المقالات
السياسة
ما عجبنا لكن نسوي شنو
ما عجبنا لكن نسوي شنو
07-05-2019 04:24 PM

لم أبك لكنني لم أزغرد أثناء متابعة المؤتمر الصحافي عقب الاتفاق, فيما إنشغل ذهني بسؤال واحد كيف كان سيكون الحال لو اختفى من المشهد السياسي البرهان وحميدتي لا لسبب غير الاتهامات التي تطالهما بارتكاب مجازر غرب السودان ولمسؤوليتهما المباشرة كرأسيي المجلس العسكري الحاكم ابان مزبحة القيادة وما حدث من موت يوم الثلاثين من يونيو ؟؟

أعلم تماما ان المتهم برئ حتى تثبت ادانته وحتى تعقد محاكم للنظر في شكاوى يرفعها متضررون وحتى تتم اجراءات قانونية ويصدر حكم لكن الا يستحق السودان الثوري الجديد تنازلهما عن السلطة لمصلحة التحقيق كما يفعل الساسة الموقرون عندما تطالهم شبهات اتهام...أي اتهام ناهيك عن اتهامات مجازر !!

لا يعتريني شك أن من خرجوا للشوارع يهللون بالاتفاق دفعتهم خشية عواقب" ألا إتفاق" وخشية ان ينجرف السودان الى ما نراه امامنا في سوريا وليبيا وغيرهما, وأملا في حقن الدماء سيما وان الثورة سلمية تواجه بسلاح وقتل.
أو لاسباب من نوعية ضرورة ان نمشي الحال, وكلها تلاتة سنين, بعدها تقوم انتخابات, او وكما عبرت احداهن(( والله ما عجبنا لكن نسوي شنو)). تعبير موبوء بانهزامية وكأن الشارع هذا لم يزح البشير ولم يطرد من بعده ابنعوف.

على كل وحسب سياسة" حدث ما حدث" أملنا الان ينصب في حكومة مدنية قوية, حكومة تهش وتنش وتقول للجداد كر وللحمير عر. حكومة تؤمن ايمانا قاطعا بالسند الشعبي الثوري الدافع من اجل تغيير حقيقي وبالقانون ورغم أنف العسكر.

حكومة يرأسها رئيس وزراء قوي وفعال ونزيه لا يخشى أحد ولا يمكن شرائه او تهديده يضع نصب عينه مهمة اختيار وزراء فعلا اكفاء ووطنيين لا تطالهم اية شبهات انقاذية لهم تصور واضح لكيفية فكفكة سياسة التمكين واصلاح الخراب الذي طال التعليم والصحة والعدل وغيرها من وزارات ومؤسسات.

هذا كله أن كانت قيادات تجمع المهنيين واحزاب الحرية والتغيير جاهزة بالفعل اذ طالما قالوا مرارا ان حكومتهم جاهزة ولن تخضع لمحاصصات ومخصصات وتسويات أو ترضيات.
لقد خرج الشارع وفاض قبل يومين فقط بملايين سندا ودعما لحكم مدني وان خذلتموه بمناصفة المجلس السيادي فلا تخذلونه بمجلس وزراء لا يرقى لمستوى المسؤولية التي ودون شك لن تكون هينة او يمكن ان يقوم بها ضعفاء هين امرهم.

الشارع ينتظر اليوم قبل الغد الاتفاق على الترشيحات ونتوقع قبل مطلع الاسبوع القادم اداء القسم ومن ثم تكوين لجنة تحقيق فعالة وليس لجنة لتمييع القضايا وتأجيلها وجرجرتها بهدف نسيانها كحال لجان تنجح فقط في استغلال عامل الزمن وتبني على عامل النسيان.

تذكروا ان الشعب امسى واعيا وان هذه الثورة اثمرت الماما وفهما يستحيل التلاعب به, وانها وحدت وجمعت السودانيين من حولها بصورة غير مسبوقة, عدا قلة وشرزمة نافرة ومرفوضة.

ينتظر الشارع وسوف يراقب مدى جدية التحقيقات في مذبحة القيادة وشهداء 30 يونيو, وبالطبع يفترض أن تتوالى التحقيقات بشأن كل ما عاشه السودان من مجازر طيلة الثلاثة عقود السابقة بدءأ من اول جرائم الحكم المخلوع باعدام 28 ضابط والانقاذ لم تكمل عاما ناهيك عن جريمته الاولى بالانقلاب على حكم ديمقراطي.

وبالطبع نرجو الا يطول الانتظار لمحاكم ضد من سرقوا ونهبوا اموال البترول والدهب ومن باعوا سواكن وسودانير ومن شردوا ومكنوا, أم الامر مستحيل وأن المعارك سوف تدور بين حملان وذئاب؟

كم فجعنا بالقسمة الضيزى التي تضمنها الاتفاق بشأن المجلس السيادي. وكم شعرنا بالخزي والفريق اول حميدتي تائها أمام الكاميرات والعالم يتابعه وهو يبحث عن خواتم كلمته. وبالطبع تألمنا اشد الألم وانتم تتزاحمون لالتقاط الصورة وكيف ظلت الكنداكة الوحيدة تبحث عن موقع لها رغم.... ورغم.





تعليقات 2 | إهداء 0 | زيارات 744

خدمات المحتوى


التعليقات
#1840186 [المغترب القرفان]
0.00/5 (0 صوت)

07-05-2019 08:01 PM
نعم أستاذة بثينة لقد عبرتي عن غالبية من كانو يتمنون بحكومة مدنية خالصة .
لكن ااااه و الله وفرة حارة تخرج من قلب مكلوم بفقد حبيب وصديق وابن .
فقط لا نملك الا ال نقول ربنا يجعل فيها خير ويكفينا شر خلقو ،(المحاور و الحزبية).
أن كلمة حميرتي (الاتفاق ما بعده) هذه الكلمات لها عدة معاني بطبيعة الأمر لا نثق فيها فقد بدأنا سابقاً وتخاف من الاتي .


#1840180 [برعي]
0.00/5 (0 صوت)

07-05-2019 07:09 PM
اتفق معك..
القادم اهم ..معركة البناء واعادة تاهيل الوطن والمجتمع و القصاص للشهداء والجرحي ومحاسبة الكيزان الحرامية والفاسدين..


بثينة عبدالرحمن
بثينة عبدالرحمن

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة