مقالة في صحيفة "الوطن"، بتاريخ يوم ١٣/ مارس ٢٠١٣ ، جاء فيها حول اعدام فاروق حمدالله وبابكر النور:
"عملية تنفيذ الإعدام تمت بالحزام الأخضر وليس في دولة أجنبية أُخرى كما أورد بعض الكتاب، وكان ذلك على مرأى ومسمع منّا وذكرنا أن رئيس فريق الإعدام المقدم حقوقي عبد المنعم حسين قد أصدر تعليماته «ليتم» الضرب بالتنفيذ..إلا أن معظم القوى أطلقوا الرصاص على أجساد «بابكر وفاروق» بصورة عشوائية دون تقيد بأي نظم أو إجراءات عسكرية، إستمر هؤلاء الجند في اطلاق الرصاص عليهما حتى بعد وفاتهما وكان مشهداً تقشعر له الأبدان.. لم يتم لهما إجراء غسل الميت أو الصلاة عليهما بل تم سحبهما الى حفرة كبيرة حضرت مسبقاً بواسطة آلة «قريدر» بكامل ملابسهما التي كانت عبارة عن بدل كاملة قدما بها من لندن ومن ثم أهيل عليهما التراب ودفنهما «بالقريدر» من جديد.
وأنصرفت القوة عائدة إلى معسكر المدرعات بالشجرة، لم تكن هناك تعليمات بإخفاء موقع الدفن أو التستر عليه بل صدرت تعليمات من نميري لنا بأخذهما من المعتقل الى مكان الإعدام خلسة..أنا أوضحت مكان دفن فاروق وبابكر حتى في حياة نميري وقبل وفاته بأربع سنوات، وإن كانت قد تعرضت لبعض التغيرات وأختفت معالمها تماماً نسبة لتحويلها لمناطق سكنية وغيرها..أُسرة فاروق كانوا يسألون نميري وأبو القاسم وزين العابدين عن المكان الذي دفن فيه فاروق وبابكر. مكان المقبرة لم يتم له أي نوع من التخريب والنبش كما يقول البعض".).
٣-
معاوية عبد الحي:
قام جنود المظلات بتعذيبه تعذيباً وحشياً، ومزقوا ملابسه وجسده، وقادوه إلى معسكر"الشجرة"، كانت عظام رأسه مهشمة، فاقد الوعي، تسيل منه الدماء مع ذلك ظل مكتوفآ امام النميري، كانت مهمة المحكمة العسكرية أن ترسله إلى ساحة الإعدام قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.. وهذا ما حدث.
٤-
الحردلو:
"تعوزكم الأدلة… ولا تعوزكم الأحقاد والنوايا المجرمة.. خلصونا بقى".. وأكمل باقي كلامه بصوت عالي "أما الناجون منكم أيها الرفاق فليذهبوا إلى الأهل ليبلغوهم أحر التحايا". وفي الساعات الأولى من الصباح كانت زخات الرصاص تخترق جسد الحردلو، وتحمل نسمات الصباح هتافه إلى الناس، إلى المستقبل.
٥-
بشير عبد الرازق:
قال بالصوت العالي لزملاءه وهم في الاعتقال "خليكم ثابتين.. ما في زول يجيب سير زول.. موتوا رجال، وكل زول يقول الحاجات العملها بس". توضأ في الفجر وأدى الصلاة، ولكن لم تعد اللحظات كافية لكتابة الوصية.
٦-
أحمد جبارة:
عندما استفزه السفاح نميري، انفعل بشدة من كلماته البذيئة فبادر بالهجوم على أحد الجنود محاولا أن يستولي منه على مدفعه الرشاش ويرد بالإجابة المناسبة علي النميري، فأوسعوه ضرباً وركلاً حتى لطخت دماؤه جدران حجرة التحقيق، أطلقوا عليه مجموعات متصلة من الرصاص، وظل واقفاً ويهتف، وقام القاضي/ أحمد محمد الحسن باطلاق رصاصة الرحمة عليه من من مسدسه الخاص.
٧-
عثمان حسين (أبو شيبة):
قال في التحقيقات "كل المسئولية مسئوليتي وعبد المنعم ومعاوية عبد الحي ، نحن قادة القوة التي تحركت. بقية الضباط والجنود نفذوا الأوامر. هاشم العطا نحن الذين أشركناه فهو ليس له قوات يحركها". صدر الحكم باعدامه، وأطلقوا عليه من الرصاص ما يكفي لإبادة كتيبة.
٨-
محمد أحمد الزين:"
يجيء يوم يقرأ فيه لاناس المحاكمات ويعرفوا الحقائق". وقد جاء ذلك اليوم مبكراً، وعرفنا كيف كان محمد أحمد الزين تجسيداً جميلاً للشجاعة ورباطة الجأش والوفاء. كان محباً للحياة، ولكن الحياة لم تكن بالنسبة إليه شيئاً آخرسوى الشرف، وقد استقبل موته الحياة باسماً.
ثانيآ:
اخر كلماتهم قبل الاعدامات:
١-
سأل قاضي المحكمة العسكرية عبدالخالق محجوب: "يا عبد الخالق محجوب ماذا قدم لشعبك؟!"..أجاب في هدوء الوعي "بقدر ما استطعت".
٢-
الشفيع أحمد الشيخ:
بكل صبر وشجاعة الثوار الكبار تحمل الشفيع الضرب والركل والسحل، ولم يتمكن النزيف من إطفاء ابتسامته المشرقة، قال لجلاديه: "لم نرتكب أي خيانة ضد الوطن وشعبه، ووقفنا مع التقدم ومصالح الناس. وإذا متنا فالمهم أن يحافظ الناس من بعدنا على التنظيمات الجماهيرية التي اشتركنا في بنائها مع آلاف الناس.".
٣-
هاشم العطا:
"أنا أتحمل المسئولية، وليست لديكم حجة في محاكمة الضباط والجنود والصف". قال هاشم العطا للسفاح نميري "لست نادماً على ما قمت به، وإن كان لي أن أندم، فلأنني تركتك ثلاثة أيام وعاملتك معاملة كريمة".
٤-
جوزيف قرنق:
عندما استدعوه من سجن كوبر، قال لرفاقه المعتقلين، سأعود إليكم سريعاً ، ولم يرجع لهم، فقد نفذ فيه حكم الإعدام دون محاكمة، كتب لأسرته: "أرجو أن تعتبروني أحد الركاب في طائرة تحطمت.".
٥-
فاروق حمد الله:
حاول نميري في البداية أن يستميله ضد رفاقه كثمن للإبقاء على حياته، فرفض بإباء، وقال لنميري: "نحن أتينا بك كواجهة للإنقلاب مايو بسبب غبائك وسهولة إزاحتك في أي وقت". خطب فاروق في الجنود، وكان مثالاً للشجاعة والثبات، وقال لأحد الضباط من أذناب نميري "تعال شوف الرجال بموتوا كيف؟!!" واستشهد كما يفعل أعظم الرجال.
٦-
احد المصوريين التابع لوزارة الثقافة والاعلام ، وكان قد تم استدعاءه من قبل الاستخبارات العسكرية بعد فشل الانقلاب واعتقال الذين قاموا بها لكي يقوم بتصوير حالات الاعدامات في الضباط بتوجيهات من النميري شخصيآ، قال في حوار صحفي:
"التقطت نحو (٤٠٠) صورة في الفترة من بداية الاعدامات في يوم ٢٣ يوليو وحتي ٢٨ منه، قمت بالتصويربدء من لحظة التحقيقات معه المتهمين، وضربهم وتعذيبهم، وحتي لحظات وقوفهم امام الجنود الذين سينفذون الاعدامات رميآ بالرصاص، قمت ايضآ بتصوير الاعدامات في سجن كوبر، قمت بتصوير تعذيب صغار العسكر الذين شاركوا في الانقلاب وحتي وفاتهم، كنت اقوم بالتصوير ويرافقني ملازم اول وعسكري مدجج بالسلاح كانوا يراقبونني مراقبة القط للفار، وبعد نهاية كل فيلم بكاميرتي كان الضابط يأخذ الفيلم ويأذن لي بتركيب فيلم جديد، شاهدت النميري وهو سكران يترنح ويسب الانقلابين بصوت عال، رايته وهو يسب الراحل عبدالخالق محجوب، رايت بام عيني تعذيب الراحل الشفيع وتكسير اصابع يده بكعب بندقية ، صورت مواقف الشهداء وهم يهتفون للسودان قبيل اطلاق الرصاصات القاتلة عليهم، قمت بتصوير بعض المعتقليين من صغار الجند وهم شبه عراة والدماء تنزف منهم بغزارة، المعتقل الوحيد الذي لم يلقي تعذيبآ شديدآ هو المحامي الراحل جوزيف قرنق".
شـكـرا للمـؤرخ لـتـاريـخ الـسـودان الصحـفى المخـضرم الرائـع السيد / بـكـرى الصائــغ الذى دائـما ما يـنـعـش ذاكــرتـنـا بـتاريـخ وطـنـنـا الـسـودان ونـرجـو منه ان يـبـدأ بـاصـدار هـذه الـمعـلومات التـاريـخـية فى مـجـلـدات يـتـم تخصيص كل فـترة حـكم منفـصلة عـن الأخـرى .
ردود على مـسـتـر ايــدن
[بكري الصائغ] 07-05-2019 03:40 PM أخوي الحبوب،
مـسـتـر ايــدن،
١-
حياك الله وجعل كل ايامكم افراح ومسرات دائمة، والف شكر علي المشاركة بالتعليق والثناء الحسن الذي اسعدني كثيرآ.
٢-
احداث وقعت في شهر يوليو عام ٢٠١٢
(أ)-
البشيروصف المتظاهرين بأنهم "شماسة" :
دستور السودان سيكون اسلاميا بنسبة مئة بالمئة ليمثل نموذجا للدول المجاورة...-07-08-2012 -
(ب)-
*- جمعة شذاذ الآفاق - 07-06-2012 -
*- في جمعة (شذاذ الآفاق).. لماذا نريد اسقاط النظام..؟!.
*- اليوم وعقب صلاة الجمعة.
وسائط الاعلام العالمية تبدئ اهتماما خاصا لجمعة "شذاذ الافاق".
*- نحن ما شذاذ آفاق، نحن جموع الشعب الفاق:
إستعدادا لجمعة شذاذ الآفاق، إتفاق على توحيد شعارات الثورة.
*- الجمعة 06/07/2012م موعدنا لإنقاذ السودان من ( الانقاذ ) والشذاذ ..حتى يعلم البشير والذين معه من اهل الفساد ان الله حق.
*- مشوار الاطاحة بنظام البشير يدخل يومه العشرين بأجازة البرنامج الديمقراطي البديل...
*- الصحافة العربية : السودان هو البلد العربي الرائد في الثورة ضد الانقلابات العسكرية ،، الجديد في المشهد السوداني ان مطالع الانتفاضة الحالية موجهة ضد سلطة تقدّم نفسها على انها سلطة... اسلامية.
*- اليوم السعودية : البشير يواجه «لحس الكوع السوداني» بقبضة حديدية وبعناصر «الرباطة».
*- فيديو: الطلاب السودانيون فى ماليزيا يخرجون فى جمعة "لحس الكوع".
*- 1000 معتقل على ذمة مظاهرات جمعة «لحس الكوع».
*- بالفيديو الجالية السودانية بلندن تهتف: شذاذ آفاق، شذاذ آفاق وانت مصيرك الأنفاق. يا بشير يا خسيس، دم الشهداء ما هو رخيص.
(ج)-
فضيحة جديدة للخبير الوطني ربيع عبدالعاطي:
طلب مبلغ مالي مقابل أن يظهر علي شاشة الجزيرة..- 07-02-2012 -
(د)-
طلاق الرئيس التشادي أدريس دبي من زوجته أماني موسي هلال وفكي ابوحراز الباتع !!...صحيفة الاندبندنت تفضح التطهير العرقي لشعوب الأنقسنا ، وتدق ناقوس الخطر في العالم.
https://www.change.org/p/ant%C3%B3nio-guterres-the-secretary-general-of-the-united-nations-the-un-must-investigate-the-3rd-of-june-human-rights-violations-in-sudan-by-the-military
ردود على شمس الدين
[بكري الصائغ] 07-05-2019 02:59 PM أخوي الحبوب،
شمس الدين،
١-
تحية طيبة، وجمعة مباركة سعيدة باذن الله تعالي عليكم وعلي الجميع.
٢-
ما اشبه الليلة ببارحة عام ٢٠٠٢!!
نشرت الصحف العالمية خاصة التي صدرت في لندن يوم الجمعة ٢٦ يوليو ٢٠٠٢، نص اتفاق/الإطار الذي وقعته الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان في "ماتشاكوس" بكينيا في ٢٠ يوليو ٢٠٠٢، الذي أنهى الخلافات الرئيسية بين الجانبين، ومهّد لتوقيع اتفاق شامل بين الطرفين لإحلال السلام ووقف الحرب المستمرة منذ نحو٢٠ عامًا، مع هذا الاتفاق وجد الاهمال الشديد وبتعمد مع سبق الاصرار من قبل حزب المؤتمر الوطني،.... هذا التجاهل للاتفاق مهد للانفصال عام ٢٠١١.
٣-
ويالغرابة الصدف، فاليوم، الجمعة ٢٦ يوليو ٢٠٠٢ نشرت الصحف خبر جاء فيه:
احتفالات في السودان عقب اتفاق المجلس العسكري وقوى التغيير على تقاسم السلطة:- ما إن وردت أنباء التوصل للاتفاق حتى عمت الاحتفالات شوارع مدينة أم درمان الواقعة في الجهة المقابلة من الخرطوم عبر نهر النيل. وخرج آلاف الأشخاص من جميع الأعمار إلى الشوارع وأخذوا يرددون “مدنية! مدنية! مدنية!”. توصل المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في السودان وتحالف من أحزاب المعارضة وجماعات الاحتجاج في وقت مبكر من صباح الجمعة إلى اتفاق لتقاسم السلطة خلال فترة انتقالية تقود إلى انتخابات.
وقال وسيط الاتحاد الأفريقي محمد حسن لبات في مؤتمر صحفي إن الجانبين، اللذين عقدا محادثات على مدى يومين في العاصمة الخرطوم، اتفقا على “إقامة مجلس للسيادة بالتناوب بين العسكريين والمدنيين ولمدة ثلاث سنوات أو تزيد قليلا”. كما اتفق الطرفان أيضا على تشكيل “حكومة مدنية سميت حكومة كفاءات وطنية مستقلة برئاسة رئيس وزراء” وعلى “إقامة تحقيق دقيق شفاف وطني مستقل لمختلف الأحداث العنيفة التي عاشتها البلاد في الأسابيع الأخيرة”.
واتفق المجلس العسكري والمعارضة كذلك على “إرجاء إقامة المجلس التشريعي”. وسبق أن اتفق الطرفان على أن تحالف قوى الحرية والتغيير سيحصل على ثلثي مقاعد المجلس التشريعي قبل أن تفض قوات الأمن اعتصاما في الثالث من يونيو حزيران مما أدى إلى مقتل العشرات وانهيار المحادثات. وأبلغ شهود رويترز بأنه ما إن وردت أنباء التوصل للاتفاق حتى عمت الاحتفالات شوارع مدينة أم درمان الواقعة في الجهة المقابلة من الخرطوم عبر نهر النيل. وخرج آلاف الأشخاص من جميع الأعمار إلى الشوارع وأخذوا يرددون “مدنية! مدنية! مدنية!”.
وقرع الشبان الطبول وأطلق السائقون أبواق سياراتهم وزغردت النساء احتفالا. وقال عمر الداغر القيادي بقوى الحرية والتغيير “هذا الاتفاق يفتح الطريق لتشكيل مؤسسات السلطة الانتقالية ونرجو أن يكون هذا بداية عهد جديد”. أما نائب رئيس المجلس العسكري الفريق أول محمد حمدان دقلو، الذي يرأس قوات الدعم السريع فقال “هذا الاتفاق سيكون شاملا لا يقصي أحدا”. وأضاف “نشكر الوسطاء، المبعوثين الأفريقي والإثيوبي، على مجهوداتهم وصبرهم كما نشكر إخوتنا في الحرية والتغيير على الروح الطيبة”.). - انتهي الخبر -
٤-
ماهي الضمانات الا ينقلب العسكر - خاصة حميدتي - المغرم بالسلطة علي هذا الاتفاق، كما انقلب البشير علي اتفاق عام ٢٠٠٢؟!!