[Shawgi Badri] 07-10-2019 12:27 PM
Beskrivning: افتراضياخواننا من شمال افريقيا
اخواننا من شمال افريقيا.
قبل ان نخرج من السودان كانت عندنا فكرة خاطئة عن العرب ,واخوتنا من شمال افريقيا. ثم عاشرناهم في شرق اوروبا وفي غرب اوروبا وفي بلادهم كسواح. واكتشفنا ان هنالك فرق كبير جدا بين تفكيرنا وعاداتنا وعاداتهم.
بمناسبة معركة كرة القدم غدا في امدرمان, بين الجزائر ومصر, اشتم رائحة دماء, نسبة لمعرفتي بالجزائريين. والجزائريون كما يقولون عن انفسهم (نحن وعرين). وبهم حدة ومقدرة فائقة على الاشتعال, والغضب السريع. كما ان بهم عنجهية وتعصب. ويشتطون في عداواواتهم . وهم متطرفون. تجد بينهم الملحدين الذين يصارحون بإلحادهم في كل لحظة. وتجد بينهم المتدينيين الذين لا يفوتون وقتا. كما تجد بينهم اكثر الناس طيبة. وتجد اكثر الناس لؤما. وتجد بينهم الامناء . وينتشر بينهم من يعتقدون ان السرقة من غير المسلمين او من الاوروبيين خاصة نوع من الجهاد او جعل الاوروبيين يدفعون الثمن.
السؤال هو كم عدد المتشددين والمندسين وسط هؤلاء المشجعين؟. الذين سيدخلون السودان بسهولة وبدون مراقبة الآن. وكم سيتخلف منهم بغرض الجهاد في سبيل الله في السودان . ولا ننسى انا كثر الافغان العرب قد اتى من الجزائر.
من الغلط الحكم المسبق على الآخرين. ولا يصح التعميم. ولكن الخطوط العريضة لملامح شخصية اهل شمال افريقيا ,هي العنف, الجريمة, السرقة, والمخدرات. خاصة وسط الشباب منهم.
في فترة السيعينات في اسكندنافيا كانت المقاهي والملاهي تستعين بحراس سود خاصة ضخام الجسم. واحد الاخوة السودانيين كان كبير الجسم (وقلبو كبير) وكان لا ينكر هذه الحقيقة . وفجأة شاهدناه يعمل في ملهى ...دي باريس... ويتحكم ويهرش ويصرخ في الدنماركيين. وهم يخافون. وعندما حضرت مع حسين ود الحاوي اجلسنا في احسن طاولة. وطلب من الطباخ اكل خاص لنا. فقلنا له يا شقي الحال الشغلانة دي خطرة. لان البار مان في... كلب سيكس... وهو من بقايا حرب فيتنام وهو من الامريكان السود, ضاق بتحرشات وإستفزازات اهل شمال افريقيا. فأخرج مسدسه واطلق النار على اربعة منهم. فقال السوداني انا حا اشتغل مع الجماعة ديل لحدي ما تقوم مشكلة. يوم التقوم شكلة حا استقيل. وبعد زمن حضرنا وجدنا ان السوداني قد اختفى. وبالسؤال قال لنا ان السبب كان احد اهل شمال افريقيا. وقال انه قد هرشه كعادته. وكان نحيلا قصير القامة الا انه نظر للسوداني نظرة مخيفة. وقال له يا سوداني ابعد تربح. الموس. ويده كانت في جيبه . الموس هي السكين بالنسبة لأخواننا من شمال افريقيا. وعندما ساله حسين ..اها؟ كان الجواب اها شنو ما ربحت . مشيت طوالي للمدير وجدعت ليهو الكسكتة.. ورحت. مالي ومال المشاكل والموس.
في 1974 ذهبت لملهي... سيركل كلب... وكان هنالك مجموعة من البشر خارج الملهى. والملهي ليس بعيدا من الميدان الرئيسي لكوبنهاجن. وفي المدخل اشتممت رائحة دماء وكأنني في سلخانة. وشاهدت الدماء تغطي سلالم المحل والباب والرصيف . وفجأة تعلقت بعنقي فتاة نرويجية جميلة جدا كنت اعرفها. وكانت ترتجف وتضطرب وتقول لي ...خذني من هنا. وعندما كنت اسالها عن المشكلة كانت تقول لي ...ارابر..ارابر.... اي العرب. فلقد تشاجر العرب فيما بينهم . وكما قال لي احد السودانيين فيما بعد... شرطوا بعض زي الورق . واظن ان الحصيلة كانت اربعة قتلى ومجموعة من الجرحى. واغلق الملهى بعدها وصار دخول الاجانب للملاهي في كوبنهاجن في حكم المستحيل..
فليحفظ الله امدرمان واهل امدرمان غدا...
في سنة 1984 اتى الاخ مجدي الجزولي ومعه الاخ صلاح عبدالجليل وابن الاخت مهدي بتيك . وطلبوا مفتاح سيارتي وكانوا في حالة انتشاء . وعرفت منهم انهم قابلوا ثلاثة من طلاب الجامعة من اهل شمال افريقيا. وانهم قد حضروا لأن احد اصدقائهم قد وعدهم بإيجاد عمل لهم في الصيف. الا انه هرب وتركهم. والمجموعة السودانية اقترحت عليهم السكن في شقة مجدي. وسيرحلون الى شقة صلاح ومهدي. وسيساعدوهم في ايجاد عمل. لأنهم طلبة جامعيين مساكين . فقلت لهم (ديل حا يسرقوكم) لأنو في شرعهم انو السرقة شيء عادي . فسخروا مني وقالوا لي هؤلاء جامعيين ومهذبيين , واخوة عرب ومحتاجين مساعدة. وبعدين يسرقوا مننا شنو هو انحنا عندنا حاجة ....فقلت لهم شفتو ملابسكم الداخلية دي, حا يسرقوها...وحا تشوفو. وكل يوم كان مجدي والاخوان في ...تظبيط الحلة ... واطعام الاخوة من شمال افريقيا. ومقاسمتهم مواردهم البسسيطة. فلقد كانوا في انتظار الاقامة. وفي اقل من اسبوع اتاني مجدي الجزولي بعيون واسعة وقال لي وهو في حالة ذهول ...ياخي الجماعة سرقوا اي حاجة ..نضفوا الشقة. فقلت له ...في شنو يسرقوا انت ما عندك اي حاجة..فكان الرد ياخي ديل حتى ملابسي الداخلية سرقوها. فقلت له ..انا ما قلت ليك. فكان الرد ....آآي قلت لينا. لكن ما كن بنصدق حاجة بالشكل ده.
حتى انا الذي عندي تجارب وزرت شمال افريقيا, وجدت شاب جزائري صغير السن, في مقهى يوغسلافي. وكان اليوغسلاف يتكلمون عن ضربه وطرده من المحل. لأن الوقت قارب منتصف الليل والشاب يجلس بدون ان يطلب اي شيء . فمنعتهم واخذته معي للمنزل. لأنه كان قد اتى من الدنمارك والعبارة تتوقف مع منتصف الليل. وفي الصباح بعد الافطار اخذته الى المدينة لأنني اعرف بعض الجزائريين. وكنت اتصور ان الامر سيكون كلقاء السودانيين. وكان هذا في نهاية التسعينات. وكنت اعرف ان الاخ شريف الذي يتخصص في سرقات البوتيكات الفاخرة, وله جسم رياضي ويرتدي اغلى الثياب وربطات عنق جميلة يتواجد في منطقة ...كارولي سيتي... وهو مجمع سكني تجاري. وعندما قدمت له الشاب اكتفي بالنظر اليه وقال... لا بأس. ثم اخذني جانبا وحذرني من ان التقي بجزائري غريب وكاد ان يجن من الحيرة عندما قلت له انني اخذته الى منزلي. وكان يقول لي... انت مهبل والله تاخدني على دارك انا اسرقك.
وتكررت نفس العملية مع جزائري آخر يميل لونه للسمرة. ثم قابلت ابراهيم المجنون فهو من اشهر اللصوص . كان يخرج ويدخل السجن ولقد توسطت له مرتين حتى يخلى سبيله بعد ان تعرض للضرب. وفي احدى المرات في متجر يوغسلافي, الا انه كان محبوبا لانه يمازح ويضاحك الجميع. وتكررت نفس المسرحية لا باس, ثم اخذني جانبا وحذرني من اخذ اي جزائري او التحدث لاي جزائري لا اعرفه. ثم قال لي والله تاخدني على دارك اسرقك.
ووجدت تفهما من الشاب الصغير الذي افهمني بأن هذا تصرف طبيعي وسط الجزائريين. يتفادون التعامل مع بعضهم البعض والجميع يسرقون. واكد لي انه من النوع الذي لا يسرق. والدليل انني وجدته في الصباح مستيقظا ومرتديا ملابسه . بالرغم من انه لا يمتلك ثمن تذكرة العبارة. وان صديقه الذي دعاه للسويد قد هرب منه. فأخذته للعبارة واعطيته بعض المال..
يندر جدا ان يرتبط الجزائريين بأي سوداني او رجل اسود. وكلمة اكحل او كحلوش على لسانهم. وفي شرق اوروبا كنا نستغرب لشعورهم العدائي نحو السودانيين. ونحن في السودان كنا نغني لهم ونساندهم ونتحدث عن ارض المليون شهيد. واذكر انني عندما اشدت بجميلة بوحريد وعدم اهتمام السلطة الجزائرية بها بعد الاستقلال, كنت اسمع منهم كلمات انها ...قحبة للفرنسيين... وبالنسة لنا كانت قديسة في السودان. شقيقها كان يدرس في براغ ويسكن معنا في المدينة الجامعية استراهوف. وعندما اخبرتني فتاة تشيكية واشارت اليه بانه اخو البطلة الجزائرية كنت انظر اليه ونحن في قاعة الطعام وكنت اريد ان احييه واشيد بأخته الا انه اشاح بوجهه متقززا.
كثيرا ما كنت اجد الشكوى من السودانيين الذين عملوا مع الجزائريين في شركة ادما العاملة للبترول في ابوظبي. واخي عبدالرحيم علي حمد الذي اعرفه كإنسان فاضل منذ ان كنا في الاولية. عمل في جامعة الدول العربية في تونس في مجال التعليم وكان يجد التعنت والمضايقة من الجزائريين الذين عملوا معه. وكانوا يتفننون في مضايقة السودانيين .
عندما كان لنا مكتب في باريس (النيل الازرق) كان مديير المكتب الدكتور بيير شاندرا يتجنب التعامل مع الجزائريين. ويتفادي اي مكان يتواجدون فيه. وكان يقول ان المغاربة قد يكونوا لصوص الا انهم اكثر معقولية واقل ميلا للعنف وسفكا الدماء من الجزائريين. فقبل خروج الاستعمار الفرنسي من الجزائر قاموا بإخراج الحركيين وهؤلاء هم الجزا ئريون الذين تعاونوا مع السلطة الاستعمارية وكان عددهم لا يقل عن عن ربع مليون . وكانوا سيذبحون في الشوارع اذا لم يخرجهم الفرنسيون.
الاخ عل الجزائري اعرفه منذ بداية السبعينات, رجع في التسعينات الى الجزائر بعد ان اختلف مع زوجته واخذ ابنائه معه. وكان متغطرسا لا يكلف نفسه عناء تحيتي. وبعد ان رجع وكنا نتقابل في ماتشات او تدريبات ابنائنا في كرة القدم, حتى صار شخصا ودودا وحكى كيف ذهب في الصباح لشراء خبز وحليب لابنائه فشاهد عاملا غاطسا في حفرة ولا يظهر الا راسه. فلم يهتم في الاول. الا انه اكتشف انه هنالك كان اكثر من عامل . واكتشف انها رؤوس مقطوعة وموضوعة على الارض. فرجع على عجالة الى السويد وصالح زوجته. لقد كان بعض المتشددين يتحركون ومعهم مقصلة على شاحنة. ويقومون بقطع الرؤوس لأقل سبب او للإشتباه في التعاون مع الحكومة.
لن تستغرب اذا اتيت لشقتك في الجزائر وسمعت صراخا ورجل يقذف بملابس زوجته من الشقة. ويقوم بضربها او رجلا مشتبكا مع ابنه الشاب في معركة. او اثنين من اهل العمارة. وقد يتوقف صاحب سيارة للحديث مع شخص على الرصيف فيصرخ السائق الذي هو خلفه (افانسيه) وقد يكون الرد (ما افانسيش) و. وبسرعة ينتهي الامر لمعركة دموية. .
في سنة 1970 كنا نجلس في ملهى كازانوفا الذي كان يمتلئ بأهل شمال افريقيا و الامريكان السود. وفجأة يجد حمزة مالك يد جزائري داخل جيب جكتته التي يعلقها على الكرسي. وبكل بساطة قال الجزائري (ديالك؟...ديالك؟ فكرتها ديال دنماركي....اي تخص دنماركي ) قالها ببساطة وكأن الامر عادي. ولأن المكان صغير فلقد كان له دورة مياه واحدة. وكان اهل شمال افريقيا يحتلون ارضيتها وهم يلعبون الظهر ويغامرون. او تكون دورة المياه مليئة بالذين يجربون او يشترون الملابس المسروقة. وفي احدى الليالي انتظرت لما يقارب الساعة. واخيرا قال لي احد اللاعبين (يا خ يا سوداني روح على الزنقة) وعرفت وقتها ان الزنقة هي الشارع.
الاخ الريح صديق البلولة رحمة الله عليه قدم لي مغربي اسمه حسن كان يعمل معه كأجير وقال لي (سلم علي حسن. ده المغربي الوحيد المابيسرق. لانو بليد).
لا يحق للإنسان ان يعمم ولكن تلك الشهادة لم اسمعها في اوروبا عن اي مغربي آخر.
في منتصف السبعينات كنت مع حسين ود الحاوي و زوجته ليزي وصديقتي ايفا فيبرج وكنت اراقب حقائبهن لان العادة قديما كانت ان يتقدم مغربي او جزائري وسيم الى فتاة ويطلب منها الرقص فيقوم صديقه بتنظيف حقيبتها. وفجأة وجدت احد الاخوة التوانسة الذي صار من معارفي, ويده داخل حقيبة ليزي الصيفية المصنوعة من الخوص. وعندما لاحظ انني قد رايته قال لي بكل بساطة ..نقسم. وقلت له. ولكن هذه حقيبة زوجة صديقي. فأعتذر وذهب الى حاله. وعندما رجعت ليزي, طلبت منها ان تتأكد من حقيبتها. فقالت انها قد حذرت من قبل, ولهذا وضعت فلوسها في جيبها. الا ان بطاقتها الشخصية قد اختفت. فبحثت عن التونسي ووجدته. ودفعت به لدورة المياه فبدأ في البكاء. وقال لي خد هدول انا نشلتهم في العبارة وهدول فلوسي وهدول اخذتهم من حقيبة بنت لأنو انا اوراقي مش تامة . فرفضت وطالبته بالهوية. الا ان اتت ليزي وحسين وافهموني بأن ليزي قد وجدت الهوية. فتبدل اسلوب الاخ لطفي من البكاء الى الهجوم. ولطفي لا يزال يسكن معنا في مالمو والتقيه وشقيقه كثيرا. يمكن للإنسان ان يسترسل لساعات عن قصص اخوتنا من شمال افريقيا.
انا هنا لا ادينهم ولكن لكي اوضح ان الصورة الموجودة في عقلية السودانيين لا تطابق الواقع. وانه من المؤكد انه هنالك اروع البشر في تلك الدول. فلقد عاملت شاب جزائري وسيم في مسكن الطلبة (انترناشونال ) في مدينة لند بحدة بدون ان اعرفه ثم تعرفت به عن طريقه صديقي البحريني الفنان سعيد العلوي. واكتشفت ان الجزائري محمد شايب الدراعين انسان رقيق ومهذب . وطالب مجتهد في الجامعة كانت له صديقة سويدية جميلة يعاملها بإحترام وانتهت علاقتهم بزواج..وكنت احاول ان اكون معه لطيفا لانني ظلمته فقط لأنه جزائري.
كما تعرفت بكثير من الاخوة المغاربة والتوانسة وكانوا رائعين. الاخ محمد الجزائري كان يعمل وله اكثر من وظيفة وكان يكبرنا سنا وكان صديقا للسودانيين وكان السودانيين يستلفون منه ولا يسددون له ولا يهتم. الاخ ابراهيم استلف من مائة كرونه سنة 1971 قائلا اعطني مائة كرونه والبنك بيفتح يوم الاثنين. وعندما سالت ابراهيم اذا كان قد ارجع الفلوس. لانه قال البنك حا يفتح يوم الاثنين. كان منطق ابراهيم. انا قلت لي حا ارجعها انا قلت ليهو البنك حا يفتح يوم الاثنين والبنك فتح. ولكن لسؤ الحظ هنالك الكثيرون الذين تنطبق عليهم الفكرة السيئة. وكأغلب العرب لهم نظرة دونية نحو السود لا يتزحزحون عنها.....
ربنا يكضب الشينة وما يكون في دم في امدرمان بكرة.....
التحية....
ع.س. شوقي
[Shawgi Badri] 07-10-2019 08:53 AM
العزيز عاطف لك التحية . لقد كتبت عن اهل شمال افريقيا . يمكنك ان تتقوقل شوقي بدري العواطف والسبهللية ، لأن البشير كان يدعو لاستقطاب الجزائريين في السودان . كما يمكن قوقلة شوقي بدري اخوانا من شمال افريقيا . كنت في كردستان قبل اكثر من عقد من السنين يمكن قوقلة مذابح المسيحيين في العراق او مذبحة صوريا . لك التحية الصواميل حالهم يحير .
[atif] 07-09-2019 04:27 PM
المطلوب بس! انطباعك. عاملين لي وجع وش هنا في هولندا و انا برضو ود سعاد بس
[atif] 07-09-2019 06:35 AM
انطباعاتك من تجربتك, هنا هولندا عاملين وجع وش, مع شكري
[Shawgi Badri] 07-08-2019 06:01 PM
عاطف لك التحية . ما هو المطلوب طباعهم عاداتهم تاريخهم الخ ؟ هذا مشروع لدائرة معارف كاملة . انا شوقي ود امينة رجل على قدر حالي