المقالات
السياسة
قادة الدعم السريع :الاعتراف سيد الأدلة
قادة الدعم السريع :الاعتراف سيد الأدلة
07-08-2019 08:35 PM

جاء في الراكوبة نقلا عن صوت الهامش ان مصادرا قد كشفت لها عن مجموعة يتزعمها قائد المليشيا (المكلف) الفريق عبدالرحيم دقلو (شقيق حميدتي) ، وقائد استخبارات الدعم السريع العميد مضوي ضي النور ، ومدير دائرة العمليات اللواء عُثمان حامد، ومسؤل حقوق الإنسان نور الدائم اعلنت عدم تقبلها لاتفاق تقاسم السُلطة الذي وقع بين المجلس العسكري الإنتقالي وقوى إعلان الحُرية والتغيير) .

جاء في حديث المصادر لصوت الهامش أن المجموعة تري في الاتفاق بين قوي الحرية والتغيير والمجلس العسكري المشار اليه حتما سيقود روؤسا كبيرة لحبل المشنقة . ولحاجة في نفس يعقوب رأت هذه المحموعة ان الاتفاق يبطن تحميل قوات الدعم السريع كل ما حدث من ممارسات قتل المتظاهرين السلميين وما وقع من جرائم اغتصاب واعتداءات طالت الثوار وغير الثوار ومن ثم قررت المجموعة مناهضة الإتفاق بكافة السُبل.

لا اود ان اناقش في هذا المقال الحديث عن اعلان مناهضة مجموعة لم تعلن عن اسم لنفسها علي الرغم من اعلان خلفيتها وارتباطها بالدعم السريع قرارها بمناهضة الاتفاق (بكافة السبل) . لا سيما حينما تعلن مجموعة مسلحة انها ستناهض جهة ما (بكافة السبل ) فهذا لا يعني الا شيئا واحدا عرفته المجموعة وسبق ان عرف عنها وبها . وكافة السبل التي تعلنها مجموعة الدعم السريع بتاريخه المتشح بالسواد لا تعني الا شيئا واحدا وهو اقصر الطرق الذي سيقودهم جميعا للعداله سودانية كانت او ربما في الرحاب الاوسع للمحكمة الجنائية الدولية.

كما اتجاهل هنا ايضا وانا اضع بالبنط العريض جدا خطا احمر بلون دماء الشهداء التي سالت في السودان منذ عام 1989 وحتي تاريخ اليوم و ما ورد في صوت الهامش او من اشارت اليهم بمصادرها البحث عما اذا كانت الاشارة للرؤوس الكبيرة التي ستقاد لحبل المشنقة هل هي رؤوسا من المجلس العسكري او من قوات الدعم السريع او لعلها من جهات اخري. فانا ولسبب لا يخفي علي فطنة القارئ اري دلالات يحملها تصريح المجموعة لا لبس فيه تخوف القيادة المكلفة للدعم السريع من تحميل قواتها مسئولية ماحدث في فض اعتصام القياده في ذلك اليوم الحالك السواد وما حدث بعد ذلك في شوارع العاصمة القومية وفي بعض المدن الاخري فيما تلاها من ايام غبراء.

وسواء ان دخل حميدتي في الاتفاق بارادته او فرضه عليه وعلي المجلس العسكري واقع سياسي اجبرتهم علي الدخول فيه مؤخرا المليونيات التي واجههم بها الشارع السوداني الذي استخفوا به ، وسواء ان احسنوا او لم يحسنوا استشفاف تبعات ما سيجر مثل ذلك الاتفاق علي قوات الدعم السريع او علي قوات الظل او علي بعض الرؤوس الكبيره التي اعلنت عنها المجموعة ولم تصرح بماهيتها. كان علي مجموعة الدعم السريع ومن يقف خلفها استيعاب حقيقة ان الشارع السوداني نادي حين خروجه بثلاث مبادئ لا تفاوض حولها وهي (الحرية والسلام والعداله .

وهذه المبادئ الثلاث لا يملك كائنا ما كان ، بمافي ذلك الحرية والتغيير ممثل الشارع السوداني ان يتنازل عن ايا منها. فما وضع المسألة السودانية السياسية والاقتصادية وعلاقاته الثنائية والاقليمية بل الخارجية برمتها نصب اعين العالم الا اعلان الثورة لهذه المبادئ الثلاث والالتزام بها علي الرغم من غدر من ادعوا شراكة وحماية الثوار . فلن يري العالم ولن يتقبل ان يقلب صفحة جديده مع السودان المثخن الجراح ان اخفقت الثورة او من يتولي امور السودان عسكريا كان او مدنيا في تحقيق ايا من هذه المبادئ الثلاث.

حرية الانسان السوداني لا تقوم الا بحرية واستقلالية قراره. ومبداء العدالة مرهونا بقيم السلام الذي يحمي العدالة وتحتمي العدالة به. ومفهوم العدالة يقوم علي مرتكزات اساسية وهي:

اولا : معاملة الناس سواسية امام القانون .

من حمل سلاحا ومن لم يملك او يشهر الا سلاح الايمان بعدالة قضيته ………،
و من احتمي بعزوة ومن لم تعني العزوة شيئا لمن لا يقول كان ابي شيئا………،
ومن امتن وافتخر بالانتماء لقبلية لا تسمن ولا تغن من جوع في دولة القانون ومن كان يرفض فرقة القبلية التي زرعها الانجليز في زمن سحيق وبث فيها روحا شيطانية انقاذا رآي فيها ترياقا يطيل عمره
ومن اكتز من المال حلاله وحرامه ما لايحمله معه للقبر ومن لا يجد قوت يومه
فالجميع يتساوون امام القانون .
وكل هؤلاء متساوون في سودان الثورة في الحقوق والواجبات .ففي دولة القانون التي تدعو لها الثورة السودانية محاسبة الفرد عما تقترف اياديه من افعال لا اختلاف حولها ويجب اللا يحيد عنها من يتولي امور هذه الدولة . فالمساواة التي يتحدث عنها الجميع في سودان اليوم وهي ذات المساواة التي نصت عليها جميع الشرائع ، وهي ذات المبداء الذي رسخته جميع الاديان السماوية وسلمت به كل الاعراف والتقاليد والقوانين في مختلف بقاع العالم . وما طمس ذلك المبداء وغابت معالمه عن سودان الانقاذ الا من جراء ظلم مراكز قوي الانقاذ ومنظريه وسياسات الولاء والتمكين التي توهموا انها ستكون مانعة لهم الي يوم يبعثون . فنسيوا الله سبحانه وتعالي فانساهم انفسهم . ونسوا وتناسوا ان هو القائل انه لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بانفسهم

ثانيا :

العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص

وكما امرنا الحق عز وجل في محكم التنزيل انه (ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب). فالعداله تقتضي ان يتساوي القصاص مع ما اقترف من ذنب. فحرمة الدم ليست كحرمة المال وان كان كلاهما محاسبان. ولا حصانة لقاتل ولا حصانة لمغتصب وان تدثرا بعباءة الامن الوطني او الشرطة او بحصانة قضائية او نيابية او برلمانية او سياديه . فمن قتل ولو بامر ، فالقاتل ومن امره بالقتل، ومن ساعد علي ارتكاب جرم سواء ان كان قتلا او اعتداء ، ومن مد من ارتكب الجرم بسلاح او بمال او بوسيلة نقل وغيرها ومن حرض بالقول او بالفعل علي ارتكاب جرم فكلهم يجرمون ويحاسبون .

والولاية في الدم ليست هي لاهل قتيل او جريح فحسب. بل يتشارك في الولاية اهل الشهيد او المصاب والدولة معا علي اختلاف درجة المشاركة . فحتي وان عفي اهل قتيل من قصاص الدم ، فالقاتل لا يذهب حرا طليقا . فللدولة حقا عاما لا ينتفي بتنازل من يتنازل . وان التزمت المحاكم بتنازل اهل القتيل عن قصاص العين بالعين فلاحق للدولة في ان تعفو عن الحق العام فيما وقع من جرم

ثالثا : اللا يؤخذ الناس بالشبهات

فالبينة علي من ادعي مرتكز اساسي ومن ثم التسليم بان المتهم برئ حتي تثبت ادانته . فالوضوح والشفافية في اتهام الناس والتحقق والتثبت لا مناص عنها جميعا . والتحقيق والتحقق والتثبت امور لا مساومة فيها ان كانت الناس تسعي للعدالة في اسمي صورها. فالادلة والبراهين يجب ان تقيم الحجة علي من ادعي وتدفع او تثبت الجرم علي من ادعي عليه . وشهادة الشهود متي ما توا ترت تقف اعلي درجة من صورة التقطت بهاتف سيار من هاتف يتبادلها الناس بواسائل التواصل الاجتماعي .

وتجدر الاشارة هنا الي انه شاهد الناس حميدتي والبرهان وبقية اعضاء المجلس العسكري ورصدت اجهزة الاعلام الداخلية والخارجية منهم من رصدت في حل وترحال وفي محاولات خارج السودان حتي وصل بهم الحال كي يجوبوا القري والبوادي بحثا عن من يبصم لهم بالتسليم كـأنهم جيش هرلاكو التتري دخل السودان غازيا وملك الخرطوم حاكما بامر ربهم وبقوة جيش احتلال شاهرين البندقية في وجوه الابرياء العزل . والقتل والتمثيل بالجثث وانتهاك الحرمات واذلال كل من نادي بالحرية او وقف في الطرقات ليري تفاعل الشارع السوداني مع ما ينادي به من حرية وسلام وعداله شاعلي وهو ما اختص به الناس قوات الدعم السريع وصفا وتوصيفا

فاذا ثبت صدق رواية ما نقلت صوت الهامش عن مجموعة الدعم السريع هذه فستكون هي المرة الاولي التي يسمع فيها الناس عن ضغط مارسة البرهان علي حميدتي. فقد كانت كل الاحاديث المذاعة والمتلفزة والمكتوبة تتحدث عن عكس ذلك. ثبتت قناعات الناس سودانيين وغير سودانيين في داخل وخارج السودان وهو ما شهدته وشهدت به معظم السفارات المعتمدة في السودان حتي وصل الحال للاشارة في المحافل الدولية والاعلام العالمي واروقة الامم المتحدة وغيرها عن تربص حميدتي و بعض اعضاء المجلس العسكري بالثوار السلميين وكان ما كان من امور يودون لو يتبرأءوا منها فالشينة منكورة ولا شك.

وفي المقابل ما زال بعض المحللون يرتكزون علي ان حميدتي كان و ما زال هو من يقوم بفرض الشروط علي البرهان وعلي غيره من اعضاء المجلس العسكري وهو اي حميدتي هو من ينهر ويقهر وهو من يكلف المسئولين وهو ومن يلغي التكليف وهومن يأمر ويحاسب. علي الرغم من سماع الناس لتهديدات حميدتي وثلة من اعضاء المجلس العسكري ثم شاهدوهم وهم يتنصلون من تبعات ما جري عند فض اعتصام القيادة وما جري بعد ذلك في الاحياء وفي الطرقات والاعتداء علي حرمات البيوت. كما استمع الناس لتوزيع الاتهامات يمنة ويسري من فئة متلفتة لعصابات النيقرز لكتائب الظل واخيرا وربما ليس اخرا لمجموعة كانت تتربص بالناس في البركس بجامعة الخرطوم

فادعاء مجموعة الدعم السريع المكونة من قائد المليشيا (المكلف) الفريق عبدالرحيم دقلو ،وقائد استخبارات الدعم السريع العميد مضوي ضي النور،ومدير دائرة العمليات اللواء عُثمان حامد، ومسؤل حقوق الإنسان نور الدائم ان حميدتي خدع او انه تعرض لضغط مرفوض تماما ! كذلك مرفوض تكاكا ابتزاز هذه المجموعة للسودان باعلان رفضها للاتفاق بحجة ان ذلك سيقود روؤسا كبيرة للمشانق وتحميل قوات الدعم السريع تبعات ما حدث من قتل واغتصاب وجرائم ؟

هذه المجموعة التي ربما تريد ان تقول للشارع السوداني انها هي التي كانت وما زالت تدير امور الدعم السريع وان حميدتي لا يملك فيها ما ادعاه من سلطة عليها وانها خارجة عن طوعه او لعلها قصدت من حديثها كشف وجود انشقاق داخل قوات الدعم السريع وهو ما اشارت اليه بعض الدلائل من قبل وحتي استشف ذلك من بعض تصريحات حميدتي نفسه فهي وان تحاول بسذاجة الدفاع عن حميدتي فهي بنفس القدر من السذاجة تسلط دائرة الضؤ علي نفسها ويكاد المريب يقول خذوني .

او ربما تريد المجموعة بتصرحها هذا اللعب علي الذقون وذلك بفتحها الباب امام حميدتي ربما للتنصل من اتفاق دخل هو وبقية اعضا مجلس قيادة الثورة فيه ظاهرا بمحض ارادتهم وان كان لم يخف علي الناس ان حميدتي وبقية اعضاء المجلس العسكري لم يجدوا مناصا من الرضوخ لارادة الشعب السوداني الملتف حول قيادة الحرية والتغيير ؟

ولعله جدير بان اختم بالاشارة لاسواء ما جاء في حديث مجموعة الدعم الشريع هذه . فما جاء في حديثهم سواء ان رموا اليه او تناولوه بجديث استوعبوه او لم يستوعبوه ، قد قام في عرف القانونيين كدليل صريح اشبه بالاعتراف القضائي علي مسئولية الاخوان حميدتي وبقية رجال قيادات الدعم السريع عن ما جري من قتل واغتصاب ونهب وخلافه . فمثل هذا الحديث والذي لا شك في ان المجموعة ربما قصدت به اعلان توجسها بالصاق ما جري من حوادث مؤسفة بقوات الدعم السريع ، ما خرج عن كونه اعترافا سمه ضمنيا وان كنت اراه صريحا بمسئوليتهم عما جري .

و الاعتراف القارئ الكريم هو بل منازع (سيد الادلة) .

محمد مصطفى مجذوب
[email protected]





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1754

خدمات المحتوى


محمد مصطفى مجذوب
محمد مصطفى مجذوب

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة