الجيش حامي الدستور!؟
07-08-2019 08:17 AM
الجيش حامي الدستور!؟
مفهوم شائع للأسف مقنن وراسخ في عقيدة العسكريين جاء الوقت الآن لتصحيحة ، هذا المفهوم مدسوس لأنه يلعب لصالح المنظومات الشمولية ، ولا أدري كيف كان يتم تمريره على البرلمانيين حتى في ظل التجارب الديمقراطية التعددية ، نعم هذا المفهوم (شرك ) يستغله المتطلعين في القوات المسلحة للقفز على السلطة ، بجانب التربية العسكرية التي تغرس في الجندي من يومه الأول ، بأنه متميز ومؤهل لإدارة البلاد أفضل من غيره مستغلين تربية الانضباط العسكري التي تفرض عليهم الطاعة في تنفيذ الأوامر كيفما كانت نتائجها ، على العكس من التربية المدنية التي تربى كادرها على التقييم والموازنة وصولا لأفضل وأعدل الخيارات ، هذا المعيار في نظر العسكريين عدم انضباط ومماطلة ولغو ملكية ، الجيوش لا علاقة لها بحماية الدستور بالمطلق ، لأنها ابتداءا ليست المعنية بصناعته ، الشعوب بتكويناتها وتنظيماتها ومؤسساتها السياسية والاجتماعية والرياضية والنقابية وغيرها ، هي المعنية بصناعة الدستور وحمايته ، وهي تختار بإرادتها الحرة وتنتخب من ينوبون عنها في المجالس التشريعية خصيصا لهذه الغاية و ينتظرون منهم أن يحركونهم ويحشدوهم ضد أي جهة تسعى لخرق الدستورمدنية كانت أو عسكرية ، مفهوم أن الجيش حامي الدستور مفهوم خاطئ ومدسوس على الشعوب حل وقت تصحيحه صحيح هنالك مؤسسات سياسية تستقطب العسكر وتدفعهم للانقلابات غير أن هذه المشاركة المدنية لا تبرر للعسكر استخدام قوة آليلتهم ونيرانها لفرض سلطتهم بالقوة بحجة حماية الدستور ، من المهم تصحيح هذا المفهوم لدي الجنود والضباط في المقام الأول ، ثم فعاليات المجتمع المدني عن طريق توعيتها بخطأ المفهوم ، حتى تسترد ثقتها وحقها المسلوب ، وتكون جاهزة لحماية الدستور والنظام الديمقراطي ، روح الاحتفاء بالعسكر صبيحة كل انقلاب يجب أن تختفي إلي الأبد من ذهنية الشعب السوداني ، و على العسكرين أنفسهم يقع عبء الاسهام الجاد في تصحيح عقيدتهم العسكرية ، وإعادة بنائها لتكون حامية ومدافعة عن حدود البلد وأرضه ، عسكرية مهنية متفوقة على العقائد العسكرية السائدة في العالم الثالث ، ومتقدمة عليه بنبذ ما إعتادوا عليه من انقلابات ضد خيارات شعوبهم ، تلك هي المفاهيم التي يتطلع إليها شباب ثوار ديسمبر وبذلوا من أجلها الدماء.
فهل أنتم معي؟
محمد علي طه الملك
[email protected]
|
خدمات المحتوى
|
محمد علي طه الملك
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|