المقالات
السياسة
لثورة ديسمبر استحقاقات قومية يجب تنفيذها قبل فوات الأوان
لثورة ديسمبر استحقاقات قومية يجب تنفيذها قبل فوات الأوان
07-08-2019 08:16 PM

للثورة استحقاقات قومية يجب تنفيذها قبل فوات الأوان.....

ماقادني لهذا العنوان هو تناول البعض بتغييب حصة شرق السودان في هيكلة مجلس السيادة فيما يختص بالتمثيل المدني وهنا ضرورة معرفة الهدف من الثورة والحراك بصفة عامة وان هذه الثورة هي معنية بعملية التحول من حالة النظرة الإقصائية الجهوية وإحلالها بالنظرة القومية مضمونا ومعنا... ولولا الحس القومي لمانجحت الثورة وكلنا نعلم أن الثورة انتظمت وبصورة منتظمة وفي تسسلل زمني متوالي في ديسمبر من العام ٢٠١٨م ونجاحها هنا لايسقط عن ماقبلها من تضحيات ونضالات فهي حتما نضالات متراكمة لجيل صمد طيلة فترة حكم الإنقاذ الثلاثيني وبل تحمل كل ويلات وأنواع العذاب وسياسة فرق تسد وتشريد الكفاءات ولذلك كل شعارات الثورة هي بمثابة أحياء للحس القومي المفقود.
وهنا سؤال حتمي وخاصة لأبناء شرق السودان لماذا يتم ربط الشرق بالحراك ونقول كاقليم عندو تاريخ في الحراك رغم أن النضال لم ينفصل ولايوما واحداً من تاريخ وتطور شرق السودان وفي تقديري هذا يعتبر توصيف خاطئ وبل يقلل من مكانة الشرق ناهيك عن المشاركة أو عدم المشاركة لأن هذا ليس معيار تقاس به مكتسبات الثورة اوتسترد عبره المطالب والحقوق والثورة ليست مطالب كما يعرفها البعض بل هي استحقاقات واجبة التنفيذ ومن منظور المشاركة فالكل صناع حراك الثورة المجيدة وبل خدامها لطالما أن الجراح والمعاناة واحدة فليعلم الجميع أن للثورة استحقاق قومي هو ضرورة النظر لكل قضايا السودان بمنظار واحد وقومي وان التمثيل يكون منصف لكل أقاليم السودان دون إقصاء أو ممارسة إقصاء عفوي لأي إقليم كماكان بالأمس وهنا مازالت الفرصة متاحة أمام قادة الحرية والتغيير وهم يتنفسون النفس القومي ولهم تقديراتهم الإقليمية بعيداً عن معادلات الإحباط وبعيداً عن مايتمانه رواد وأنصار الثورة المضادة.
اما اذا حدث العكس فهذا موقف متروك لسكان الإقليم عن غيرهم أو عن سواهم ووقتها لكل حدث حديث وكلامي هنا بعيدا عن المثالية التي تنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة الاعتماد على الكفاءات وان التمثيل القومي في مجلس السيادة لايتعارض مع منظومة الكفاءات وهنا وبكل يسر يمكن أن نتخطي هذه الخطوة بالجمع مابين مبدأ اعتماد التمثيل القومي تحت معيار الكفاءة وهنا نكون اغلقنا باب ثغرة الإقصاء وهذا مايختص بمجلس السيادة وبرأي هذا الأمر يحتاج منا إلى إدراك جيد للبيئة السياسية المحيطة ومايحيط بها من عوامل تحول فهي حتماً تحتاج منا التعامل مع بعض الظروف أو بعض الحالات بطرق قد تكون أشبه بالطرق التقليدية لأن عملية التحول من حالة الركود السياسي إلى حالة النضج والكفاءات تحتاج منا إلى بيئة سياسية مهيأة وبدورها نحتاج إلى مجتمع مدني معافى بمعنى ضرورة وجود مؤسسات نقابية مستقلة كما كان قبل الإنقاذ وهنا على سبيل المثال بعد سقوط النظام المؤسسات الوحيدة الفاعلة والنشطة هي أجسام الإدارات الأهلية اي مؤسسات الحكم الاهلي وهذه الإدارات الأهلية هي مؤسسات تقليدية نشطت مع نظام الإنقاذ مما تم اقحامهم في العملية السياسية عنوة وقصدا وهي بدورها تسببت في إعاقة عملية التحول المدني وبطرق مدروسة من حكام الإنقاذ آنذاك لأن رموزها اعتادو على بيع المواقف باسم الإقليم أو المنطقة فهي قبلية التكوين وتخضع لقوانين القبيلة ومن هنا وجب علينا جميعا أن نستوعب صعوبة عملية التحول إلى دولة مؤسسات بين أمسية وضحاها وحتماً هذه الفرضية ليست بالصعبة أو المستحيلة وهي واحدة من الأدبيات والاستحقاقات الواجبة التنفيذ والتي تبنتها هذه الثورة المجيدة وحتما ستتحقق ولو بعد حين ولكن تحتاج إلى أدوات تحول بمعنى تحتاج إلى بيئة مهيأة وهنا عامل الزمن مهم جدا وضروري وعملية التحول تكمن في كيفية استعادة النقابات المدنية وهنا ضرورة تجهيز القواعد على استيعاب عملية التحول فلايمكن منطقا وعقلا أن نغير مفاهيم مجتمع مورست ضده نظرية الحزب الواحد بكامل مايمتلكه من مؤسسات داعمة لحزبه وبل سعت لتمكينه مستخدما موارد الدولة لفترة ثلاثون عاما ومن ثم نريد أن نقفز به بين يوم وليلة إلى عالم مثالي يمتلك مؤسسات مستقلة كما ينتشر في مواقع التواصل وغيرها من وسائل الإعلام المختلفة بضرورة استيعاب الكفاءات وعليه نحن بحاجة إلى معرفة واستيعاب كل المتغيرات السياسية وهنا نحتاج إلى ذكاء عالي في الجمع بين الكفاءات وضرورة التمثيل القومي واستيعاب تركيبة المجتمع واستيعاب طبيعة الصراعات في بعض الأقاليم وخاصة مناطق الحرب ووضعها في الاعتبار وهذه الفرضية تقودنا إلى عملية التنازل وبدورها تقلل من ترك الثغرات التي يمكن أن تكون مدخل لكل من يريد أن يقود رأي مضاد لمكتساب الثورة وخلاصة القول إن للثورة استحقاقات يجب اثباتها وعند إثبات استحقاقات الثورة فالجميع سوف يحمي الثورة وبل يدافع عنها لأنه وبكل بساطة يجد نفسه داخل منظومة الثورة

شريف دايتك طه عيسى
[email protected]





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 436

خدمات المحتوى


شريف دايتك طه عيسى
شريف دايتك طه عيسى

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة